الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يتجرع اردوغان الذل من اجل مصر

حاتم خانى

2021 / 4 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


اردوغان يستميت من أجل اعادة العلاقات مع مصر وهو مستعد لتقديم المزيد من التنازلات من اجل تحقيق هذا الهدف حتى انه قد لا يتوانى او يتردد عن طرد الاخوان المسلمين المصريين او اعتقالهم او تسليمهم الى القاهرة من اجل اعادة هذه العلاقات , فقد ايقن اردوغان ان الدخول الى العالم العربي لا يتم عبر دعم الميليشيات السورية المعارضة للاسد او عبر المسلمين السنة العراقيين او البقاء مع علاقاتها مع قطر الصغيرة لوحدها , بل ان بوابة العالم العربي وشوارعه وفضاءاته يتم الدخول من خلاله واليها عبر مصر , وعن طريق مصر وحدها يمكن ان يضمن اردوغان المواقف الموالية للدول العربية الاخرى ويكسبهم الى جانبه لكي يستمر في مخططاته بقيادة العالم الاسلامي ومجابهة الغرب الذي عاجلا او اجلا سيصطدم بمطامح تركيا للسعي الى ان تكون قوة عظمى . فعن طريق مصر ستكون الاسواق العربية مفتوحة امام البضائع التركية , وستكون الاموال العربية في خدمة المشاريع التسليحية التركية ومصانعها النامية , فمصر هي الركيزة الاساسية في البنيان العربي وقد اثبتت كل المعطيات التاريخية والواقعية هذا الامر واي دولة عربية حاولت التفرد في سياساتها بعيدا عن مصر كان الفشل من نصيبها .
تركيا حاولت الدخول الى الخليج العربي عبر قطر وفشلت , وحتى لو انها تمكنت من اقناع بقية دول الخليج للدخول في علاقات معها , فان تلك الدول سترتاب مع بقاء العداء التركي لاكبر دولة عربية , وحاولت ذلك عبر كسب المسلمين السنة العرب واقناعهم بالخطر الشيعي الايراني , الا ان هؤلاء السنة اثبتوا عدم قدرتهم لتغيير الشارع العربي لصالح قيادة تركيا السنية لهم نتيجة تذبذب المواقف التركية مع الانظمة العربية من جهة ومع الاحزاب العربية المعارضة لتلك الانظمة , فقد دعمت تركيا الاخوان المسلمين العرب والكثير من الاحزاب الراديكالية في سوريا وليبيا والصومال والهاربين من الدول العربية اليها , وكل هؤلاء لم يكونوا مفتاحا للشارع العربي بقدر ما كانوا عقبة رئيسية في هذا المضمار حيث ان الشارع العربي وحتى الانظمة العربية قد شبعت من الاستمرار في النهج الاسلامي المتشدد القديم نتيجة التغييرات الحاصلة في الدول الغربية ايضا ويقينها ان هذا الفكر المتشدد بدأ يهددها هي ايضا من داخل بلدانهم .
كما ادركت تركيا بانها بدون مصر لايمكنها الاستمرار في استكشافاتها في شرق المتوسط وان اتفاقها الاستراتيجي مع الحكومة الليبية لترسيم الحدود البحرية لقي معارضة شديدة من كل دول المنطقة وحتى من حلفاء تركيا ايضا ووجود هذا الاتفاق سيان من عدمه , ولم يحقق ما ارادت تركيا من الوصول اليه , وهكذا وقفت وحدها لتصطدم مع اليونان وقبرص وفرنسا وكل دول حوض المتوسط الاخرى بما فيها مصر التي كانت سببا مباشرا لفشل هذا الاتفاق .
كما فشلت تركيا في التغلغل في الشمال الافريقي مع كل المحاولات المبذولة لدعم الاحزاب الحاكمة في تونس والجزائر وكل الاغرءات التي قدمتها عند تسويق بضاعتها في المغرب , كل هذا الدعم اللامحدود اصطدم بادراك انظمة تلك الدول ان علاقاتها مع تركيا يجب ان تمر عبر مصر الجارة القوية والمؤثرة على تلك الدول .
وهكذا ادركت تركيا بعد فشل كل تلك المساعي ان اي خطط لبناء علاقات موزونة في المنطقة يجب ان تتشارك فيها مع مصر , ولان اردوغان بحاجة ماسة للعالم العربي والاسلامي ولدول الجوار من اجل الاستمرار في سياسته الابتعاد عن الدول الاوربية وامريكا وتكوين قطب اسلامي قوي يحقق الاكتفاء الذاتي في تصنيع اسلحته وتطوير ترسانته وتنمية قدراته العلمية من خلال الحصول على الاموال العربية اللازمة لديمومة اقتصاد تركي قوي يلزمه في تشغيل صناعاته الحربية وكذلك حاجة تركيا الى اسواق لتصريف منتجاتها , وهذا القطب الاسلامي لا يمكن ان يصبح مرادفا للاقطاب العالمية الاخرى الا مع مشاركة مصر وخاصة في مستهلها مع ما تملكه مصر من امكانيات بشرية وفنية وخبرة عسكرية واسعة , حتى لو كانت الدول الاسلامية الاخرى جزءا من هذا القطب مثل باكستان وقطر والدول التركمانية .
هكذا ادرك اردوغان ان السعي لانشاء اي قطب يحاول ان يتزعمه في المنطقة لن ينجح الا مع مشاركة احدى دولتين في هذه المنطقة مصر او... اسرائيل .
دهوك 27.4.2021








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سباق بين مفاوضات الهدنة ومعركة رفح| #غرفة_الأخبار


.. حرب غزة.. مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحماس| #غرفة_الأخبار




.. قراءة عسكرية.. معارك ضارية في شمال القطاع ووسطه


.. جماعة أنصار الله تبث مشاهد توثق لحظة استهداف طائرة مسيرة للس




.. أمريكا.. الشرطة تنزع حجاب فتاة مناصرة لفلسطين بعد اعتقالها