الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لبنان يخاطب العالم موحدا

محمود زعرور

2006 / 8 / 2
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


مع ا شتداد الآزمة الشاملة التي تحيط بلبنان ، جراء العدوان الإسرائيلي الذي استهدف أمن لبنان ، وسيادته ، وا ستقلاله ، وهدد تماسكه الوطني ، بفعل ضرب المدنيين ، وتدمير البنى التحتية الآساسية ، وتقطيع أوصاله ، ومناطقه ، وتهجير معظم السكان في الجنوب ، وفي ضاحية بيروت الجنوبية ، بل وفي أغلب المناطق التي طالها القصف والتدمير ، وجد لبنان نفسه ، أن عليه مواجهة ذلك بروحية جديدة ، وخطاب مختلف ، موحد ، يواجه به المجتمع الدولي .
لقد أدرك كل لبنان ، بكتابه ، ومثقفيه ، وقواه السياسية ، وحكومته ، أهمية الوحدة من أجل التضامن ، والصمود ، وفي الوقت نفسه ، أكد على مبادئ الحل الرئيسية ، ، التي كان مؤتمر الحوار الوطني ، بجلساته المتعددة ، قد أجمع على الاتفاق بشأنها ، وهي مبادئ تتصل بسبل تمكين الدولة اللبنانية من الإمساك بالإستقلال ، وبسط سلطتها على كل أراضيها .
وفي هذا الإطار تأتي أهمية دعم الحكومة اللبنانية ، ومساندة خطة رئيس الوزراء، فؤاد السنيورة ، التي تم الإعلان في مؤتمر روما ، من أجل حل شامل ، وجذري ، للوضع في لبنان ، بكافة عناصره ، ومستوياته .
كما يمكن إدراج الدعوات، والكتابات، والرؤى النقدية المختلفة ، التي انطلقت من أجل تمتين وتحصين الوضع الداخلي ، وضرورة الاتقاق الوطني ، كي تصب كل الجهود ، كنتيجة مرجوة ، في دعم الدولة ، وتقويتها .
لقد أعلنت قوى 14 أذار تأييدها للحكومة اللبنانية ( في موقفها الذي عبر عنه رئيسها فؤاد السنيورة في مؤتمر روما باسم لبنان وخطة الحل الشامل الذي تقدم بها ) ، وأكدت أهمية أن يقف لبنان كله ( خلف حكومته وتزويدها كل أسباب القوة في هذه اللحظة التاريخية وتمليكها أوراق التفاوض كاملة حتى تستطيع انتزاع المكاسب لمصلحة لبنان ) .
وفي الوقت الذي يدعو فيه الكاتب والديبلوماسي العريق والنائب غسان تويني إلى أهمية أن ( يخترع ) لبنان ، كل يوم ، أو ( يولد ) ، في كل ساعة، يرى ضرورة كبرى ( أن نطلق " الميثاق الوطني " ( كما طاف به " الطائف " ، من قبل ) ونؤكد على ( إعلان جبران تويني في " القسم " الذي استشهد من أجله ، وربما بسببه!!.)-النهار -24-7-2006.
وفي رسالة مشتركة وجهها الكاتبان الياس خوري وزياد الماجد إلى حركة اليسار الديمقراطي ، نشرت في جريدة السفير في 29-7-2006 كما في أمكنة أخرى ، وبعد أن يسجلا الاختلاف مع حزب الله ( في الفكر والعقيدة والسياسة والتحالفات الإقليمية والتفرد بقرار الحرب والسلم في لبنان ) وبعد أن يؤكدا عدم الحيادية ( تجاه المعركة الدائرة مع العدو الاسرائيلي ) يدعوان إلى ( تكليف الحكومة وحدها التفاوض لإيجاد حل يحفظ لبنان ويؤمن سيادته ).
وتندرج ، كذلك ، هنا ، دعوة الكاتب الصحفي علي حمادة ، إلى تمتين التكاسك الداخلى ، من أجل التوحد خلف رؤية لبنانية ، شاملة ، للحل ، التي نشرت في جريدة النهار بتاريخ 27-7-2006:
( إن المهمة العاجلة التي على كل اللبنانيين أن يضطلعوا بها اليوم هي تحصين العلاقات الداخلية . ومهمة " حزب الله " حتى قبل قتال اسرائيل أن يتوجه إلى البحث جديا في الانتقال إلى الداخل ، وتقديم تنازلات مشروعة لهذا الداخل اللبناني . تنازلات للدولة وهي دولتنا جميعا ) .
