الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شبنا وهرمنا و تصلعنا ايها المديرون الشبان.

العلاوية مصطفى

2021 / 4 / 21
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


ايها المديرون الشبان تستطيعون ان تقدموا للادارة التربوية ما لم نستطع ان نقدم لها نحن لاننا هرمنا هرمنا و شبنا و تصلعنا من اجل هذه اللحظة التاريخية .هرمنا عندما كنا معلمين في مقتبل العمر عمر البراعم والزهور.شابت رؤوسنا عند مقتبل الاربعين.هرمنا قبل أن نصل سن الهرم.أصابتنا الشيخوخة المبكرة ونحن في السلم العاشر. هرمنا منذ سن الاربعين تعتقد حين تنظر بوجوهنا أننا في مقتبل الثمانين. حتى البريق الذي في عيوننا قد ذهب لمعانه.والشعر الأسود صار كله بلون الثلج.ونضجت جلودنا قبل أن ينضج التين والرمان والزيتون. تصلعنا وسقط الشعرعن رؤوسنا ونحن ما زلنا في النصف الأول من أعمارنا, وتجعدت الوجوه قبل أوانها وارتخت عضلاته منذ كنا شبابا معلمين. ومع ذلك قادرين على وجع الأيام وعلى هم السنين. شبنا و تصلعنا ونحن نقول غدا هوالأفضل والشهر القادم أفضل من هذا الشهر والسنة المقبلة احسن من هذه السنة ,ونحن نستمع للكذب المدوي من خلال كل الحوارات واللقاءات والاجتماعات, ونحن ما زلنا نحلم بالحياة الكريمة. تعبنا وهرمنا ونحن ما زلنا, نسمع بالوعود وبالأحلام الكاذبة,ونرى المسؤولون يجلسون على مكاتبهم كما يجلس أصحاب الدكاكين يبيعوننا التكوينات والمناهج والبرامج والمشاريع ويقبضون ثمنها باليسار وباليمين. تعبنا ونحن نقول في كل سنة وفي كل شهر بأن الله وهم سيلبون مطالبنا سيحققون احلامنا وسيفرحوننا في هذا الشهر أو في نهاية هذا الأسبوع وتمضي بنا الأيام ونحن نهرم ونشيب ونزداد هرما وشيبا ويأت الشهر وينتهي الشهروتتغيرالسنة ونحن ما زلنا كما نحن لم نترقى لا بالامتحان ولا بالاقدمية ولم يتغيراطارنا ولم يتقدم ملفنا المطلبي إلى الأمام ولا حتى أي سنتمتر مربع واحد وعلى النقيض من ذلك نزداد هرما وصلعا وشيبا وتراجعا للوراء . ونحن نرتقب أن يعواأويستحوا أويخجلوا أويتأدبوا.هرمنا يا متعمقين في جرحنا وإصابتنا وقهرنا وإذلالنا, يا متسببين و متبحرين في صنع شتاتنا وتفرقنا وأحزاننا وآلامنا ,انحنت ظهورنا وما زلنا حمالين نقالين نحمل التجهيزات المدرسية على أكتافنا, يا ممثلين مثلتم علينا في الماضي أدوار البطولات العنترية وأنتم الان امام المديرين الشبان تخافونهم وتخافون حتى من أعواد الثقاب ومن حروف الكتاب ومن خطوط العباد, يا متلونين بألوان ليست لكم وبأقنعة تلبسونها على وجوهكم لتخفوا عنا وجوهكم الحقيقية, يا بعيدين عن عالمنا وعن أحلامنا وعن طموحاتنا وعن آمالنا وتطلعاتنا ,ضيعتمونا فضاعت اسرنا وابناءنا في زمنكم الزهيد. يئسنا ونحن نقف بين الموت وبين الحياة فلا نحن مع الأموات نحسب ولا نحن مع الأحياء بمحسوبين. شبنا وهرمنا و تصلعنا يا مسلمين ونحن في السلم العاشرقابعين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ




.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب


.. Triangle of Love - To Your Left: Palestine | مثلث الحب: حكام




.. لطخوا وجوههم بالأحمر.. وقفة احتجاجية لعائلات الرهائن الإسرائ