الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يحكم العراق ؟

صباح ابراهيم

2021 / 4 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


العراقي لا يهمه إن لدغ من جحر الأفاعي بشكل متكرر . لأنه تعود على اللدغ ولا يرعوي .
العراق هذه البلاد العجيبة تمتلك عبر العصور قصصا تشبه قصص علي بابا والأربعين حرامي، وقصص السندباد وألف ليلة وليلة التي مصدرها العراق ذات التاريخ العريق والحضارة الأصيلة البلد الذي يمتلك أقدم حضارات الأرض وأول من علم العالم الحروف والكتابة والنحت والقوانين والتشريعات.
العراق البلد الذي تخفي تربته كنوز النفط والذهب الأسود بأكبر احتياطي عالمي . يعاني من نقص الكهرباء، ونقص المياه النظيفة المعقمة رغم انه يضم بين جوانبه أكبر نهرين يخترقان أرضه من الشمال الى الجنوب، وتصب مياهه في البحر و شعبه يشكو من العطش وجفاف التربة وقلة الزراعة. يعتمد في غذائه على ما تستورده من الخارج ويدفع المليارات من امواله الى الدول المجاورة يستورد منها الطماطة والخيار والبطيخ . يصدّر النفط لدول العالم، ويحرق الغاز المصاحب له، ويستورد الغاز لإنتاج الكهرباء من ايران بمليارات الدولارات سنويا، وبقيمتها يمكنه أن يؤسس عشرات محطات الكهرباء ويصدر الفائض من إنتاجها الى الخارج .
يفتقر العراق الى المستشفيات الحديثة التي تغطي حاجة شعبه ذو الأربعين مليون نسمة. ويشرب سكان مدن الجنوب ماء ملوثا مالحا في الوقت الذي تمر مياه دجلة والفرات بمدنه مرور الكرام.
يخرج شباب العراق بتظاهرات تطالب بوطن حر وشعب سعيد، بعيد عن المحاصصة والطائفية وتقاسم السلطة بين الأحزاب الدينية التي تدين بالولاء لدولة أجنبية بدافع الأنتماء المذهبي ، وهم يعرفون جيدا أنها تمتص خيرات بلدهم، وتسيطر على مقدرات دولتهم من خلال عملائها المسيطرين على مفاصل الدولة بقوة السلاح بكثرة أعضاء البرلمان التابعين لهم .
تظاهرات الشباب العاطل عن العمل والمطالب بحقوقه يتم قمعها من قبل شرطي او جندي او مليشياوي يعاني من نفس ظروف المتظاهر في القهر والجوع والحرمان من الكهرباء والماء ونعمة الحرية. شباب خريجوا الكليات والمعاهد لا يجدون فرصا للعمل لا بالقطاع الخاص الميت سريريا، ولا بالقطاع الحكومي المنغلق على اتباع الدولة العميقة والأحزاب الميليشياوية .
الفساد والسرقات من خزينة الدولة وأموال الشعب لا تعد بالملايين بل اصبحت بالمليارات .
حكام المنطقة الخضراء من السياسيين والمتنفذين والبرلمانيين ورؤساء الكتل والأحزاب الدينية وأصحاب العمائم، يسكنون قصورا بناها الديكتاتور السابق وهم يتنعمون بها ويلعنونه ليل نهار، ولولاه لما سكنوا بتلك القصور الفارهة التي لا يحلمون بها .
يحتمي اولئك الحكام بطوق أمني في المنطقة المحصنة الغبراء، يحيط بهم حمايتهم الخاصة أينما حلوا ورحلوا خوفا من غضبة الشعب . يتمتعون بكهرباء لا تنقطع، وتبريد وتدفئة على مدار أشهر السنة، والسيارات الفارهة والأموال الطائلة والمخصصات التي تسيل لعاب الفقير لها، ومرضى الشعب الفقراء يحترقون لدرجة التفحم بالجملة بالمستشفيات الحكومية التي تفتقر إلى أبسط شروط السلامة والنظافة والنظام والحداثة.
المضحك المبكي في بلادي ان الشعب الذي يشكو من جور وظلم وفساد حكامه السراق واللصوص ويتظاهر ضده، هو نفسه الذي يعيد انتخاب الفاسدين واللصوص في كل دورة انتخابية يجلسهم على خزائن العراق يسرقوها ويقتلوه فقرا أو بالرصاص !!!
شعب لا يرعوي ولا يهتم ان لدغ من جحر الأفاعي مليون مرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رأى
على سالم ( 2021 / 4 / 28 - 06:02 )
من المؤكد ان العروبه هى مرض خبيث اصابت عقول كل العرب واصبحوا مرضى بمرض العروبه , هذا المرض الفتاك يدمر العقل تماما ويصيبه بعطب كامل وغباء وفساد واجرام , الشعب العراقى عروبى بأمتياز , هذه هى حقيقه الامر


2 - اخي علي سالم
صباح ابراهيم ( 2021 / 4 / 28 - 10:02 )
نحتار كيف نفسر تصرفات ابناء الشعب . فمنهم ثوار تشرين المنتفضين لكن لا حول ولا قوة لهم ولا من يسندهم . ومنهم من يسير وراء الأحزاب الدينية كالغنم يسيّرها الراعي الأهبل والعميل ومن باع الوطن والضمير كيفما يشاء حسب تعليمات الولي السفيه وقائد الحرس الثوري العجمي، والأتباع يصيحون وراءه باع باع .
بالأنتخابات يسرع الرعاع ومن باع ضميره ببضعة دولارات مغمسة بالنفط الأيراني الأسود ، ليبيع ضميره مع صوته ويضعه بداخل صندوق مغلق كعقله تماما يحمل اسم احد ذيول العمالة .
والنتيجة مع التزوير الاحترافي وتوجيهات ما وراء الحدود الشرقية ، يفوز من باع ضميره وشرفه وخان وطنه، ينتصر اللصوص والعملاء والسراق ويستلم المناصب والوزارات من يمثل اصحاب العمامات ، ويبقى الحال على ما هو عليه وهكذا تدور الساقية الى المجهول .
والشعب هو من يضع النير الثقيل فوق رقبته ويسحب عتلة المحراث على الأرض الصخرية وهو صامت على أمل أن يصحى اللصوص ويتوبوا ويشبع العملاء والحرامية من مال الحرام ويكتفوا . ولا نعرف ما هو المنتهى ؟
تحياتي لك اخي علي سالم .

اخر الافلام

.. -عفوا أوروبا-.. سيارة الأحلام أصبحت صينية!! • فرانس 24


.. فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص




.. رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس


.. انقلاب سيارة وزير الأمن القومي إيتمار #بن_غفير في حادث مروري




.. مولدوفا: عين بوتين علينا بعد أوكرانيا. فهل تفتح روسيا جبهة أ