الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصیدة (شرنقة من حقائب وخيام)

صلاح حمه أمين
(Salah H Ameen)

2021 / 4 / 26
الادب والفن


مدخلٌ لباب حلمٍ
ونافذةٍ من غبار ,
عيونٌ من عصافيرٍ
وحمائم ,
بقايا جسدٍ
قذفتهُ سفينة نوح
وتأريخٍ يلفظُ أنفاسه الأخيرة
نحو الفراغ .
عتمةٌ ضرير
وذبذباتٍ تنذرُ
بعاصفةٍ من تراب ,
طقوسٌ من سراب ,
رأسٌ من هذيانٍ
يتأرجحُ في هواءٍ
من أبدية التدوين
فوق صفحات صحفٍ
لايقرأها أحد ,
يدين من حمامةٍ
وملامح وجهٍ مثقلٍ بأمالٍ
يمحوهُ رذاذ أمطارٍ
ورياح ,
شفاهٌ وجفونٍ من ذبولٍ
ومن مقابر دموع ,
قفصٌ من بقايا ليلٍ
ومن خطوات عواصفٍ
وثرثرات جروح ,
بحرٌ من شظايا حروبٍ
وأمواجَ جثثٍ تستغيث ,
فنارٌ من أفولٍ
وجزرٌ موحشةٍ
وميناءٍ من ليل .
وطنٌ
ينامُ تحت مظلةٍ من قذائف ,
شهداءٌ يستجدون قطعة كَفنٍ
وموطيءٍ لجسدٍ
وحلم ,
هدنةٌ يقلمون فيها
أظافر هموم .
أشلاءُ أصابعٍ
ترممُ عَطل عمر ,
جسدُ من طائرٍ
وسلالمَ للخواء ,
وممرٍ للسراب .
إرثٌ من جثثٍ
وكؤوسٍ من فراغ ,
بقايا ليلٍ
وصبحٍ من خفوت ,
وطنٌ
من مشرحةٍ
ومن فضاءٍ يضيق ,
نياشينٌ
من نجومٍ وإنتحار .
وطنٌ
من أفول
ممرٌ لطائراتٍ
وحروب ,
بلادٌ من بحور دمٍ
و من رماد جثث
بها
تمشطُ كل صباحٍ
شعرعجائزها
والأرامل .
غرفُ نومٍ
وهواجس ,
نساءٌ من قناديلٍ
ومن أوراق زهورٍ
تيبست بين طيات كتبٍ
وفوق أثوابٍ من إيواء رغباتٍ
وهموم ,
نساءٌ من وهج
تترنمن بعد كل قذيفةٍ
وحرب ,
موطيءٌ للمجانين
ولذبح قلوب ,
أقدامٌ لاتدبُ على أرض
حقائبٌ وخيامٍ في مهب الريح ,
أعوادُ مشانقٍ
من قلائد ,
أصابعٌ من خريفٍ
ومسالك جسدٍ من غروبٍ
وإغتراب
تضيعُ في فنجان قهوةٍ مقلوب
وفي عيون ناي ,
شرنقةٌ من تفتت أحلامٍ
ومن بقايا جناح فراشةٍ
وإنطفاء شموع ,
أوراقُ خريفٍ
وأسلاكٍ شائكة ,
رغباتٌ
ومأثر فوق سريرٍ من بحر ,
فمٌ غريق
وإبتسامةٍ أضاعت طريق شفاه ,
حقولٌ من قحطٍ
ووكرٍ للذئاب ,
أشرطةٌ حمرٍ
وحدودٍ من علامات
تعجبٍ
وإستفهام ,
غصنٌ من جفاف
وشرايينٍ من تخثر ,
رقعةٌ من شروخٍ
وثقوب ,
نهارٌ يغازل جناح حلمٍ
سقط من فوق غصنٍ مكسور ,
أناملٌ وجدائل لعذراءٍ
من حناءٍ وطين ,
خزائنٌ و مرايا
وبقايا صور ,
فتياتٌ من غيومٍ
ومن حبات مطرٍ
تخيطُ مدامعٍ
ودموع ,
وترقعُ بصيصٍ لموسم صبحٍ
وبقايا وميضٍ لهبوب نسيم .
خطوات حفاةٍ
