الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جريمة تهجير الأهالي على الهوية سياسة عنصرية بدأها النظام البائد واكملها تحالف غير مقدس

جاسم الصغير

2006 / 8 / 3
الارهاب, الحرب والسلام


تناقل الإعلام العراقي في الآونة الأخيرة أخباراً عن عمليات تجري لتهجير السكان على الهوية قسري في مناطق عديدة من العراق ولتشكيلات اجتماعية عديدة ولم تقتصر هذا التهجير على فئة معينة وتقوم بهذه السياسة الإرهابية مجموعات خفية تعمل في الظلام ولقد عانت أسر عديدة من جراء هذه السلوكيات الإجرامية بحق المجتمع العراقي وهو نزوع غريب على ثقافة المجتمع العراقي إن المتابع لهذه السلوكيات لهذه الجماعات نرى أنها تتسم بالفاشية والعنصرية وتعمل على إثارة النعرات الطائفية بن ابناء المجتمع العراقي الواحد المعروف عنه تنوعه القومي والديني ولطالما تعايشوا بسلام في حقب طويلة من تاريخ العراق السياسي . إن هذه السياسة التي تعمل في الظلام لم تبدأ الآن بل بدأت بوادرها من قبل النظام السياسي البائد الفاشي في العراق بعد انقلاب 17 تموز واستلامه السلطة باغتصاب السلطة . لقد مارس النظام البائد سياسة إرهاب الدولة تجاه مكونات هامة من المجتمع العراقي وبذرائع واهية ، فقد شن حرب إبادة ضد الأكراد منذ مجيئه إلى السلطة بصورة همجية ، يقول الأستاذ مسعود البرزاني بشأن ذلك ((اتخذ هذا التهجير مداه الواسع عام 1975)) واستمر هذا النهج الفاشستي مع مكونات أخرى وتجلى ذلك واضحاً عقب انتفاضة آذار ((مع اننا لاننطلق من منطلق فئوي ضيق في تحليلنا لكنها الوقائع التاريخية المطلوبة للدلالة على صحة منهجنا التحليلي))واستباحة الآلة العسكرية للنظام البائد لمدن الجنوب العراقي بعد انكفاء الانتفاضة البطولية عام 1991 المباركة بشكل همجي ومن خلال رفعهم لشعار ((لا شيعة بعد اليوم)) وممارسته لعمليات إعدام كبيرة جداً بحق المنتفضين وقتها ونذكر ايضاً إسقاطه الجنسية العراقية نافيا عنهم صفة الوطنية العراقية عن أعداد كبيرة جداً متمثلة في الكرد الفيليين وتسفيرهم بالقوة إلى خارج القطر . وأيضاً بحق عدد كبير أيضاً من من إخواننا الشيعة . إننا هنا ايها الأخوة لا ننطلق في تحليلنا هذا من هوية عنصرية او فئوية لتحليل الأحداث السياسية والاجتماعية بل من موقف وطني شفاف يؤكد الانتماء الصادق قبل أي شيء آخر لكن طبيعة الموضوعة تتطلب أن نرفد تحليلنا بوقائع وقرائن وأدلى على صحة تحليلنا ، وبعد سقوط النظام البائد وزواله إلى الأبد وسقوط سياساته الشوفينية وحلول النهج الديمقراطي لعراق جديد استفز هذا النهج الحضاري كل دياجير الشر واللام والقوى التي كانت مرتبطة به من عناصر استخباراتية ومخابراتية وحلفاء ظلاميين لأنها لا تستطيع أن تعيش إلا في الظلام لأنها نشأت في ظل نظام مختلف وفقدت امتيازاتها التي كانت تتمتع بها على حساب شعبنا العراقي الصابر الذي كان يئن من الفقر والألم نتيجة سياسة النظام السابق ، كل ذلك دفع هذه الجهات وبتحالفها مع قوى التكفير من زرقاويين وغيرهم التي عزمت على شن حرب خفية ومعلنة ضد ابناء شعبنا واختيارهم آلية حضارية لنظام سياسي يتمتع بالشرعية وأرادت هذه الجماعات الإرهابية أن تشعل حرباً طائفية بين السنة والشيعة وهذا موثق من خلال الوثائق التي أعلنها الزرقاوي نفسه والتي وجدت في أوكارهم بعد اقتحامها من قبل أجهزة الأمن العراقية ، وهكذا استنفر هؤلاء جميعاً في حلف غير مقدس لإعلان حرب أهلية والعمل على إشعال ذلك وبواسطة مليشيا ظل كما وصفها المحلل السياسي السيد صادق الموسوي الذي ذكر أن هذه المليشيات الظل من تكفيريين وأعوان النظام السابق والتي لا يعرف لها أي قيادات أو ممثلين ويتذرعون بانهم مقاومة وهو نوع غريب من المقاومة وكما يسمون أنفسهم يقاومون من ابناء الشعب الباحثين عن حياة انسانية افتقدوها سابقا. لقد قامت هذه الجماعات بتهجير الأهالي من أماكن سكناهم كورقة جديدة لتأزيم الامور في المجتمع العراقي وبث الذعر بعد ورقة تفجير مراقد العبادة من أماكن سكناهم وكورقة اخرى من أوراق المخطط الإرهابي البغيض . إن تهجير الأهالي من أماكن سكناهم جريمة كبرى إنسانياً وقانونياً ووطنياً ولا يقبل بها أي إنسان يمتلك ولو ذرة بسيطة من الوطنية لأن الوطن للجميع وليس لفئة معينة مهما كانت . إن تبعات هذه السياسة الشوفينية لتهجير الأهالي من أماكن سكناهم خطيرة وبحاجة على وقفة جادة لوقف هذا المخطط الإرهابي لأن قسم كبير من الأهالي قد تضررت من جراء هذه السلوكيات الإرهابية . تقول السيدة سهيلة عبد جعفر وزيرة المهجرين والمهاجرين أن عدد الأسر العراقية المرحلة قسراً من مناطقها في العراق بلغ ثلاثة عشر ألفاً وثمنمائة وخمسة وسبعون ، إن هذه العوائل البريئة لم ترتكب جرماً حتى يمارس عليها هذا النوع من الإرهاب وهي محقة بمطالبتها العودة إلى أراضيها ومساكنها التي تركتها ولم تأخذ معها أي شيء بل خرجت بأرواحهم فقط ، وهل هذا يرضي أحد ، لا أعتقد ذلك ، إن هذه المجموعات بحاجة إلى ضربة حديدية تقبر مخططهم البغيض وحكومتنا الوطنية المنتخبة بشكل شرعي ودستوري هي اليوم مطالبة بأن تضع خططا محكمة يباركها الشعبً وتباشر بإعادة الحق إلى اصحابه الشرعيين ونحن متأكدون أن الأهالي الذين هجروا يستحقون عودة حقوقهم إليهم وعودتهم إلى أماكن سكناهم وضمان امنهم وفي أي منطقة في العراق ومن أي مكون اجتماعي عراقي كان لأننا أولاً وآخراً عراقيون وتجمعنا هذه الارض الطيبة رغم تنوع تكويناتنا وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نصب خيام اعتصام دعما لغزة في الجامعات البريطانية لأول مرة


.. -حمام دم ومجاعة-.. تحذيرات من عواقب كارثية إنسانية بعد اجتي




.. مستوطنون يتلفون محتويات شاحنات المساعدات المتوجهة إلى غزة


.. الشرطة الألمانية تفض اعتصاما طلابيا مناصرا لغزة بجامعة برلين




.. غوتيريش يحذر من التدعيات الكارثية لأي هجوم عسكري إسرائيلي عل