الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البعد الاستراتيجي الراهن لطبقة رأس المال العالمي (2)

خليل اندراوس

2021 / 4 / 24
مواضيع وابحاث سياسية



تعود العلاقة بين النفط والقوة العسكرية والجغرافيا إلى السنوات الأولى من القرن العشرين، عندما حوّلت بريطانيا العظمى أسطولها البحري من التسيير بالفحم إلى التسيير بالنفط.

ولمّا كانت بريطانيا تفتقر إلى نفط خاص بها وجدت نفسها معتمدة على احتياطات النفط في الشرق الأوسط، ولهذا أصبحت حماية هذه الاحتياطات حاسمة مع نشوب الحرب العالمية الاولى.



فظهور الدبابة والطائرة المقاتلة، والغواصة التي تعمل بمحرك ديزل، عمل فقط على تعميق أهمية النفط. وعند نهاية الحرب كان الوصول إلى النفط عاملاً رئيسيًا في التخطيط الاستراتيجي للقوى المتنافسة (انظر فيونافين دبلوماسية الزيت في القرن العشرين (نيويورك مطبعة سانت مارتن، 1986 – ص 35 – 53). واستمر الوضع على ما هو عليه بعد الحرب العالمية الأولى، وحاولت بريطانيا التي كانت آنئذ تمارس سيطرة فعالة على حقول النفط في إيران، وأرادت أن تمدّ نفوذها إلى الحقول في العراق والكويت. وكانت فرنسا تبحث عن موطئ قدم في هذه المنطقة.

وبدأت الولايات المتحدة بحثها عن النفط على امتداد الحافة الجنوبية للخليج، وكانت كل هذه الدول العظمى تعرف بأن الوصول إلى مصادر النفط سيكون حاسمًا في الحرب القادمة. (انظر المصدر نفسه ص 54 – 82). ولهذا كرّست الدول الامبريالية، عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية قوات أساسية للحصول عليه، وعملت الدول الامبريالية ودعمت إقامة دولة اسرائيل كقاعدة أمامية للإمبريالية العالمية في الشرق الأوسط. وهنا اذكر بأنه عام 1946 وعد بن غوريون في حديث مع عضو اللجنة الانجلو – امريكية لدراسة القضية الفلسطينية، عضو مجلس العموم، عضو حزب "العمال" البريطاني ر. كروسمن، بما يلي: "إذا انشئت دولة يهودية في قسم من أراضي فلسطين، فإنها ستكون بمثابة قاعدة بريطانية ضد روسيا... نحن لا نطالب بجلاء الجيش البريطاني من هذه البلاد" (أي فلسطين).



وهنا لا يبقى لنا غير أن نضيف أن هذا الكلام لبن غوريون قيل بعد فترة وجيزة من خطاب تشرتشل في فولتون والذي دشن بداية "الحرب الباردة" مع الاتحاد السوفييتي، وفي حديث مع الوزير "العمالي" البريطاني للشؤون الخارجية بيفن، كان بن غوريون في سنة 1947 مستعدًا لحلف اليمين بأن الدولة اليهودية في فلسطين ستحمي المصالح البريطانية. وفي آذار عام 1947 قال شاريت بدوره في اجتماع لممثلي "مباي": "لن نراجع هيئة الامم المتحدة.. لأمريكا مصلحة فينا في الشرق الأوسط" وهذا ما تقوم به اسرائيل منذ قيامها كقاعدة أمامية لخدمة الامبريالية العالمية، والآن خاصة الأمريكية، وممارسات اسرائيل العدوانية منذ قيامها وخاصة عدوان 1967، والحروب المتكررة في لبنان والاعتداءات المتكررة على سوريا الآن ودورها في اليمن من خلال دعم تحالف العدوان الاماراتي السعودي ضد شعب اليمن لأكبر دليل على ذلك.

وهنا نذكر بأن الولايات المتحدة شكلت لأول مرّة حلفها مع السعودية التي تنازل ملكها الأول عن فلسطين لليهود المساكين حيث وقع عبد العزيز الملك الأول لآل سعود بخط يده على وثيقة قال فيها "لا مانع لدي من إعطاء فلسطين لليهود المساكين"، خلال الحرب العالمية الثانية، عندما تصاعد اهتمام الادارة الامريكية بمضامين الأمن القومي لتدهور احتياطات النفط في الولايات المتحدة، ولذلك اتخذت طبقة رأس المال الأمريكي خاصة موظفو وأصحاب رأس المال النفطي، اجراءات وسياسات استراتيجية للهيمنة على منطقة الشرق الاوسط، وغرب آسيا بهدف تأمين دعم طويل الأمد لأمن الطاقة في الولايات المتحدة.

