الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-التعبير الالزامي عن المشاعر-

صوت الانتفاضة

2021 / 4 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


هي عنوان مقالة للأنثروبولوجي الفرنسي مارسيل موس، كتبها عام 1921 ضمن ما درج على تسميته بأبحاث عن "العواطف"، التي خط موس وبعضا من الأنثربولوجيين الطريق في دراسة تلك المشاعر، فكانت الدراسات عن "الدموع" و "الضحك" و "الغضب" الخ من تلك الدراسات والبحوث الأنثروبولوجية تتوالى، خصوصا عند الاقوام البدائية، فأشكال التعبير تلك عند موس هي ليست فقط مجرد ظواهر نفسية او فسيولوجية، بل هي ظواهر اجتماعية.
ما لفت حقيقة الى تلك المشاعر، وفاة أحد قادة العملية السياسية البغيضة في العراق "عدنان الاسدي"، وكم المشاعر "الغاضبة، الحاقدة، المتشفية، الكارهة" بموت تلك الشخصية، فقد غصت مواقع التواصل الاجتماعي بتلك المشاعر، كان "الكره" لتلك الشخصية هو الطاغي واللافت بشكل عام.
عدنان الاسدي شخص نكرة جدا، لم يٌعرف الا بصفقة "أجهزة كشف المتفجرات" الفاسدة، التي راح ضحيتها الالاف من العراقيين، بالإضافة الى ذلك فهو أحد أعضاء "حزب الدعوة الإسلامية" سيء السمعة، ورئيس كتلة "دولة القانون" البرلمانية، السيئة جدا جدا؛ كانت وفاته مفاجئة، فهو يملك "المليارات" كغيره من النهابة من أبناء العملية السياسية، مرض الكورونا لم يمهله كثيرا، فقد ظهر بشكل بائس جدا، وكأنه يستجدي عواطف الناس، او يطلب المغفرة.
رأى مارسيل موس ان هذه المشاعر ما هي الا طقوس شفوية، فهي ليست حالة فردية يقيمها افراد معينين داخل المجتمع، بل ان الجميع يشترك بها، فهي لديها مغزى من نوع ما، انها كما يقول "خطاب" موجه الى الجماعة، هذا الخطاب يحمل دلالاته ومغزاه، انه يحافظ على المجتمع ككل، فهم يلتقون عند وفاة أحدهم، وتفيض مشاعرهم تجاه هذا الميت، ان الحزن العميق هو كالفرح العارم عند المجتمعات البدائية.
عندما نقل خبر وفاة عدنان الاسدي، بدأت عملية نقل "لطقوس شفوية" مختلفة، ما بين "لعن، سب، شتم، تشفي، تحقير" وكأن الكلمة التي على كل لسان تقول "انا عاجز عن التعبير عما يجيش في صدري، فكل الكلمات لا تستطيع ان توصل مدى كرهي لهذه الشخصية"، انها حالة وعي جماعي بامتياز، فقد انتظمت تلك المشاعر بشكل ما، لتنساب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولتكشف حقيقة الكره الشديد لهذه العملية السياسية القبيحة.
في تسعينات القرن العشرين، استبشرت الناس خبرا مفاده "اغتيال عدي صدام"، كانت مشاعر الفرح بادية على وجوه الناس، لم تكن هناك مواقع تواصل اجتماعي، لكن ذلك لم يمنع الناس من اظهار مشاعرهم، بل كان هناك اشبه بالإلزامية في تبيان تلك المشاعر، لما كانوا يكنون له من كره؛ اليوم الكره ذاته-ان لم يكن أكثر- لقوى الإسلام السياسي، فموت اية شخصية تظهر الناس، وبكل قوة، مشاعرهم تجاه شخوص هذه العملية، فهم مكروهين بقدر البعث او أكثر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يتهرب من الإجابة عن سؤال حول إرسال قوات أمريكية للقتال


.. مهند مصطفى: إسرائيل بدأت تدرك صعوبة وتعقيد جبهة الشمال




.. غارة إسرائيلية على شقة سكنية في طرابلس شمال لبنان


.. غموض يحيط بمصير هاشم صفي الدين بعد غارة بيروت.. ما هو السينا




.. مصادر طبية: 29 شهيدا في يوم واحد جراء القصف الإسرائيلي على ق