الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ملحق النظرية الجددسة للزمن _ تكملة
حسين عجيب
2021 / 4 / 25العولمة وتطورات العالم المعاصر
ملخص النظرية _ تكملة
الحياة والزمن
الحياة تأتي من الحياة والماضي ، والزمن يأتي من الزمن والمستقبل .
الحياة والزمن اثنان ، ولا يمكن ردهما إلى الواحد .
الحياة والزمن _ الحاضر والحضور _ يوجدان معا ، عبر الكائن الحي ، لكن بشكل متعاكس دوما ، وينتهيان بموته .
1
الحياة تأتي من الحياة ، من الأمس والماضي ، من الماضي الأبعد والمطلق ، حيث لا يمكن الوصول إلى هناك الماضية ( حين حدثت القفزة _ المعجزة ، المجهولة إلى اليوم ، من العدم إلى الحياة الأولى ) .
الزمن يأتي من الزمن ، من الغد والمستقبل ، من المستقبل الأبعد والمطلق ، حيث لا يمكن الوصول إلى هناك القادمة ( حدثت القفزة المقابلة ، المجهولة أيضا إلى اليوم ، من العدم إلى الزمن الأول ) .
هذه الظاهرة ( الجدلية العكسية بين الحياة والزمن ) تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم وبلا استثناء .
....
يخلط الناس إلى اليوم ، وبشكل عشوائي بين الحياة والزمن ، علماء وفلاسفة وغيرهم .
يخلطون أكثر بين الماضي والمستقبل .
وصار سؤال ستيفن هوكينغ الساذج ، وغير المنطقي ، شعارا عالميا لدى الكثير من الكتاب ( لماذا نتذكر الماضي ولا نتذكر المستقبل ) .
خلال قراءتك الآن ، ...
لا يمكنك محو حدث القراءة ، فهو حدث بالفعل وتحول إلى حقيقة موضوعية بالنسبة لك على الأقل .
ولنحاول مع السؤال السابق : لماذا لا تتذكر _ ي الغد ؟
لم يحدث الغد ، ومحاولة تخيله شيء طبيعي وجميل ، لكن تذكره ليس سوى وهم طفولي وغير منطقي ، ولا يحمل أي دلالة أو معنى آخر .
واقترح عليك ، خاصة إن كنت ممن يعتقدون أنه سؤال عميق وغني بالمعاني لأن ستيفن هوكينغ من طرحه ، تكرار المحاولة بشكل متسلسل لثلاثة أيام فقط . فيتكشف حجم الهراء في هذا النوع من الثرثرة ، وهي سائدة في الفيزياء الحديثة ، واكثر من ساهم في هذا النوع من الثرثرة العشوائية اينشتاين ، صاحب فكرة السفر في الزمن .
هل للزمن وجوده الموضوعي ، حتى يتسنى للناس أو غيرهم السفر فيه ؟
لا يمكن الإجابة على هكذا سؤال ، ولو بشكل افتراضي ، بدون تحديد الزمن ومعرفة طبيعته أولا .
2
لماذا يعتقد غالبية البشر ، أن اتجاه حركة الزمن بعكس ما هي عليه ؟
السبب الأول ، العادة والسهولة .
السبب الثاني ، لأنهم يخلطون بين حركة الحياة ( وهي بالفعل من الماضي إلى المستقبل ومرورا بالحاضر ) وبين حركة الزمن المعاكسة بطبيعتها .
يمكنك ملاحظة أي حدث في الوجود ، وبلا استثناء ، يحدث في الحاضر ثم يتحول مباشرة إلى الماضي وقبل أن تلاحظ _ي ذلك .
نفس المثال ، حدث قراءتك لهذه الكتابة ، صار في الماضي _ لكن أنت في الحاضر منذ ولادتك وحتى لحظة موتك ، وهذه المفارقة التي أحاول فهمها وتفسيرها وشرحها بالتزامن _ الذي يبتعد عن الحاضر ( عنك ) بنفس السرعة التي تقيسها الساعة ( وتمثل الحركة التعاقبية للزمن أو الوقت ) .
3
اتجاه حركة مرور الزمن أو سهم الزمن بدلالة الحياة
الواقع الموضوعي ثلاثي البعد : زمن وحياة ومكان .
الزمن يجسد الحاضر والحياة تجسد الحضور والمكان يجسد المحضر .
لكن الماضي والمستقبل يمثلان المشكلة في اللغة ، حيث أنهما أحاديان فقط ، لا يوجد سوى كلمة الماضي للدلالة على ما حدث سابقا ( الوجود بالأثر فقط ) ، ولا يوجد سوى كلمة المستقبل للدلالة على ما سوف يحدث لاحقا ( الوجود بالقوة فقط ) ، بينما للتعبير عن الواقع المباشر لدينا ثلاث كلمات للدلالة على الأبعاد الثلاثة : حاضر وحضور ومحضر .
أيضا للدلالة على المستقبل ثلاثي البعد ، لا توجد كلمات ( مصطلحات ) سوى التعبير بالجملة : المستقبل الزمني أو المستقبل الحي أو المستقبل المكاني .
نفس الشيء بالنسبة إلى الماضي ، حيث البعد الزمني ( أو الماضي الزمني ) ، والبعد الحي ( أو الماضي الحي ) ، أو البعد المكاني ( أو الماضي المكاني ) .
مشكلة الغموض والتشويش في النص سببه المشكلة اللغوية ( العربية هنا ، لا أعرف كيف تبدو المشكلة في بقية اللغات ) . حيث لدينا ثلاثة أشياء مختلفة ، لكن لدينا كلمة واحدة أو اسم واحد .
ثلاثة أشياء تحتاج إلى ثلاثة كلمات في الحد الأدنى ، لكي يتم التعبير عنها بشكل منطقي ، ويحمل معنى وخبرات يمكن فهمها .
....
مشكلة الماضي والمستقبل مزدوجة ، لغوية وفكرية بالتزامن .
الماضي خلفنا ، ورائنا ، حدث سابقا ، وهو موجود بالأثر فقط .
المستقبل أمامنا ، بمواجهتنا دوما ، سوف يحدث ، وهو موجود بالقوة فقط .
هنا مستوى جديد في المشكلة اللغوية : لا تكفي كلمة مفردة ( الماضي ) للتعبير عن كل ما حدث سابقا . فالماضي نفسه عدة أقسام ، الماضي الموضوعي أو المطلق ، قبل نشوء الحياة والانسان بالطبع ، والماضي القديم الذي يتلازم مع الوجود البشري ، والماضي الحديث أو الشخصي وهو يبدأ من لحظة ولادة الفرد .
والمشكلة نفسها ، لكن بشكل معكوس وأكثر غموضا بالنسبة للمستقبل .
لا تكفي مفردة ( المستقبل ) للتعبير عن ما سيحدث بعد قرن ، أو بعد مليون سنة مثلا . المستقبل عدة مستويات تبدأ من الواقع المباشر والحالي ، حيث المستقبل الشخصي ينتهي مع موت الفرد ، والمستقبل الإنساني أبعد من المستقبل الفردي بشكل بديهي ، لكنه محدود أيضا ( يمكننا تخيل ذلك ) .
والمستقبل الموضوعي أخيرا ، حيث لا يصله التخيل الإنساني الحالي .
....
الخلاصة
يمكن معرفة وتحديد اتجاه حركة الزمن أو الحياة ، عبر التركيز والانتباه ..
الواقع المباشر ثلاثي البعد : زمن وحياة ومكان .
1 _ الزمن أو الحاضر يتحول إلى الأمس ، ثم الماضي الأبعد فالأبعد .
جميع الأحداث بلا استثناء ، تتحرك في اتجاه وحيد ، من الحاضر إلى الأمس ، ثم الأمس الأبعد ، والماضي المطلق أخيرا .
وهذه الظاهرة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
2 _الحياة أو الحضور ، تتحول إلى الغد ، ثم الغد الأبعد فالأبعد .
حركة الأحياء المشتركة ، موضوعية وهي عكس حركة الزمن ، تنتقل من الحاضر إلى الغد ، ثم الغد الأبعد ، والمستقبل المطلق أخيرا .
حياة الفرد تبدأ مع الولادة وتنتهي بالموت ، وهي تحدد الحاضر والحضور بشكل مزدوج ومتعاكس . وتتضح الفكرة بدلالة العمر الفردي خاصة .
وهذه الظاهرة أيضا تقبل الاختبار والتعميم بلا استثناء .
3 _ المكان ( الاحداثية ) أو المحضر ، ثابت ويمثل عامل الاستقرار والتوازن الكوني .
....
الصعوبة في تقبل وفهم هذه الأفكار الجديدة ، تتمثل بمشكلة المجهول ، ليس من السهل أن يدرك الانسان ما يجهله .
يمكن توضيح الفكرة _ الخبرة عبر الاستعانة بالبرمجة اللغوية _ العصبية ، وهي تحدد اكتساب مهارة جديدة أو تعلم فكرة ، بأربعة مراحل :
1 _ لا مهارة في اللاوعي .
2 _ لا مهارة في الوعي .
3 _ مهارة في الوعي .
4 _ مهارة في اللاوعي .
بالعموم ، يجهل الانسان المرحلة الأولى ، وينسى الأخيرة بحكم العادة والتكرار .
....
يتمثل الخطأ المشترك بين العلم والفلسفة ، والثقافة العالمية ، في اعتبار بداية الزمن والحياة نقطة واحدة . واعتبار حركتهما باتجاه واحد ومفرد ، من الماضي إلى المستقبل ومرورا بالحاضر .
....
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. البنتاغون يعلن البدء ببناء ميناء مؤقت في غزة لإستقبال المساع
.. أم تعثر على جثة نجلها في مقبرة جماعية بمجمع ناصر | إذاعة بي
.. جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ
.. ما تأثير حراك طلاب الجامعات الأمريكية المناهض لحرب غزة؟ | بي
.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا