الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشاعر سعد العبيدي ومجموعته الشعرية الجديدة (اتجاهات عكس الريح )

ابراهيم خليل العلاف

2021 / 4 / 27
الادب والفن


- ابراهيم العلاف*
سعد العبيدي ، الأخ ، والصديق الشاعر الكبير حقا يُعد من أبرز شعراء الموصل اليوم .يكتب ، وينشر ، ويتفاعل، ويتحسس ، ويحس بما لايحس به غيره يحث الخطى .. شاعر أثبت وجوده ، وحضوره الشعري ووضع قدمه على الطريق الصحيح ، وبرز اسمه في سماء الشعر العراقي في الموصل ...شاعرنا سعد العبيدي خط و يخط ، بصعوبة ، ودقة ، وصبر ، مكانة له لائقة به في سجل الشعراء الموصليين العراقيين الخالدين .
هو من مواليد المحلة الخالدة مدينة الرجل الصالح (عبدو خوب) سنة 1961 في الموصل ، وهو خريج معهد المهن الصحية 1983 ، وكان ينشر قصائده في بعض صحف الموصل (الورقية والالكترونية) .
لي الشرف أنني أتابعه ، وأقرأ له ، وكتبت عن بعض مجاميعه الشعرية .. ومن مجاميعه الشعرية (احتضار ) 2017 ، (دمعتان في الجحيم ) 2017، (الحب في زمن الحرب ) 2018 ، ( موت الاماني ) 2018 ، ( اجابات خاطئة ) 2018 ، ( لمن يعزف الرباب ) 2019 ، ( سمفونية الحجر (2019 ) ، ( هواجس بين صفحات الماء ) 2019 ، ( ارصفة الحرب ) 2020 ، ( مدن الرماد) 2020 .
اليوم 27-4-2021 ، وضع بين يدي نصوصه الشعرية الجديدة المبهرة الموسومة : (اتجاهات عكس الريح ) ، وصدرت عن دار نون للطباعة والنشر والتوزيع في الموصل 2021 ، وأنا فرح بها ، وسعيد ، واشكره على هديته وحال تسلمي للمجموعة عكفت على الاطلاع عليها ، وفعلا وجدتها كنصوصه الشعرية السابقة عكس الريح ، وهكذا يجب ان يكون الشاعر فلكي يكون صادقا ، ومعبرا عن احاسيسنا التي قد لانشعر بها نحن لابد ان يكون شعره (مستقبليا) بناءَ ، وكما قال احد الكتاب لابد ان نمنع الريح من ان تلعب بنا .. المهم ان نُبحر ، ولانقف ، وان تتوفر لدينا الارادة لمواجهة العواصف بانواعها المختلفة ، وان تكون لنا احلامنا في وطن لاننال فيه حقنا .
والشاعر في هذه المجموعة ، كما في مجاميعه السابقة ، قد اختط لنفسه طريقا خاصا ، متفردا ، واعتمد اسلوب التفعيلة او ما يمكن ان نسميه الاسلوب النثري القريب الى عقولنا قبل قلوبنا ، هكذا اشعر انا على الاقل وانا اقرأ قصائده الواحدة تلو الاخرى أرى نفسي ، وأرى آمالي ، وأرى طموحاتي تتقافز لتعلن عن نفسها ومكنوناتها واضحة جلية بسيطة متواضعة قريبة الى مشاعر البسطاء من الناس البريئين الطيبين الشرفاء الحالمين ببناء انسان يمتلك ارادته في وطن بهي وقوي يثبت او يحاول ان يثبت وجوده ، لذلك نجد ان ثمة علاقة عند سعد العبيدي اقصد في قصائده بين الحب والوطن ؛ فالحب والوطن صنوان لايفترقان فالوطن لكي نعرف قيمته لابد ان نكون محبين ويظل هاجسنا كيف نعمل من اجله وكيف نخلص له .. الوطن قد يتجسد في فتاة جميلة نحبها او في يتيم بريء نعطف عليه او في شيخ عجوز نجله .
في قصائده ال (43)التي يضمها الديوان الجديد ، تتداخل الاشياء الصغيرة بالهموم الكبيرة في تشكيل متناسق يعطينا صورة واضحة لمسار حياتنا التي نعيشها في محلتنا .. في مدينتنا في وطننا في عالمنا الكبير والمسار هذا يتدفق كالنهر الجارف لكن جزيئاته تختلف بين مرة واخرى .. والأهم في كل هذا ان هذه القصائد ليست صادرة عن شاعر يائس ، بل شاعر بناء متفائل بالحياة متفائل بالمستقبل، متفائل بما نمتلك من ارادة للتغيير نحو حياة افضل وهنا -برايي- تكمن قدرة الشاعر سعد العبيدي في ان يسهم في التغيير الذي نريد تغيير الانسان لكي يكون فاعلا ، متطلعا نحو المستقبل .
قصائده في هذا الديوان تحتاج الى قلم ناقد ادبي لكي نخرج منها ما يساعدنا على فهم مضامينها ، واشكالها ..في قصيدته (اتجاهات عكس الريح) وهي آخر قصيدة في الديوان وهي من اعطت للمجموعة عنوانها تتضمن فلسفة وفلسفة باتجاه خلق النقيض الذي هو سر حركية الحياة :
الريح لاتعوي
بل تكشر الأنياب
وصوت الاشباح
بهدوء الليل
تدق الابواب
غادر الحزن غرفتي
لم يبق
في قارورة حبري
سوى وهم الماضي
وانينُ ..الغياب ...؟
وفي قصيدة (افتراضات ) نجده اي نجد الشاعر يعبر بالبكاء عن ما يشعر به تجاه موت ابيه وغزو وطنه :
بكيت مرتين
المرة الاولى :
عندما احتل الغزاة وطني
المرة الثانية :
عندما مات والدي
أحسست بموتِ الوطن
وفي قصيدته (شهرزاد ) يفصح عن حقيقة ان الغزاة ارادوا ان يموت الحب في بلده لكن هيهات فالحب راسخ وعريق وقوي :
حاولي النوم سيدتي
الليل طويل
والفجر مازال يغفو على شباك غرفتي
والحب صار طريح الفراش
وانت تتخيلين نفسك شهرزاد
مات الحب في بلدي
وانتحر من يأسه ...شهرزاد
وصارت حكايات الف ليلة وليلة
مباحة كامرأة ....
كشفت عن ساقيها وتوارت بالرماد
وهكذا تمضي قصائد سعد العبيدي ، واكاد اجزم ان سعد العبيدي اليوم وضمن جيله "يعد الشاعر الاول في الموصل " ......ابارك له هذا الموقع واتمنى له البهاء والتميز الدائم .
فقط اريد ان انوه ان الغلاف الجميل من تصميم الفنان الصديق والاخ الاستاذ موفق الطائي وان اللوحات الداخلية الرائعة التي ترافق القصائد للاخت الفنانة زينة زيد خروفة وبارك الله بها فقد اعطت للديوان رونقا مميزا جميلا وهذا تقليد قديم يذكرني بكتب شاعر المهجر الكبير جبران خليل جبران . وشكرا لدار نون على الطباعة الانيقة الرائعة .
*كاتب ومؤرخ عراقي من الموصل 27-4-2021








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتظروا مسابقة #فنى_مبتكر أكبر مسابقة في مصر لطلاب المدارس ا


.. الفيلم الأردني -إن شاء الله ولد-.. قصة حقيقية!| #الصباح




.. انتظروا الموسم الرابع لمسابقة -فنى مبتكر- أكبر مسابقة في مصر


.. شخصية أسماء جلال بين الحقيقة والتمثيل




.. أون سيت - اعرف فيلم الأسبوع من إنجي يحيى على منصة واتش آت