الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى نحجم الفساد ونسترد الأموال المنهوبة من الحكام العراق بعد 2003

احمد موكرياني

2021 / 4 / 23
الفساد الإداري والمالي


في مناقشة مع صديق حول الفساد في العراق فقال وقلت:
• بدأ الفساد الإداري في العراق في السنوات الحصار (1991 – 2003 ) وكان على شكل دعم موظفي الدولة طوعا كإكرامية لضآلة رواتبهم بسبب هبوط قيمة الدينار العراقي، وكنا نعتبرها مساعدة لهم، فكانت رواتبهم لا تتجاوز عن العشرات الدولارات.
• اما الآن فأن تفشي الفساد وبمبالغ خيالية فأصبح داء لا يمكن علاجه او تحجيمه بسهولة، وأصبحت ظاهرة ومحمية من قبل الأحزاب الحاكمة ومفروضة من قبل المليشيات المسلحة.
• ان تحول الشحاذين الى أصحاب الملايين والمليارات بعد 2003 ومازالوا يحكمون العراق خلق نوع من ثقافة الحلم العراقي "كيف تصبح مليونير بسرقة المال العام والابتزاز والرشى".
• وأكبر عملية فساد علنية في العراق ومعروفة محليا وعالميا هي الرواتب والمخصصات الرئاسات الثلاث والنواب والوزراء ومستشاري الدولة والمحافظين، وتمثل أكثر من 1 بالمئة من الميزانية الاتحادية، فاذا كان الحكام العراق من 2003 الى يومنا هذا هم الفاسدون جهرا فهل يحق لنا ان نلوم ونحاسب صغار الفاسدين.

الحقيقة المرة ان الفاسدين مازالوا يتربعون على المناصب الحكومية في الحكومة والوزارات والمحافظات، وما قضية اعتقال جمال الكربولي رئيس حزب الحل رغم فساده وسرقته لأموال الهلال الأحمر العراقي والقضايا الفساد الأخرى إلا قضية سياسية ضمن منافسة انتخابية مدعومة من قبل سنة السلطة.
• بينما سرقات نوري المالكي وابنه الملياردير احمد تجاوزت المليارات الدولارات ومازال نوري المالكي يتصدر المسرح السياسي في العراق ويتأمل بتولي رئاسة الحكومة في الانتخابات القادمة.
• وأفرج يوم الخميس الماضي 22 نيسان/إبريل 2021 عن محافظ كركوك راكان الجبوري لقاء كفالة مالية قدرها 25 مليون دينار بسبب هدر مليار و 800 مليون دينار (1,3 مليون دولار) وكان متهما قبل هذه القضية في مشروع بناء مدارس بسرقة (48 مليون دولار) وافرج عنه بعد استقالة القاضي الذي رفض اطلاق سراحه، وليغطي على فساده أختلق رواية اكتشاف جثث في الخزان الصرف الصحي في المقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في كركوك بعد أربعة أيام من احتلال كركوك من قبل المليشيات هادي العامري بالتعاون مع لاهور جنكي طالباني (ابن أخ جلال طالباني) الرئيس المشترك للحزب الاتحاد الكردستاني (طالباني)، لم يفصح راكان الجبوري عن هذه الجريمة الكبيرة الا بعد اربع سنوات ليبعد الأنظار عن محاكمته بتهمة الفساد و كدعاية انتخابية.
o فهل يعقل لحزب بتاريخ وخبرات وقدرات الحزب الديمقراطي الكردستاني ان يترك جثث ضحاياه في خزان الصرف الصحي في مقر الحزب عند انسحابهم من كركوك ليُحاسب على جرائمه.
o وحتى وان كانت حادثة وجود الجثث في خزان الصرف الصحي لمقر الحزب الديمقراطي الكردستاني واقعة صحيحة، فإنها تكون مكيدة من هادي العامري، فمن يقتل الناس في مدينة الصدر وساحة الطيران على انها اعمال إرهابية لداعش لا يصعب عليه ان يرمي جثث ضحاياه في خزان الصرف الصحي في مقر حزب يخاصمه.
o ان مليشيات هادي العامري حاولت التقدم لاحتلال أربيل عاصمة إقليم كردستان بعد احتلالها لكركوك في أكتوبر 2017 ولكنها منيت بفشل ذريع وبعدد كبير من الضحايا لم يعلن عنها.

ان الأمثلة أعلاه ليست الا كقطرة من الغيث، فهل من المعقول ان تختفي 350 مليار دولار من الميزانية الاتحادية في عهد حكومة نوري المالكي دون إيجاد إي أثر او وثيقة تبين طريقة صرفها وعدم محاكمة نوري المالكي وابنه احمد على سرقة واهدار المال العام.
فلو صرفت تلك الأموال المسروقة او ما تسمى الأموال المهدورة على تطوير الزراعة والصناعة وإنتاج الكهرباء والبنى التحتية في العراق، لعاش الشعب العراقي في بحبوبة العيش يحسد عليها من قبل جيرانه.

تبنى مصطفى الكاظمي محاربة الفساد ولكنه ما زال هو بنفسه محتفظا براتبه الفلكي ومخصصاته التي تعتبر فساد شُرعن من قبل مجلس النواب العراقي، لأن النواب الشعب هم مشاركون في نفس النوع من الفساد حيث منحوا أنفسهم رواتب ومخصصات فلكية ورواتب تقاعدية غير قانونية لم يسبقهم اليها اية دولة في العالم ولا الدول الأوربية الغنية، فاذا كان مجلس النواب هو مجلس للمفسدين فكيف يمثلون ويدافعون عن الحقوق الشعب العراقي.

الكلمة الأخيرة:
• إذا اراد مصطفى الكاظمي ان يحجم الفساد فليبدأ بنفسه ويصدر قرارا حكومي بتخفيض راتبه وإلغاء المخصصات الرئيس المجلس الوزراء والوزراء ورئاسة وأعضاء مجلس النواب، كي يمنع الفاسدين للتنافس على منصب رئيس الوزراء والعضوية في المجلس النواب بسبب المغريات المالية وليس لخدمة الشعب العراقي.
• ليس من السهل اصلاح مجتمع يتولاه قادة فاسدين لأكثر من 18 سنة، عمر الشباب اللذين ولدوا بعد 2003، فأصبحوا هؤلاء القادة أحلام الجيل الجديد بعد 2003، فلن يمكن ايقاظهم من أحلامهم هذه الا بهزيمة اللذين حكموا العراق بعد 2003.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر سويسرا.. عملية السلام من دون روسيا لا يمكن أن تستمر| #


.. واشنطن تحذر.. هجمات حزب الله شمالي إسرائيل قد تؤدي لحرب -غير




.. الجيش الإسرائيلي: استدعينا مقاتلين برا وجوا لمنع اختطاف جثث


.. محتجز إسرائيلي أنقذ من غزة يدعو حكومته إلى التوصل لصفقة تباد




.. الحجاج ينفرون من عرفات إلى مشعر مزدلفة بعد أداء ركن الحج الأ