ومن هذا المنطلق تبنت الولايات المتحدة بأنه يجب أن تعمل أمريكا على تشجيع "التوسع الأساسي والمنظم للإنتاج في مصادر الامداد في نصف الكرة الشرقي، خصوصًا في الشرق الأوسط" (وزارة الخارجية الأمريكية، لجنة التقسيم البيئي للنفط، سياسة النفط الخارجية للولايات المتحدة 11 نيسان عام 1944، في العلاقات الخارجية للولايات المتحدة، المجلد 5 ص 27 – 33).



وهكذا رأت الولايات المتحدة الأهمية الخاصة للإدارات الأمريكية والحكومات في الولايات المتحدة في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المناطق الرئيسة لإنتاج النفط. وكان هذا الدور الجازم هو الذي دفع إلى واحد من أكثر اللقاءات شهرة خلال الحرب العالمية الثانية لقاء الرئيس روزفلت وابن سعود في 14 شباط عام 1945، فبعد اختتام مؤتمر القمة الشهير مع ونستون تشرتشل وجوزيف ستالين في يالطة، طار روزفلت الى مصر، واجتمع مع ابن سعود على متن الباخرة كوينسي، وهي طراد امريكي كان يرسو في البحيرة المرّة الكبرى، البوابة الجنوبية لقناة السويس. ويتذكر الذين شهدوا ذلك الحدث انه لم ينقصه شيئًا لكي يكون حدثًا استثنائيًا: من جانب، قائد معترف به للقوات الحليفة ومدافع متحمس عن المثاليات الديمقراطية، ومن الجانب الآخر، عاهل مطلق لم يسافر من وطنه إلى ابعد من الكويت المجاورة ويتمسك بصيغة صارمة جدًا للإسلام (الوهابية) وكان بين حاشية ابن سعود الثمانية والأربعين حرس من البدو وعبيد منزليون والمنجّم الملكي. (من أجل خلفية لهذه الحادثة، انظر ميلر، البحث عن الامن ص 128 – 131).

جلس روزفلت وابن سعود وتحدثا معًا، بواسطة مترجم، لمدة خمس ساعات ونصف الساعة، لم يحتفظ بسجلات للمحادثات ولم يشارك فيها من الأمريكيين سوى روزفلت، ولهذا يستحيل إعادة تركيب محادثتهما على نحو دقيق، وقال روزفلت في ما بعد، انه استطلع آراء ابن سعود حول مقترحات انشاء وطن يهودي في فلسطين، التي كانت تحت الانتداب البريطاني في حينه، ولكن لم يقدّم إشارة أخرى حول ما تحدثا حوله، ولكن يبدو، من دليل آخر، انه طلب من ابن سعود انشاء قاعدة حيوية امريكية في الظهران وحصل على موافقته بهذا الخصوص وناقشا جوانب أخرى لتبرعم العلاقة الأمنية الأمريكية السعودية (انظر اليكسي فاسيلييف تاريخ العربية السعودية ص 326 – 327).

أما إلى أي مدى وصلت المناقشات بين روزفلت وابن سعود حول الشؤون الامنية فلن نعرفها أبدًا، ويظن معظم المؤرخين والرسميين الحكوميين ان روزفلت وابن سعود شكلا حلفًا ضمنيًا – حلفًا يلزم الولايات المتحدة بالدفاع عن المملكة السعودية واستقلالها مقابل تعهد سعودي بدم سيطرة الشركات الأمريكية على حقول النفط في السعودية.