إن هذه التنازلات تتحدد بإقرار " حزب الله " ، وقبوله بمشروع اللبنانيين من أجل بناء دولة لبنان ، السيد ، المستقل ، المتعدد والديمقراطي ، وبقبول ما يقبلون به ، على نحو يلتزم فيه " حزب الله " بأن ( قرار الحرب والسلم يبقى للدولة ) ، كما طالب بذلك النائب ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ، في مقابلة مع تلفزيون المستقبل مئخرا .
من هنا يمكن فهم الإصرار على الخروج بموقف موحد ، في جلسة الحكومة اللبنانية والتي حصلت فيها خطة رئيس الوزراء على تأييد جميع الوزراء ، والتي اشتملت على إقرار وقف إطلاق النار ، وتبادل الآسرى ، والانسحاب من مزارع شبعا ، وبسط يلطة الدولة على كامل الآراضي اللبنانية ، وتفعيل اتفاقية الهدنة ، والقوة الدولية الخ...
كما أن المواقف الآخيرة لرئيس مجلس النواب السيد نبيه بري في تقديم دعمه الكامل للحكومة ، ولرئيسها ، في المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار ، بعد مجزرة قانا الثانية - وهي ليست منقطعة الصلة عن مجازر أخرى كمجزرة مروحين وغيرها _ أوصل رسالة موحدة للمجتمع الدولي بقوة الموقف اللبناني ، وبقوة مطالبه ، في هذا الصدد .
هذا الموقف اللبناني الموحد، الذي تجسد على شكل إجماع ، أضاف إلى صمود الشعب اللبناني ، وتماسكه ، معنى خاصا وجديدا ، يعجل في انتصاره بقرب انتهاء العدوان الاسرائيلي الشامل أولا ، وبتحقيق مبادئ الحل الجذري ثانيا .
إن خطاب لبنان الموحد ، المتضامن ، وجد دعما ملحوظا ومتزايدا مثل الموقف الفرنسي المعروف بدعمه الدائم للبنان وللقضايا العربية ، والذي دعا إلى وقف إطلاق النار ، وقدم خطة متكاملة ، تنهي تفجر الوضع .
أعتقد أن لبنان نجح إلى الآن ، في تقديم صورة مثيرة للإكبار ، في صموده ، وفي تماسكه ، وفي صياغته لموقف وطني متحد ، كما أبلغ العالم رسالته الموحدة ، حول حقه في الحياة ، وبضرورة أن ينعم بوضع أمن ، ومستقر ، يستند على أسس ثابتة ، وشاملة للحل ، تنتفي معها كل ذرائع التهديد أو العدوان ، في أي مرحلة ، وفي أي وقت .
إن وحدة لبنان خلف حكومته ، ووحدة خطابه ، من أجل وقف العدوان الاسرائيلي ، ومن أجل حل شامل وجذري ، يؤكد ، كما قلت ، على أهمية انضواء كل القوى والفئات اللبنانية خلف مرجعية وطنية واحدة ، وهذا الوضع من شأنه أن يضيف مكامن قوة جديدة .
وبشكل مفارق ، وفي الجانب الفلسطيني ، يستذكر المرء الآوضاع التي كانت تنبئ باقتراب القوى الفلسطينية المختلفة حول " وثيقة الآسرى " واعتمادها كخطوة أساسية من خطوات الاتفاق الوطني ، إلا أن التطورات التي تسارغت ، مثل خطف الجندي الاسرائيلي ، والتصعيد الذي تمثل في العدوان على غزة ومناطق مختلفة في الضفة الغربية ، على نحو مدمر ، راكم عوامل التفجر ، الذي لم يتوقف أصلا ، وأوصل الآمل بحلول سلمية إلى حائط شبه مسدود .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كينيا: قتلى وجرحى إثر تفريق الشرطة مظاهرات مناهضة للحكومة في


.. احتجاج أمام شركة -سيمنز- الألمانية رفضا لتعاونها مع إسرائيل




.. تأثير الذكاء الاصطناعي في الحروب


.. السياسي العراقي فائق الشيخ علي يوجه رسالة لحسن نصر الله: -كي




.. الإفراج عن عشرات أسرى الحرب الروس بعد تبادل للأسرى مع أوكران