الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحالف الفارسي الٍاسرائيلي حقيقة ... أم وَهم ..؟ ( 2 )

آدم الحسن

2021 / 4 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


من شدة ايمان اصحاب نظرية المؤامرة بنظريتهم التي تدعي وجود تحالف استراتيجيتي بين الفرس و اليهود عبر التاريخ القديم و الحديث و ما بين هذين التاريخين من احداث اصبحوا يفترضون الأعاجيب , فمثلا يقولون :
أن صفقة القرن الحقيقية الباطنية هي بين اسرائيل و ايران الخمينية بدعم و إسناد من الغرب المسيحي المتصهين بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية , و كل ما اعلن من وجود صفقة قرن بين اسرائيل و دول عربية و على رأسها دولة الأمارات العربية المتحدة و البحرين هي مجرد غطاء للصفقة الحقيقية في هذا القرن الذي سبق و تم تسميته بالقرن الأمريكي .

و حين تقول لهم :
كيف أن هنالك علاقة استراتيجية بين ايران الخمينية و امريكا في حين أن التسلح الإيراني بعد الثورة الإسلامية انتقل من التسلح من امريكا الى التسلح من روسيا و الصين , و أن امريكا منعت بموجب عقوبات صارمة مشددة فرضتها على ايران لمنع توريد حتى قطع الغيار البسيطة للسلاح الأمريكي الذي اشترته ايران من امريكا في زمن الشاه , و أن صفقة سرية صغيرة جدا خلال الحرب العراقية الإيرانية قامت بها ايران لشراء قطع غيار للسلاح الأمريكي الذي لديها الموروث من زمن حكم الشاه حيث عقدت ايران هذه الصفقة الصغيرة مع تجار عالميين في السوق السوداء للسلاح و دخلت في هذه الصفقة الصغيرة المخابرات المركزية الأمريكية و المخابرات الإسرائيلية و اطراف اخرى حتى تم وصفها بالفضيحة الكبرى و اطلق عليها فضيحة ايران غيت و ايران كونترا في حين أن صفقات السلاح الأمريكي بمئات المليارات من الدولارات للسعودية و دول عربية اخرى لا تعتبر فضيحة و انما صفقات مشروعة و شرعية و نظامية ... !

و إن طلبت من اصحاب هذه النظرية المؤامراتية تفسير قيام الغرب و خصوصا امريكا بتسليح السعودية و الأمارات بأشد انواع الأسلحة الفتاكة لدعم التحالف العربي في حربه ضد الحوتيين ... ! و تقول لهم أليس هذا يتعارض مع وجود تحالف بين الأطماع الفارسية و الغرب المسيحي المتصهين و الصهيونية العالمية كما تدعون ... ؟
أو كيف و لماذا تسلح امريكا اعداء حلفائها ... ؟
سيكون جوابهم :
إن الدعم العسكري الغربي للتحالف العربي محدود , هو صحيح بمئات مليارات الدولارات لكنه محدود و الدليل على ذلك هو قيام الغرب بمنع التحالف العربي من السيطرة على ميناء الحُديدَة .

فميناء الحُديدَة يعني بالنسبة لهم الكثير , فإما أن يقف الغرب مع التحالف العربي بقيادة السعودية لدرجة يتم فيها قطع الإمدادات الضرورية التي تأتي عن طريق ميناء الحُديدَة و يتم بها الحفاظ على الحد الأدنى للبقاء على قيد الحياة لبضعة ملايين من السكان المدنيين الذين يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها الحوتيين و إلا سيعتبر الدعم الغربي عموما و الأمريكي خصوصا للعروبة و الإسلام هو دعما محدودا ...!

و لو طلبت منهم تفسير لقيام الصين بتوقيع اتفاقية متعددة الأغراض و الأهداف مع ايران امدها 25 سنة قابلة للتمديد و خطوطها العامة هي قيام الصين بما يلي :
اولا : تنفيذ مشاريع عملاقة بقيمة تعادل بحدود 280 مليار دولار في مجال استخراج و تكرير و نقل النفط و الغاز و مشتقاته و في مجالات انتاج الطاقة الكهربائية من مصادر متعددة منها المصادر الصديقة للبيئة .
ثانيا : تنفيذ مشاريع عملاقة بقيمة تعادل بحدود 120 مليار دولار امريكي في مجال النقل و خصوصا في بناء شبكات للسكك الحديدية منها للقطارات فائقة السرعة و في مجالات الاتصالات و البنى التحتية الأخرى .
ثالثا : تطوير و تحديث القوات المسلحة الإيرانية .
في المقابل تستلم الصين نفط خام من ايران بأسعار مخفضة مقابل ثمن المشاريع التي تنفذها بموجب هذه الاتفاقية بالإضافة الى ذلك ستبني الصين ميناء و قاعدة بحرية بصيغة استثمار امده خمسين سنة حيث ستطل القوات الصينية التي سيصل عددها الى حوالي خمسة الالف عسكري صيني من خلال هذه القاعدة على بحر العرب قرب مضيق هرمز الاستراتيجي .
اين هي نظرية مؤامرتكم امام هذا التعاون الاستراتيجي بين الصين و ايران الذي سيمهد الطريق لدخول ايران الى منظمة شنغهاي للتعاون التي تقودها الصين و التي تضم بالإضافة الى الصين كل من روسيا و الهند و باكستان و اربعة من دول اسيا الوسطى ... ؟

و من بين الأسئلة الأكثر احراجا و التي لا يرغبون الإجابة عليها :
اذا كانت ايران هي الحليف الاستراتيجي الخفي لإسرائيل فلماذا هي الدولة الوحيد التي تزود حركة حماس بالأسلحة لمواجهة إسرائيل في حين أن مصر و الأردن يشكلان حرام أمني لحماية اسرائيل من خلال منع وصول السلاح لحركة حماس أو لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة .

بالتأكيد سيكون الجواب غير مفهوم و غير منطقي فليس مهم عندهم أن يكون كلامهم مفهوم و منطقي لأن نظريتهم هي بعيدة عن الفهم و المنطق لأنها مسألة معتقداتية و هي ليست افكار قابلة للتقييم العقلي .

لو انهم تخلوا عن نظرية المؤامرة و تركوا هذا التشبث بهذه الأفكار الوهمية و تعاملوا مع الأحداث على اساس أن ايران حالها حال الدول الإقليمية الأخرى تتصرف وفق مصالحها و أن يكون انتقادهم للنظام الإيراني كونه نظاما شموليا استبداديا حاله حال اي نظام آخر يستند على الدين لتبرير استبداده .... لكان الحوار معهم صريح و موضوعي و في اطار متمدن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