الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من شروط استقرار الدول...

احمد جمعة
روائي

(A.juma)

2021 / 4 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


اطلاقًا الوضع العالمي سيء وغالبيّة الدول المتقدمة والصناعية تشتكي، والمواطن فيها يئن تحت الضرائب والركود... وهذه الدول لا تنكر ذلك، والمثال بريطانيا وإيطاليا واليونان... ولكن الوضع العربي أسوأ مرتين، لأن المواطن أصبح يشتكي من الخبز والحرية...المواطن الفرنسي والبريطاني ربما يعوض نقص الخبز برفع صوته في مجمل القضايا بلا قيود...جنس... سياسة... دينولكن المواطن العربي يعيش في قفص يُلقى إليه بفتات الثروات الوطنية ويظنّ أنه محظوظ وأفضل من غيره...
لا لوم على المواطن إن اشتكى أو تذمر، وهذا يحدث نادرًا لأنه يعتقد أن ما تم توفيره له هو فوق حاجته، وأُقْنِع بأنه أفضل من غيره...حتى صدق ذلك وخرس...ولكن هل يستمر ذلك الصمت والقناعة؟
حتى لو غضب من سلسلة إجراءات تقشفيّة... ممثّلةفي رفع الدعم عن بعض المواد مرورًابزيادة رسوم بعض الخدمات وانتهاءً بالحديث عن خفض الرواتبووقف الزيادة بل وبتوقف الرواتب نهائيًا، كالحال في لبنان والعراق... فوق كلّ هذا وذاك هناك الزيادة المتواطئة في أسعار السلع والتي بعضها مفتعلة من قبل التجار وكأني بهم قالوا لنسلخ جلد المواطن طالما هو في هذا الوضع؟
هذا جانب من الصورة، أما الجانب الآخر فلا لوم على بعض الحكومات المتوازنة... وهي تواجه وضعاً عاما تعرضت له كافة الدول في المنطقة والعالم ويتعلق بالضغط المتواصل على المصاريف وبالطبع لسان المواطن هنا يقول هذه ليست مشكلتي ولست أنا المسئول عنها وهذا وضع على الدولة أن تعالجه بعيدًا عن مكاسبي التي حققتها طوال العقود الماضية والتي كانت بفضل التوجهات الحكومية ذاتها التي جاءت بهذه المكاسب...
سؤال دائمًا يُطرح على لسان المفكرين والسياسيين:
لماذا تحدث الثورات في العالم غير الحر؟
أجاب أغلبهم:
وفروا الخبز والدواء والسكن والحرية... ولن تصدعوا عقولكم بعدها بالانتفاضات والثورات والمؤامرات الداخلية والخارجية، هذه الصرخة العصريّة اليوم التي لا تريد الدول تصديقها وتضيع وقتها بالسياسة والأحزاب وتجار السياسة المستفيدين بتذاكر السفر والإقامة بالفنادق.
أثبتت الشعوب بالعالم من أمريكا إلى الهند إلى السند... أنها ملّت ويئِست بالسياسة وتريد اقتصاد وتنمية وبناء وأعمار ورفع مستوى المعيشة، ولم تعد الشعوب تهتم بالانتخابات والأحزاب والبرلمانات بدليل تراجع نسب هذه العلميات إلى أقل من 30% بأغلب الدول...لكن إذا ما توَفَّرت مثل هذه المكاسب، يظلُّ شبح الثورات والانتفاضات، يخيم ما لم تطعم الشعوب حرية...
بكلّ الدول العربية... دون استثناء... لم أرَّ اهتمامًا بالشارع للسياسة بل لم أرّ حماساً للمرشحين ولا لبرامجهم ...ما يطغى على الشارع ويمثل الأولوية أينما تذهب بالمجالس والمقاهي والأندية والبيوت هو الخبز والحرية...تحسين مستوى المعيشة بعدم المساس بمكتسبات المواطن، ولا بخيار الحريات العامة والخاصة... دعني أعبر عن رأيّ ودعني ارتدي ما أريد ...لا تحرمني من أي خيارات...
لا يمكن تخيّل مواطن عربي لو خُيّر في استفتاء، إذا كان يريد برلمان أو زيادة بالراتب... فستعرف الجواب دون مشقة. ولو سألت مواطن هل تريد دواء بالمركز الصحي أم التصويت لشقيقك أو ابن عمك... فسوف يجاوبك، لا والله أريد توفر الدواء، هذه النتيجة أتمنى من الدول أن تعتني بها وتأخذها بالاعتبار وهي فشل السياسة ونجاح التنمية وبالتالي لم يعد يعني المواطن الأحزاب والبرامج والكتل السياسية التي تستفيد منها طبقة مرتزقة نعرفها أثرت من الأزمات التي مرّرنا فيها واستثمرت السياسة بسفرات ونزهات وجولات خارجية فيما الوطن يئن تحت ضغط الأوضاع الدولية والأزمات النفطية والمالية ورغم ذلك مازلنا غارقين بالسياسة ولم نتعلم أن التنمية هي الأساس وهذا ما ستثبته الشعوب حين تتخلى عن الدول السياسية وتلتحق بالدول التنموية المقصود من هذا الرمز. نريد نأكل لا نريد أحزاب وشعارات ومرتزقة يستغلوننا للسفر والسياحة...وتأتي الحرية بالتوازي مع الخبز...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصطفى البرغوثي: الهجوم البري الإسرائيلي -المرتقب- على رفح -ق


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. تطورات في ملفي الحرب والرهائن في غزة




.. العراق.. تحرش تحت قبة البرلمان؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إصابة 11 عسكريا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية




.. ا?لهان عمر تزور مخيم الاحتجاج الداعم لغزة في كولومبيا