وهذا الحلف تطور مع مرّ السنين وتحول إلى حلف استراتيجي جيوسياسي سمح ويسمح للولايات المتحدة بالسيطرة والهيمنة على السعودية ودول الخليج العربي بل الأمريكي. وهكذا عندما غزا نظام صدام حسين الكويت في شهر آب عام 1990 ووضع قواته على الحدود السعودية استندت إدارة بوش إلى اجتماع روزفلت – ابن سعود كجزء من تبرير قرارها بإرسال القوات الأمريكية إلى المملكة السعودية. "طبعا، لدينا علاقات تاريخية مع الحكومات في المنطقة"، قال ديك تشيني، وزير الدفاع الامريكي آنذاك، أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ في 11 ايلول عام 1990. "وهذه العلاقات مع العربية السعودية تعود إلى عام 1945، عندما اجتمع الرئيس فرانكلين ديلينو روزفلت مع الملك عبد العزيز على السفينة الأمريكية كوينسي، عند نهاية الحرب العالمية الثانية، وأكد في ذلك الوقت أن للولايات المتحدة مصلحة دائمة في أمن المملكة" (والأصح القول الهيمنة الاستراتيجية الجيوسياسية على المملكة وكل الخليج العربي لا بل الامريكي د.خ) (وهذا ما قاله ديك تشيني في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، أزمة في منطقة الخليج: خيارات ومضامين السياسة الامريكية، جلسات السماع الكونغرس 101 الدورة الثانية 1990 ص 10).

ومنذ عام 1945 تطوّرت إلى حد مهم العلاقة والتحالف الاستراتيجي بين الامبريالية الأمريكية والنظام الرجعي العائلي الوهابي الديكتاتوري لآل سعود وهذا الأساس لهذه العلاقة كان قد توطّد تمامًا خلال الحرب العالمية الثانية عندما عرّف الرسميون الأمريكيون حقول النفط في السعودية بوصفها مصلحة قومية حيوية. "مصادر الزيت في العربية السعودية (هي) من بين أكبر المصادر في العالم"، قالت وزارة الدولة في مذكرة 1945، و"يجب أن تبقى تحت السيطرة الأمريكية لهدف مضاعف يتمثل بإكمال احتياطياتها المتناقصة والحلول محلها، والحيلولة دون أن تقع امكانية القدرة هذه في ايد معادية" (وزارة الخارجية إلى لجنة التنسيق بين الدول والأسطول الحربي، 14 حزيران 1945 كما اقتبسها بالمر، حراس الخليج ص 28).

وهنا نود أن نشير بأنه في الربع قرن الذي أعقب الحرب العالمية الثانية تضاعف الاستهلاك الأمريكي السنوي من المنتجات النفطية ثلاث مرات من 1,8 بليون برميل عام 1946 الى 5,4 بلايين برميل عام 1971، كان أكثر هذه الكمية يأتي من مصادر محلية، ولكن بعد عام 1955 راح الجزء المستورد من الشرق الاوسط يتزايد باطراد. ومع كل قفزة في نسبة استهلاك الطاقة التي كانت تلبيها المصادر الاجنبية كانت العربية السعودية تحظى بأهمية اكبر في نظر صانعي السياسة الامريكية.

في عام 1946، وهي السنة الأولى من زمن ما بعد الحرب العالمية الثانية انتجت السعودية 60 مليون برميل من النفط – 3% فقط من الكمية المستخرجة من الآبار في الولايات المتحدة. ولكن الانتاج السعودي ازداد الى حد مدهش جدًّا حتى ان آبار المملكة وزعت عام 1976 كمية 3.1 بلايين برميل من النفط – اكثر من كمية عام 1946 بـ 52 مرة، فأصبحت العربية السعودية في تلك المرحلة، المنتج الثالث في العالم (بعد الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي)، ومصدره الأول، ولولا النفط الذي زوّدت به العربية السعودية ودول الخليج لما استطاعت الولايات المتحدة والدول الامبريالية الأخرى في غرب أوروبا أبدًا ان يحققوا ذلك الانتعاش الاقتصادي الكبير الذي حققوه في زمن بعد الحرب، ولما استطاعت واشنطن أن تمد الجيوش والاساطيل والقوات الجوية الكبيرة التي نشرتها في كل مسرح لمواجهة محتملة مع الاتحاد السوفييتي (انظر بينتر الزيت والقرن الامريكي. ص 153 – 171. بالمر حراس الخليج ص 40 – 51).



ولما استطاعت الامبريالية الامريكية أن تقدم الدعم المطلق السياسي والاقتصادي والعسكري لقاعدتها الأمامية في الشرق الأوسط، ولما استطاعت أن تفرض هيمنتها الجيوسياسية على الشرق الأوسط، ولما استطاعت أن تنجح في حربها الباردة ضد الاتحاد السوفييتي وضد حركات التحرر القومي لشعوب الشرق الأوسط، ولما استطاعت اسرائيل أن تنتصر في عدوانها عام 1967، فالحلف الامبريالي الصهيوني الرجعي العربي خاصة السعودي كان هدفهم ضرب الحركة القومية العربية وضرب عبد الناصر.

وهنا نذكر بأنه بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وتراجع دور روسيا، عاشت الانسانية فترة صعبة جدًّا عندما هيمنت استراتيجية القطب الأمريكي الواحد على كل دول العالم، وأصبحت الانسانية تعيش كابوسًا يسمى لدى طبقة رأس المال العالمي "بالحلم الأمريكي"، ولكن هذا الوضع بدأ يتغيّر ويتوجه نحو التنافس بين قطبين، بسبب التحول الكبير على مستوى الاستراتيجية الجيوسياسية الروسية والصينية والايرانية خاصّة بعد بروز التعافي الاقتصادي الروسي والتقدم الاقتصادي الكبير والمتزايد للصين وصمود ايران في وجه العقوبات الارهابية الاقتصادية للولايات المتحدة ضد ايران والشعب الايراني، بالإضافة الى صمود الوطن والشعب السوري واليمني وصمود محور المقاومة وحزب الله.

فروسيا والصين عملتا على تعزيز قوتهما الشاملة وتسعيان الى استعادة وتقوية مكانتهما العالمية وحماية مصالحهما الاستراتيجية في العديد من دول العالم خاصة في الشرق الأوسط، والحلف الاستراتيجي الصيني الروسي الايراني يثير القلق لدى طبقة رأس المال العالمي والتي تسعى بكل الوسائل لفرض استراتيجية هيمنة القطب الواحد – الأمريكي.

لقد عملت الولايات المتحدة بالتعاون مع كل مركبات الثالوث الدنس – الولايات المتحدة واسرائيل والسعودية والأنظمة الرجعية في دول الخليج العربي لا بل الامريكي – على تفكيك سوريا الى دويلات بهدف فرض الهيمنة والسيطرة الاستراتيجية الجيوسياسية على كل منطقة الشرق الأوسط، وكان الهدف من هذه السياسة لو نجحت الانتقال الى الباب الخلفي لروسيا من خلال خلق الصراعات القومية والاثنية والدينية في آسيا الوسطى وتمزيق روسيا نفسها الى دويلات، وخلق ما يسمى حلف اوروآسيا بهدف تهميش روسيا والصين والهيمنة على ايران وشعوب غرب آسيا ككل. ولكن هذا المشروع فشل وفاشل بسبب نضال وصمود محور المقاومة والشعب السوري والايراني واليمني وحزب الله في لبنان ودور روسيا في سوريا حيث نظرت الى الصراع في سوريا إلى صراع دولي تديره الامبريالية الامريكية أيضًا ضد روسيا بهدف اخراج روسيا والصين من منطقة الشرق الأوسط وتحويل الشرق الأوسط بل غرب آسيا الى مستنقع يعاني من الصراعات الاثنية والدينية ويهيمن عليه الثالوث الدنس.

ولكن هذه الاستراتيجية التي سعت وتسعى اليها الولايات المتحدة بهدف اخراج روسيا والصين من منطقة الشرق الأوسط، وحصار وإضعاف دور إيران في المنطقة مصيرها الفشل، فمع أن حلف شمال الاطلسي وواشنطن يحولان اوكرانيا الى برميل بارود. ولكن اتصال بايدن ببوتين للتهدئة وانذار روسيا السفن الأمريكية المتواجدة في البحر الاسود سيدفع الولايات المتحدة وحلف الناتو البحث عن حل سياسي بين روسيا واوكرانيا.



