الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكمت جميل في مسيره قاربه – 2

جواد الديوان

2021 / 4 / 20
سيرة ذاتية


وفي غربته يوثق الأستاذ الدكتور حكمت جميل محطات عديدة، ومنها فترات عمل في جامعات مختلفة في الولايات المتحدة الامريكية، ومنها اعمال تطوعية، منها بأجر بعد تعينه. وقدم في سرده لأحداث حياته ونشاطه، دور الإدارة الحديثة للتعليم من خلال المرونة في العمل لتحقيق اهداف المؤسسة التعليمية.
تؤكد روايات الأستاذ جميل استقلالية الجامعة والكلية والفرع والقسم في اتخاذ القرارات والخطوات المهمة لإنجاز المهام. انها صورة عن لامركزية العمل decentralization دون ان يسميها في ذكرياته، فيترك للقارئ العربي المقارنة بين واقع التعليم في أمريكا وفي الشرق. انها امثلة عن التفويض بالمسؤوليات delegation of responsibility، وهذه كلمات يرددها المسؤول والمحاضر في علم الادارة والناس دون وعي بأهميتها، او رغبة بتطبيقها او حتى تجربتها.
وخلاصة الفروق بين الجامعات في أمريكا والعراق، فقد عمل سنوات متقاربة في البلدين. وتمثلت في استقلالية الجامعات، ومنها استقلاليتها في الموازنة، ونزولا للقسم. ومنها الاختلافات في أسس البحث العلمي والبدايات من مشروع البحث، وتقديم بروتكول ومناقشته في القسم واقراره من جهات حكومية! او منظمات غير حكومية او مراكز بحثية إضافة الى أساتذة القسم. وقد أسهب في ذلك كثيرا، ربما لتأثره بواقع تمنى طويلا ان يلمسه في العراق. وهنا يضع خلاصة ذكرياته عن البحث العلمي في اعتماده على رغبة عضو هيشة التدريس ومقدار قدرته على توجيه طلبته للحصول على البيانات.
ومن الفروقات التي اكدها الأستاذ جميل توفير مستلزمات عضو هيئة التدريس، وعمره عند التعيين والتقاعد. فقد تم التعاقد مع الأستاذ الجميل في عمر 64 سنة، ثم تم تعيينه، وطلب الإحالة على التقاعد في عمر 84 سنة. ويوضح ان الأستاذ الجامعي بإمكانه إحالة نفسه على التقاعد بعد عمر 65 سنة، والا يستمر بالعطاء. ويشير الى تقييم الأستاذ الجامعي ومتابعة مفردات نشاطه جزء من هذه الاليات.
يشير الأستاذ جميل الى حرمة التمييز بين الجنسين، او التمييز بسبب الدين، او القومية، او العرق وغيرها. ويقدم امثلة من الحياة. انها مشاهدات أستاذ أمضي عمره في يلدان الشرق تدعو للقومية العربية يعمدها بالدم في حروبه. واليات العمل في الجامعة كانت جزء من مذكرات جميل. تناول الاجتماع الشهري للقسم او الفرع والقرارات التي يتخذها واشكاليات المناقشات.
الجمعيات العلمية لها حضور في ذكريات الأستاذ جميل. وقد اشترك في عدد من الجمعيات العلمية ومنها ما توقفت بسرعة بعد الحماس لها، وقدم أسماء جمعيات منها العلماء العرب والحكمة وغيرها. وتجاوز نشاط الأستاذ جميل مساحة أمريكا الى استراليا وبريطانيا وغيرها.
ويقدم الأستاذ الجميل تجاربه مع مشاريع بحوث مع عراقيين، تأخرت مرات وفشل التعاون مرات أخرى. ويورد امثلة تأخر بحوث لعدم الحصول على موافقة امنية لأستاذ تربطه بالعائلة الحاكمة للعراق وشائج كثيرة.
ويسهب الأستاذ جميل في مشروع تأسيس كلية للصحة العامة في العراق. ويقدم بدايات الفكرة وتطورها واجتماعاته بالمسؤولين العراقيين من مدراء عاميين ومدراء اقسام وغيرها في وزارة الصحة او التعليم العالي. وقد وافق على مشروع كلية الصحة العامة معالي وزير الصحة مجيد حمد امين وقتها، ويشيد بذلك الأستاذ جميل.
وتشعب مشروع الصحة العامة الى أطباء الاسرة وغيرها من عناوين العمل للأطباء مما إثر سلبا على فكرة المشروع. وتحوي مذكرات الأستاذ جميل على حفل توقيع رسمي لمذكرات تمثل الجانب العراق بوزارة الصحة مع جامعة أمريكية.
تبنت وزارة الصحة الرعاية الصحية الأولية سياسة صحية لتقديم الخدمة الصحية. وقد ظهرت من مناقشات مؤتمر الماتا في 1978 وتعرضت هذه المفاهيم لتغيرات كثيرة برزت في مؤتمر الساياتاما في اليابان في منتصف الثمانينات، وفي ذلك إشارات للعامل الاقتصادي في تقديم الخدمات الصحية.
يمجد الأستاذ جميل وزير صحة توفرت له مرتين فرصة لقيادة وزارة الصحة ليتركها بعد أشهر من تسلمه قيادة الوزارة. ومن المؤكد ان التصدي للقيادة يعني مواجهة الكثير من العقبات، لا ان تفرش له الطرق بالورود ليضع توقيعه عليها.
مذكرات الأستاذ جميل تقدم تجربة أستاذ في كلية الطب عمل في العراق ودولة متقدمة جدا (الولايات المتحدة)، وفيها يمكن ان يتوجه لانتقاد النظام التعليمي والنظام الصحي في العراق، كما توفر له التجربة فرصة لاقتراح اليات التطوير لبلده الام. وقد ترك الأستاذ جميل هذه المهمة للقارئ وفطنته. انها سفر متخم بالتجارب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهجوم الإيراني على إسرائيل.. هل يغير الشرق الأوسط؟| المسائي


.. وزارة الصحة في قطاع غزة تحصي 33797 قتيلا فلسطينيا منذ بدء ال




.. سلطنة عمان.. غرق طلاب بسبب السيول يثير موجة من الغضب


.. مقتل شابين فلسطينيين برصاص مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغر




.. أستراليا: صور من الاعتداء -الإرهابي- بسكين خلال قداس في كنيس