الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أطلقنا الموت ، فمن يمسكه من عقاله؟

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث

(Mohammad Abdul-karem Yousef)

2021 / 4 / 22
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


لقد أطلقنا الموت ، فمن يمسك عقاله؟

في نهاية الثلاثينات من القرن العشرين اكتشف العالمان الألمانيان أوتو هاهن وفريتز ستراسمان تجزئة الذرة أثناء محاولتهما إنتاج عناصر أثقل من اليورانيوم وذلك بواسطة قصف اليورانيوم بالنيترون. في ذلك الوقت ، لم يعرفا أنهما توصلا إلى سر إطلاق عمليات التجزئة المتتالية من تجزئة إلى تجزئة وبالتالي توليد المزيد من الطاقة النووية . ثم تتالت الدراسات النظرية والعملية وأبحاث الفيزياء التطبيقية لتكتشف فيما بعد الإمكانيات الهائلة لاستخدام الذرة كسلاح لا سابق له في تاريخ البشرية .
وفي وقت لا حق ، استطاع العالم الايطالي انريكو فيرمي أن يبني أول مفاعل نووي بسيط يجري فيه تجزئة الذرة بإشراف وتدقيق علمي في مختبرات جامعة شيكاغو الأمريكية . ومع بداية الحرب العالمية الثانية برزت احتمالات استخدام السلاح الذري لدى عدد من علماء الطاقة النووية وعلماء الذرة خاصة بعد أن استقطب الولايات المتحدة الكثير من العلماء الفارين من الحكم النازي . في الحقيقة، فزع هؤلاء العلماء من استخدام ألمانيا النازية للسلاح النووي فهربوا إلى الولايات المتحدة ليكونوا مرغمين الوقود الذي استخدمته الولايات المتحدة في حربها ضد اليابان والتي تمتلك أيضا مشروعا نوويا سريا .
وفي صيف 1939 نقل العالم الفيزيائي ألبرت اينشتاين مخاوف علماء الذرة إلى الرئيس فرانكلين روزفيلت في احتمال استخدام ألمانيا للسلاح النووي في الحرب فأصدر الرئيس في بداية عام 1940 أمرا بتخصيص مبلغ 6000 دولار للبدء بأبحاث إنتاج السلاح النووي. وبدأت الطائرات اليابانية بتقصي أماكن الأبحاث وقصفها فاتجهت الولايات المتحدة إلى إطلاق مشروع مانهاتن للبحث الذري والنووي .
أقيمت المختبرات العلمية ومراكز الأبحاث التطبيقية وتعاون العلماء الأوروبيين مع العلماء الأمريكيين وتم إنشاء المعامل وتطوير أجهزة التخصيب وبدأ العمل في لوس ألاموس في ولاية نيو مكسيكو وكان العالم النووي روبرت أوبنهايمر هو من يقول العمل .
وفي صيف عام 1945 تمكن الفريق من إنتاج السلاح من اليورانيوم 239 وتم تجربة السلاح في صحراء نيفادا في منطقة نائية . التجربة الناجحة أطلقت العنان للولايات المتحدة للبدء في إنتاج السلاح النووي فقفز مبلغ / 6000/ دولار إلى ألفي مليون دولار . بدا الانفجار رهيبا وتبعه لسان من اللهب على شكل فطر بارتفاع 12200 متر وكانت قوة الانفجار التدميرية 20000 طن من الديناميت .
بعد شهر من التجربة قصفت الولايات المتحدة هيروشيما وناغازاكي باليورانيوم المشع 239 وجرب السوفيت سلاحهم النووي في عام 1949 أما فرنسا فقد جربت سلاحها عم 1960 والصين عام 1964 ثم بريطانيا في 1965 فالهند فالباكستان أما الاحتلال الإسرائيلي فقصة أخرى لا تنتهي لأنه لا يخضع لقانون في الكون ويقال أن الاحتلال الإسرائيلي يمتلك حوالي 200 قنبلة نووية .
ثم ظهرت فكرت الخوف العارم من الشتاء النووي وظهر مصطلح الزر النووي ومصطلح المفتاح النووي ثم انطلقت القنبلة الهيدروجينية والنيترونية وحاليا الغبار الذكي التدميري ومستقبلا تسخير قوى الطبيعة من مناخ وتصحر وبراكين وزلازل ورياح وحرارة لتصبح سلاحا فتاكا بيد من يمتلكه .
يقال أيضا أن عمر الكون يعود إلى مئات الآلاف من السنين وهناك قرائن دالة ومنحوتات تقول بأن الكرة الأرضية توصلت في مرحلة ما من تاريخها إلى التكنولوجيا العالية وخبرت تكنولوجيا المعلومات وما بقايا الآثار الكثيرة وغياب التواصل البشري خلال فترات من الزمن إلا دليل على وجود شتاء نووي سابق في وقت من الأوقات .
وبحسب ما نقل أحد المواقع ، فإن الأسلحة النووية الموجودة في يومنا هذا بمخازن عدد من الدول، تكفي لتدمير العالم كاملا ولعدة مرات ، وبالتالي قد يتساءل كثيرون حول السبب الذي دفع جيوشا إلى صناعة ما قد يتسبب بدمار جماعي.
وتزعم دول مالكة لأسلحة نووية ، أو طامحة إلى الحصول عليها ، إن الخطوة دفاعية محضة ، وتقول إن السعي إلى امتلاك سلاح نووي مجرد توازن استراتيجي مع دول منافسة أو مناوئة.
وأورد نفس المصدر قائمة بأسماء الدول العشر التي نجحت في صناعة أقوى الترسانات النووية ، وفي مقدمتها روسيا ، إذ تمتلك البلاد الأكبر مساحة في العالم ، قرابة 8500 صاروخ نووي.
وتعرف الصواريخ النووية الروسية بجودتها على صعيد الكم والجودة ، أما الولايات المتحدة فتحل في المرتبة الثانية ، ويملك الجيش الأميركي ما بين 7200 و7700 صاروخ نووي.
ويقول خبراء عسكريون إن الجيش الأميركي هو الأكثر تنظيما ، فضلا عن كونه الأفضل من حيث الأسلحة ؛ إذ تتفوق الولايات المتحدة على كافة بلدان العالم في امتلاك الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والصواريخ التي تنطلق من الغواصات.
أما فرنسا فتتبوأ المركز الثالث برصيد قدره 300 رأس نووي ، وأجرت البلاد آخر اختبار نووي لها سنة 1996، أي قبل الالتحاق بمعاهدة حظر الاختبارات النووية.
وفي مركز رابع تأتي الصين بـ250 رأسا نوويا، وتؤكد الدولة الشيوعية في بكين أنها ملتزمة بسياسة عدم البدء باستخدام السلاح النووي ، أي أنها لن تقوم باستخدامه إلا في حال هوجمت به من طرف العدو.
واستطاعت بريطانيا بدورها أن تطور ترسانة نووية مهمة، فراكمت 225 رأسا نوويا ، ودخلت مجال المنافسة مع اللاعبين الكبار في العالم سنة 1965 عبر افتتاح محطة الطاقة النووية. وفي مرتبة سادسة ، تأتي باكستان التي تملك 120 رأسا نوويا ، متفوقة بذلك على جارتها الهند التي تبلغ قدراتها النووية 100 رأس.
الطريف في الأمر أن العالم النووي روبرت أوبنهايمر وبعد نجاح التجربة النووية الأمريكية الأولى ردد أبياتا من السانسكريتية تقول : " لقد أطلقنا الموت ، فمن يمسك عقاله بعد اليوم ؟ "
هذا هو السؤال الكبير اليوم . من يسيطر على صناعة الموت على هذا الكوكب الحزين ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن ينهي زيارته إلى الصين، هل من صفقة صينية أمريكية حول ا


.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا




.. انقلاب سيارة وزير الأمن الإسرائيلي بن غفير ونقله إلى المستشف


.. موسكو تؤكد استعدادها لتوسيع تعاونها العسكري مع إيران




.. عملية معقدة داخل المستشفى الميداني الإماراتي في رفح وثقها مو