تذرعُ طرقٍ من أفاعٍ
وممراتٍ من أنياب ,
حرارةٌ تنبعثُ
من أسفلت شوارعٍ
وأرصفةٍ للنسيان ,
مروجٌ من نشيجٍ
وفصولٌ للقحط
وسنينٌ للسُبات ,
أصابعٌ مهترئةٍ
تسعى لرسم خطوط أملٍ
سقط من فراغ ,
أضراسٌ تقرض أناملٍ
من زجاج ,
مفاتيحٌ لأبوابٍ من سراب
حافةٌ من ريحٍ
وأقدامٍ من تراب
ظلٌ يطاردُ خطوات جسد .
سفنٌ ومراسي
وميناءٍ لبقايا سفينة نوح
ولأشلاء (لكل زوجين إثنين) ,
ظلمةٌ لاتؤدي الى مرام
طائرٌ يترك عشاً
وغصن شجرةٍ
ويتيهُ في ظلام ,
حجرٌ لايقاومُ
هدير الأمواج ,
إیمائاتٌ تدنوا من نافذةٍ
تطلُ على غابةٍ
من عواء ذئابٍ
وزئير أسود ,
فراشاتٌ تحلقُ في فضاءٍ
من لهب ,
خارطةٌ
لمدنٍ من تصخرٍ
وإحتراق
ولروائح مياهٍ أسنة ,
بقايا نهارٍ تضيعُ
بين خيوط قناديلٍ
و همسات عشاق ,
أشجارٌ وجذورٍ من ذكريات
ومقاعدٍ من أثار وجعٍ
تتكؤ عليها سنينٌ
من حنظل فراقٍ
وبكاء .
عاصفةٌ من ترابٍ
وخطواتٍ من ظلالٍ
تنغرسُ في مسالك شوارعٍ
وأزقةٍ من طين ,
مدنٌ من طينٍ
وصفائح
ومن بحور نفطٍ أيضاً ,
نساءٌ من رحيق زهورٍ
ينتظرن فوق أرصفةٍ
وشوارع سنينٍ
جثث جنودٍ عائدين
من جنيّ ثمار حروبٍ
وغنائم .
رأسٌ يعجُ بخيوط مساءٍ
من ظلامٍ
وغابةٍ من مصابيحٍ
فقدت ينابيع نهار ,
أزقةٌ من عتمة ليلٍ
تركتها خطوات أضويةٍ
ومساحاتٍ من بياضٍ
وعابرين ,
ليلٌ من وحدة رجلٍ
يتكأ على عامود عمرٍ منحني
يتأملُ ممرٍ من عابرات ,
فتياتٌ برائحة البكارة
وإمرأةٌ تُسدلُ
ستائر شمسٍ
وتفتح ستائر قمر,
لحظاتٌ تسقطُ من عقارب حلم ,
بيتٌ من زجاج
وسلسلةٌ من مشاهدٍ صدئة ,
عشٌ للسُبات
وشماعةٌ من قميص نومٍ
وسريرٌ من شظايا ليل ,
رؤىً من أراملٍ
وعوانسٍ
وسديم ,
شبابيكٌ للعابرات ,
رصيفٍ
وظل شجرةٍ للقبل,
تابوتٌ من نثار وطنٍ
ونقالةٍ تحملُ بقايا ندى
ونجومٍ من ظمأ ,
حاضرٌ من حقول ألغامٍ
ومستقبلٌ من فخاخ ,
أحلامٌ من رمادٍ
وخيام ,
فمٌ بطعمِ
ورائحة الدم ,
رأسٌ من خوذة حربٍ
وأقدامٍ من بسطال
بقايا جسد محاربٍ
مكومٍ فوق ظل صخرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس


.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه




.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة


.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى




.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية