الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التضامن الإنساني ممنوع في مغرب اليوم

محمد نبيل

2006 / 8 / 2
الارهاب, الحرب والسلام


أصابني الذهول وأنا أتابع تفاعلات العدوان الإسرائيلي على لبنان و فلسطين عندما علمت أن التعبير عن التضامن الإنساني مع الشعبين اللبناني والفلسطيني ممنوع في المغرب. لقد اعتقدت أن الرياح الألمانية وجو التظاهر ببلاد الفلاسفة أثر في نفسي حتى نسيت ما كان يقوله لنا أحد المدرسين وهو يلعن اليوم الذي ولد فيه: إذا كنت في المغرب فلا تستغرب …!

ولفهم دلالات القمع المغربي أدعو القارىء إلى التأمل في سخرية هذه الصدفة الغريبة التي جمعت حدثين والتي يختزلها عنوان عريض: التظاهر بين الهنا و الهناك !

الحدث الأول بطله الرئيسي هو السلطات المغربية ومكان وقوعه هو الرباط حيث قامت قوات الأمن بممارسة العنف ضد متظاهرين قرروا تنظيم وقفة تلقائية يوم 30 يوليو المنصرم أمام مقر الأمم المتحدة احتجاجا على مجزرة قانا وعلى الموقف المتخاذل لهذه المنظمة الأممية. وإذا كان هذا المنحى السياسي العام الذي يتخذه أصحاب القرار المغربي يتناقض مع وجوب احترام الشعور الإنساني لدى المغاربة، فإنه يذكرنا في نفس الوقت بسنوات الرصاص و بالشعارات البراقة التي سرعان ما تتبخر تحت وقع مسلسل القمع والمنع وأحيانا القتل ـ كما وقع ضد مصطفى العرج الكاتب العام لقطاع البلديات بالاتحاد المغربي للشغل بمدينة تيفلت ـ الذي يطال كل من أراد التعبير عن مشاعره أو المطالبة بحقوقه.

وبما أن المشاعر الإنسانية تجاه شعب يذبح و يقتل على يد الجنود الإسرائيليين توجد في كل الأمكنة والبلدان، فإن الألمان والعرب قاموا بوقفة تلقائية بالعاصمة برلين في نفس اليوم الذي خرج فيه ثلة من المغاربة للتظاهر تلقائيا أمام مقر الأمم المتحدة بالرباط تضامنا مع الشعبين اللبناني و الفلسطيني. لكن الوقفة الألمانية لم تسجل لا اعتداءات ولا نزول هراوات البوليس على رؤوس المتظاهرين ولا اعتقالات ولا حتى أي شكل من أشكال مصادرة حق الإنسان في التعبير... فإذا وقع ببلد الثورات ما وقع بالرباط من مصادرة للحق في التظاهر والتعبير لتحركت قوى المجتمع الحية وحتى الميتة و الصحافة باعتبارها السلطة الرابعة لفضح مرتكبي القمع والمطالبة بمحاكمة المتورطين دون تنازل.

والانتقال من ألمانيا إلى بلاد المغرب كاف للقول بأن بلد الفكر والمناضلين و الشهداء والحركة الوطنية مازال يئن تحت وطأة حكامه الذين قرروا ذر الرماد في العيون ملوحين بالديموقراطية المغربية التي ينص أول فصل فيها على أن السكوت حكمة وعدم المطالبة بالحقوق والتضامن الإنساني مع المنكوبين و المهجرين والمقتولين يبعد المغاربة عن شبح الاعتقال والاختطاف و القتل. ولذلك، إما أن تكون ساكتا ومتواطئا بمغرب اليوم أو لا تكون !

محمد نبيل ـ صحافي مقيم بألمانيا
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نواكشوط تعلن اقتناء جيشها مسيرات وأسلحة متطورة، لماذا؟


.. مندوبة بريطانيا بمجلس الأمن: نحن فى أشد الحاجة لتلبية الحاجا




.. الجيش الإسرائيلي ينشر مقطعا لعملية تحرير 3 رهائن من غزة| #عا


.. عاجل | مجلس الأمن يتبنى قرارا أمريكيا يدعو لوقف إطلاق النار




.. نتنياهو يلتقي وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في القدس