والتحالف بين ميناء طرطوس وسيباستوبل الموجود في شبه جزيرة القرم دليل على بقاء واستمرار الدور الروسي الايجابي في منطقة الشرق الأوسط والتفاؤل في طهران حيال محادثات فيينا بشأن الاتفاق النووي دليل آخر بأن الولايات المتحدة وصلت الى نتيجة بأن سياسة العقوبات الارهابية الاقتصادية ضد إيران فشلت، وتوجه الولايات المتحدة لروسيا بطلب مشاركتها العمل من اجل احلال السلام في افغانستان دليل على تراجع الدور الأمريكي كقطب عالمي واحد في آسيا. وصمود الشعب اليمني وفشل تحالف العدوان على اليمن دفع الولايات المتحدة للبحث عن طريق سياسي لإنهاء الجريمة ضد الشعب اليمني. وصمود وانتصار الشعب السوري وصمود حزب الله، كل هذه التطورات تخلق ظروف جيوسياسية لا بد وأن تؤدي الى نهاية استراتيجية الهيمنة الجيوسياسية الامبريالية الصهيونية خاصة في منطقة غرب آسيا، والى تواجد عالم متعدد الاقطاب وهذا لا بد وان يؤدي إلى هزيمة غطرسة القوة التي تمارسها اسرائيل في منطقة الشرق الأوسط.

لقد كان لينين أول من أعطى تحليلاً عميقًا للإمبريالية بوصفها المرحلة الاخيرة من الرأسمالية، وابان تناقضاتها المستعصية، وأيضًا بان ديكتاتورية البروليتاريا – الطبقة العاملة، هي الطراز الاعلى للديمقراطية، هي الديمقراطية الشعبية حقًّا. ولذلك على كل الأحزاب اليسارية وخاصة الأحزاب الشيوعية في كل قطر من الاقطار ان تؤدي كل حركة مناهضة للامبريالية، كل حركة ثورية ضد النظام الاجتماعي والسياسي البرجوازي القائم والمتعاون مع الامبريالية، ولذلك مهم جدًّا العمل على الاتحاد والتفاهم بين الأحزاب الديمقراطية في جميع الأقطار ومن أجل السير في طريق النهضة والثورة الوطنية والقومية والتقدم الاجتماعي وتعميق الصراع الطبقي ضد طبقة رأس المال والصهيونية العالمية والانظمة الرجعية.

وهنا لا بد من التأكيد بأن كل حركة تحرّر وطني يجب أن تناضل ضد الرأسمالية والامبريالية بوصفهما نظامًا اجتماعيًا يولد الاستعمار والاستعمار الجديد والهيمنة.

لقد كانت الامبريالية ولا تزال العدو الرئيسي لكل الشعوب المضطهدة، ولدول الشرق الصين وروسيا والدول الوطنية وجميع القوى الثورية والتقدمية والديمقراطية تاريخيًا وفي العصر الراهن. وغني عن البيان أن عملية تحويل العلاقات الاجتماعية على أسس جديدة لا تجري بسهولة، فإن طريق التحويلات التقدمية يعترضه الكثير من المصاعب الناجمة قبل كل شيء عن الحملات التي تشنها الامبريالية بلا انقطاع وهذا ما تفعله الإمبريالية الأمريكية، والعالمية في عصرنا الحاضر بعدوانية واستراتيجية مدروسة، معللة نفسها كما من قبل باستعادة المواقع المفقودة في عالم المستعمرات السابق، وتعميق الهيمنة والسيطرة في المناطق الاستراتيجية خاصة الغنية بالنفط كالسعودية والخليج العربي، وفي هذه الأحوال يتسم بأهمية خاصة تعزيز قوى التحرر الوطني والاجتماعي ورص القوى التي تميل إلى الاتجاه التقدمي الثوري، وحسبان الحساب من جميع النواحي للقومي والوطني والاجتماعي في نضال الشعوب ضد الامبريالية.

(انتهى)

** مراجع المقال:

كتاب مايكل كلير: دم ونفط – أمريكا واستراتيجيات الطاقة: إلى أين؟
الحروب على الموارد – الجغرافيا الجديدة للنزاعات العالمية أيضًا، للكاتب مايكل كلير
الحلم الأمريكي كابوس العالم – تأليف: ضياء الدين سردار وميريل وين ديفيز
أمريكا طليعة الانحطاط – روجيه جارودي
لينين المختارات – المجلد – 6








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تعلن طرح وحدات سكنية في -رفح الجديدة-| #مراسلو_سكاي


.. طلاب جامعة نورث إيسترن الأمريكية يبدأون اعتصاما مفتوحا تضامن




.. وقفة لتأبين الصحفيين الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل


.. رجل في إسبانيا تنمو رموشه بطريقة غريبة




.. البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمقا