الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوحنا الدمشقي ذهبي الفم-1- أرباب الحضارة ج7

سلطان الرفاعي

2006 / 8 / 2
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير



دمشق قبل العهد الأموي:

قبل الاستعمار الإسلامي لبلاد الشام كانت مدينة دمشق مزدهرة تتعاطى التجارة والصناعة؛ وكانت نقطة التقاء بين آسيا الوسطى والغربية. وقد اشتهرت بأقمشتها الحريرية ((الدمقس)) ومصنوعاتها الزجاجية. وكانت من أجمل مدن الشرق. وقد احتفظت بجمالها وأهميتها في العهد البيزنطي، بفضل موقعها الممتاز المتقدم إلى تخوم الصحراء. وقد بقيت على جمالها وحضارتها حتى غزاها المسلمون.

وكانت لهذه المدينة سبعة أبواب، وكان الشارع الرئيسي: ((الزقاق القديم)) يخترق المدينة كلها من الباب الشرقي ((باب شرقي)) حتى الباب الغربي ((باب الجابية)) ليقابله اليوم شارع السلطاني وسوق مدحت باشا، وكانت كاتدرائية القديس يوحنا المعمدان، والتي ما لبث أن استولى عليها المسلمون، وحولوها إلى ما يُعرف اليوم باسم الجامع الأموي. وكانت تقوم بخدمة أحياء المدينة أكثر من ثلاثين كنيسة، وقد حفظ منها ابن عساكر حوالي أربعين من أسمائها. وأكثرها يخص الملكيين، وبعض الكنائس لليعاقبة. وكان متروبوليت دمشق الملكي يأتي رتبة بعد البطريرك في سلسلة السلطات البطريركية الانطاكية. كما كان لليعاقبة أيضا كرسي أسقفي في المدينة. وكان هناك كثير من الأديار على سفوح جبل قاسيون المشرف على مدينة دمشق من جهة الشمال، وعلى تلاله الممتدة نحو الشرق، وفي السهول المنبسطة شرقي المدينة.

وشكل الآراميون السريان العنصر الأساسي للسكان، انضمت إليهم جالية صغيرة من اليونانيين، الموظفين والتجار، وقد أجاد الفريقان اللغة السريانية واليونانية. كما دخلتها بعض الجاليات العربية عندما احتلها الأنباط.

هذا وقد عانت دمشق الكثير من جراء النزاع البيزنطي -الفارسي، نظرا لموقعها الوسط بين الدولتين. فاحتلها الساسانيون سنة 613 لكن الدولة البيزنطية عادت وانتصرت عليهم واسترجعت المدينة، وأعادت الثقة إلى سكانها الذين استعادوا نشاطهم التجاري كالمعتاد..

والكنيسة السريانية بجمعها بين لاهوت المسيح وناسوته، واستنكارها لتأليه مريم العذراء، ونشاطها البالغ في نشر تعاليمها وتفانيها في نشر رسالتها، كنت العامل الأقوى في الحضارة السورية، التي طبعت الشرق الأدنى بطابعها، من مصر حتى فارس. -----كما أخذت هذه الكنيسة بالانتشار حتى وصلت شرقا إلى فارس. والمدافن الأثرية وسواها من الآثار تشهد على وجود كنائس سريانية في مر وهراة، وسمرقند، وفي مواضع أخرى من آسيا الوسطى يعود تاريخها إلى أواسط القرن السادس. كما نشأت كنائس سريانية لا سيما في سيلان، وملبار. وقد عرف أتباع الطقس السرياني في الهند:ب((نصارى القديس توما)) وقد وصلت فئة منهم إلى ((سيان فو)) داخل الصين سنة 635م.

أما الفرع الغربي للكنيسة السريانية الذي علم بالطبيعة الواحدة ورفع العذراء إلى مراتب القديسين، فقد عُرف أتباعه باليعاقبة، إذ كانوا أتباع يعقوب ألبرادعي، أسقف الرها في أواسط القرن السادس. وكان الغساسنة وسواهم من العرب السوريين قد اعتنقوا هذا المذهب، وقد كانت لغة الكنيستين الشرقية والغربية لا تزال السريانية.



دمشق في العصر الأموي:

لقد أدى الغزو العربي في النصف الأول من القرن السابع الميلادي إلى تقويض الإمبراطورية الفارسية، وزعزعة أركان الإمبراطورية البيزنطية. حيث استولت على أملاك الساسانيين، واقتطعت من بيزنطية أزهى مقاطعاتها الشرقية. فبعد موت محمد انطلقت الجيوش العربية لتغزو سوريا والعراق وفارس، بقيادة ابن الوليد خالد، وابن العاص عمرو، وسعد بن أبي وقاص، ويزيد بن أبي سفيان وغيرهم ---حيث غزت هذه البلاد واستعمرتها. ومن الأسباب التي يسرت للعرب استعمار هذه البلاد:



-الحروب الطويلة بين الفرس والبيزنطيين، وإرهاق رعايا هاتين الدولتين بالضرائب القاسية والتي أدت إلى نفورهم.

-الصراع المرير الطويل للدولة البيزنطية ضد الفرس، أدى إلى إضعاف القدرة العسكرية من جراء الخسائر الكبيرة فلم تنعم الإمبراطورية بالهدوء والوقت الكافي لاستعادة تجهيز جيشها والتعويض عن خسائره.

-وجود القبائل العربية في سوريا والعراق وفي المناطق الواقعة على حدود الهلال الخصيب.

-الانشقاق في جسم الكنيسة المسيحية الشرقية، حيث نشأت البدعة المونوفيزية في سوريا ومصر، والنسطورية في العراق وفارس، واضطهاد الكنيسة البيزنطية للمنشقين عنها. وزادت النعرات الطائفية في مدى هذا التنافر بين سكان البلاد الساميين وحكامهم اليونان. فالكنيسة السورية المونوفيزية آمنت أن المسيح طبيعة واحدة لا طبيعتين إلهية وبشرية كما ارتأى المجمع الخلقيدوني الذي أقرته كنيسة بيزنطية اليونانية. مع العلم أن قسما من نصارى الشام والروم والعرب والسريان وقفوا إلى جانب الروم قدر المستطاع.



يرى الكثير من الباحثين والمؤرخين أن الإسلام في أول أمره لم يبد غريبا لدى المسيحيين السريان، ولا دخيلا عليهم. فقد كان بالنسبة إليهم، طائفة يهودية مسيحية جديدة؟؟؟؟؟؟؟؟



القديس مار أفرام السرياني(وفي القرن الرابع للميلاد، ) الشاعر والملفان، والذي ملئ الكتب من أشعاره، وتخيلاته، فنراه هنا يتخيل في أحد أشعاره الجنة فيقول:يتخيل الجنة فيقول: ((لقد شاهدت مقامات الأبرار، الأبرار أنفسهم، وإذا الطيوب تقطر منهم، والروائح العطرية تفوح من أعطافهم، وطاقات الزهور تكلل رؤوسهم، وأنواع الفاكهة تزين قاماتهم---وعندما يتكئ الأبرار إلى المائدة تجود عليهم الأشجار بأظلالها في الهواء الطلق، وتتفتح الزهور من تحتهم، وتنضج الفواكه من فوقهم---الرياح تقف بين أيديهم مستعدة لأداء ما يطلبون، تهب إحداها بالطمأنينة، وترفع الأخرى بالشراب فيجري رقراقا يحمل بعضها بالزيت وبعضها الآخر يحمل الطيوب ---كل من امتنع عن الخمور في الدنيا تتوق إليه الخمور في الفردوس، وتمتد إليه كل نبتة من الكرمة بعنقود من العنب. وكل من عاش عفيفا تستقبله الحوريات بصدور نقية طاهرة))

ويبدو أن هذا النص، قد لاقى هوىً في قلب الرسول فأدخله في سورة الغاشية من الآية 4:16 - وأيضا في سورة الرحمن من الآية 46: 78



كما أن من يُجيدون اللغة السريانية يستطيعون أن يتبينوا بسهولة الكثير من الألفاظ السريانية الآرامية في المفردات الإسلامية: فرقان-كاهن-قسيس-صلاح-زكاة-سراط--------



في سنة 633 غزت الجيوش العربية الإسلامية سوريا. وقع الصدام الأول في وادي عربة في غور الأردن جنوبي البحر الميت، حيث قُتل القائد البيزنطي سرجيوس، وفُتحت الطريق أمام الغزاة باتجاه دمشق----

--تباينت روايات المؤرخين القدماء المسيحيين والمسلمين حول أيام دمشق الأخيرة-----

وقد شهد العهد الأموي انقلابا خطيرا في النظام السياسي بالنسبة لما كان عليه في عهد الخلفاء الراشدين. فلقد تبدل مفهوم السلطة المتعارف عليه منذ أيام محمد. إذ تحول هذا المفهوم من نظام الشورى إلى نظام الملك، وعن طريق الوراثة. وبدأ هذه التحول عن طريق الخليفة معاوية الذي سارع إلى تنصيب ابنه يزيد خلفا له، متفردا برأيه دون الأخذ بعين الاعتبار لما قد يترتب على هذا التفرد في القرار من ردات فعل تكون لها انعكاسات سلبية على مسيرة الحكم.

فمنذ تنصيبه خليفة عمد معاوية إلى إجراء تعديلات واسعة في المؤسسات القائمة تلائم الوضع الجديد الناشئ عن الغزو الجديد. فاستعاض عن النظام المستوحى من القرآن بنظام آخر قضى بإلغاء الشورى، والذي اعتمد القران وسيلة إلى ملكية دنيوية تقوم على الوراثة المستندة إلى العصبية العائلية.

وقد اعتبر معاوية أن أساس الشورى القائمة على الدين، لم يعد ممكنا. وعشيرة بني أمية كانت تسمى((بيت قريش الملكي)). وقد اتهم الإمام علي معاوية بإتباع سياسة كسرى وهرقل. وحدد الشيعة عام الجماعة ب((العام الذي تحولت فيه الإمامة ملكا كسرويا والخلافة عصبا قيصريا)).

وحسب ابن الأثير، فان معاوية استند إلى قول مأثور عن محمد: ((الخلافة بالمدينة والملك بالشام)).



أسرة يوحنا الدمشقي ومكانتها في الدولة الأموية:

---

المراجع:

فيليب حتي تاريخ سوريا ولبنان ، الجزء الثاني ، دار الثقافة بيروت ص135

اسحق ارملة . الملكيون ص102 بيروت 1936

فيليب حتي تاريخ العرب المطول ص199 . دار غندور للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت الطبعة السابعة 1986

ابن البطريق 2-ص15

ابن العميد ص27

الواقدي فتوح الشام 1 ص63

ابن عساكر ص147

الطبري في تاريخ الرسل 1ص2152

ابن الأثير ، التاريخ الكامل 2ص 229-

فتوح البلدان ص121.

ابن سعد ، الطبقات ، الجزء الخامس ، ص253

المسعودي -مروج الذهب ، الجزء الخامس ص158

ابن الأثير -اسد الغابة في معرفة الصحابة ، الجزء الرابع ص386

الجاحظ رسالة يرأيه في معاوية والأمويين ، ص140

الأغاني في الجزء الرابع ص16

الطبري الجزء الثاني ص 82

اليعقوبي -الجزء الثاني ص265

الجهشماري - كتاب الوزراء ص82

لامنس ، دروس ص 11-21 حكم المروانيين

-----

--------



مركز الدراسات والأبحاث المشرقية

د. موسى مخول

مركز الشرق للدراسات الليبرالية وحقوق الأقليات

حضارتي السريانية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 59.39%.. نسبة المشاركة الأعلى منذ الدورة الأولى من انتخابات


.. الانتخابات التشريعية الفرنسية: لماذا الإقبال -القياسي- على ص




.. الانتخابات التشريعية في فرنسا.. ما دور الجمعية العامة؟


.. أميركا.. بايدن يجتمع مع عائلته اليوم لمناقشة مستقبل حملته ال




.. 3 قتلى من حزب الله في قصف إسرائيلي على بلدة -حولا- جنوبي لبن