الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأدب والأحداث الميدانية -صاروخ تاه- وجيه مسعود

رائد الحواري

2021 / 4 / 25
الادب والفن


الأدب والأحداث الميدانية
"صاروخ تاه"
وجيه مسعود
" صاروخٌ تاهَ فايقظ امة
اوقع خنزيرآ
اسقط فاشيا
أعلى رايه ، شادَ شموسآ ، شق جداولَ ، اينعَ اعنابا ...
ماذا لو كان الصاروخُ ، صاحيٍ ، واعيٍ ، مِغضابا ؟؟؟
اكانَ تبجحَ الفاشيُ ؟؟؟؟
اكان استنبت دراكولا انيابا ؟؟؟
اكان امتطى النتن ، بغال العرب ؟؟؟
اكان اناخ للغزاة حمر النعم ْ؟؟؟؟؟"
الأديب/الشاعر الجيد هو الذي يعرف كيف يجير الأحداث في أدبه، بحيث يتناول الموضوع الصحفي بصورة أدبية، وهذا ما يبقيه حاضرا، لأن الأدب أكثر بقاء من التقرير الصحفي أو البيان السياسي، في هذا النص يتناول الشاعر حالة سياسية بمنظور أدبي، فبعد ما كتبه عن "سعادة" والطريقة الناعمة التي قدم فيها رؤيته عن "عالم سعادة" وما كتبه عن "طريق الحرير" وتيه الصحراء، ها هو يتناول الصاروخ السوري الذي سقط بالقرب من مفاعل ديمونة النووي.
بداية، يمكننا أن نستوعب أن الصاروخ رفع/"أعلى راية، فهي متعلقة بالحرب/بالصاروخ، لكن وجود الفاظ بيضاء مرتبطة بالطبيعة: "شمسا، جداول، اعنابا" فإن هذا مستعرب ويتناقض مع حالة/حدث الحرب، وما فيها من دمار وخراب وقتل ودماء، فهل (يجوز/يصح) أدبيا؟ ، أو هل يخدم حضور الطبيعة النص؟.
اعتقد أن الطبيعية والألفاظ البياض تريح النفس، لما تحمله من أثر ينعكس ايجابا على المتلقي، فالشاعر أراد أن يفرح القارئ بهذه الطبيعة ويجعله ينحاز لها، وبما أنها جاءت بسبب الحرب/(الصاروخ)، فإن هذا يرسخ فيه فكرة ضرورة الحرب/الصاروخ لتكون "شموسا، جداول، أعنابا" موجودة ودائمة، ونلاحظ أنها جاءت بصيغة الجمع وليس المفرد، كتأكيد على كثرتها، ولترغيب القارئ بها.
يستخدم الشاعر المتباينات في نصه، فيبدأ بفعل "فأيقظ أمة، ويقابله "أوقع خنزيرا/أسقط فاشيا"، "أعلى، ساد، شق، أينع، كلها أفعال ماضية بمعنى أنها تحققت/أنجزت/تمت، ويقابلها أفعال يثيرها بسخرية: "تبجح، استنبت، امتطى، اناخ" فبدا النص وكأن هناك حركة صعود إلى أعلى/الأمة، وحركة هبوط/سقوط إلى أسفل،/العدو، وهذا الفرق بين حركة الصعود وحركة السقوط، هو ما يثير القارئ ويجعله يفكر فيما آلت إليه أحوال الأمة وأحوال العدو.
إذن الشاعر يخاطب العقل وليس العاطفة، ونصه يحرك المشاعر لتكون محفزا للعقل على التفكير، بمعنى أنه يبدأ من نقطة الصحفي/السياسي الذي يستثير عاطفة المتلقي، ليأخذه إلى العقل والتفكير، وبهذا يكون قد أوصل فكرة ونهج المقاومة والتصدي للعدو بطريقة أكثر نجاعة وديمومة من الصحفي أو السياسي.
في المقطع الثاني، وبعد أو أوصل القارئ إلى الطريق الصحيح/التفكير والتوقف عند الحدث، يقدم صورة أدبية يتداخل فيها الرمز مع الواقع مع التغريب:
" صاروخٌ تاهَ
فانطق الحجر
ماذا لو كان الصاروخُ قُدّ من سورة الفتحِ او براءةَ ...... فاشتعلْ ؟؟؟؟؟
صاروخٌ تاهَ وحطَّ ، لمّا حطَّ
لا قرب ( ديمونا ) ، لكنْ............... في إست العرب"
الشاعر يعطي الصاروخ قدرات إلهية، من خلال ربطه بسورة الفتح وسورة براءة، لهذا استخدم تعبير: "فأنطق الحجر"، فالمبالغة الأدبية والرمز الحجر يثيران التفكير ويأخذا القارئ إلى سؤال: ماذا يمكن أن يكون عليه حالة الأمة وحال العدو إذا ما استمر تيه الصواريخ؟، وهذا السؤال هو الهدف/الغاية التي يردنا أن نصل إليه.
ويختم النص بطريقة أدبية، يغرب فيها مكان سقوط الصاروخ، فيجعله في "است العرب" وبهذا هو (يفش غل القارئ) على ما هو رسمي، وأيضا يحيي فيه الأمل بالحياة السوية للأمة.
النص منشور على صفحة الشاعر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو


.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب




.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث