الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن مدينة حالية/عن مدينة تموت.

عبداللطيف الحسيني
:(شاعر سوري مقيم في برلين).

2021 / 4 / 29
الادب والفن


فليكن هذا الكتاب بهذا العنوان , لأنها هي التي تقول ذلك –لا أنا - رمزا ولو تحّدثت بطريقتها المباشرة , اليوميّة . لما تحمل القارئ عنفها ولأنها آذلك حاولت أن أفك بعضاَ مما لأملاه علي رموزها لتكون في آتاب : لها و عنها و حولها وآنت أخاف أن أدونها آلها . لكن الخوف يكمن في أنني لو دونتها فهذا يعني موتها إضافة إلى أن ذلك مستحيل لأنها متناثرة وعصية , فما آان مني أن ألتقط ما تناثر الي , وما وصلني عنها شفهيّا أو سماعا , وأحيانا آثيرة رؤية , وحتى رؤيا . ان أردت أن أآتب عنها شيئا , فسوف تضيع مني , وتغيب عني أشياء . وهذا طبيعي لأن الكتابة لا تنتهي عند حدود آاتب واحد – هوأنا هنا - وان أردت أن أتخطّاها فكانت تضع لي حدودا ملغومة لئلا أقترب منها . وأن تخطيتها فهذا يعني أنني أخالف الجميع . وحتى نفسي . لأن طبعها سحر . ولأنها مدينة تخذل المرء لقوّتها واستحالتها . وبالقدر ذاته لألفتها وحنوّها . خاصّة لمن غاب عنها وسمع عن أهلها الطيبين الطيبة . وشمّ رائحتها ورنينها سريعاً فسوف يحبّها . و إن جرّب هذا المرء نفسه أن يعرفها ويعيشها صميمياً ومرحلياً، فلربّما نبذها تماماً. تجاه هذين الضدين ما عليك إلا أن تحبها فتكرهها . وان تكرهها فتحبها . لكنها لن تبقى منسية ومهملة وحيادية في داخل آلٍّ منّا . وهي المعمّرة زمنياً قبل المدن التي تجاورها . بل أنّ مدن الجوار ولدت منها ، ومع ذلك فهي غير معروفة (وربما تهمل أيضاً) حتى انّ اسمها على الخريطة غير مدوّن . وإن دوّن فبحروف صغيرة لا تُرى . وهي غير معروفة ثانياً . وذلك من خلال التجربة . فلو سُئل أحد أهاليها في دمشق أو حلب : من أين أنت ؟ لأجاب دون تردّد : من القامشلي .لأنه لو قال الحقيقة بأنه من عامودا . لما عرفها لا أريد ان أعرفها للآخرين... البعيدين بالأرقام والتواريخ والأحداث. فذاك مجال آخر ابتعدت عنه أقصى ما أستطيع هنا . فقد آان لي فيما سبق آتابٌ يحمل اسمها بعنفٍ وحب . ماذا أريد منها إذاً ؟ هل أريد ان تكون لا آما هي عليه الآن ؟ وهذا ما يرومه الكثيرون من أهلها خاصةٍ أولئك الذين عاشوا وعايشوا مرحلتين فيها صاخبتين . فيهما تفرط في آل شيء : مد حاً وقدحاً. فلربما آنت عنيفاً معها . عنف لا تريده هي إلا ان تكون . ولربما حفيّاً بها وهي لاتريد ذلك . فخالفتها جذريّاً وتحرّرت منها لأ قول عنها ما أشاء . وسيكون ردّ البعض عنيفاً: لماذا لم تدوّن الحادثة تلك ، المهملة اللائقة بالتدوين او المحرومة منه ، ودوّنت الحادثة هذه التي لم ينتبه إليها أحد ، ولن. وسيكون جوابي : الصمت المتفجر : إنني عشت في هذا الكتاب ضمن مجال فتح أمامي أفقاً مكانيّاً خاصّاأاملى عليّ عنفه وحبّه وأنا بعيد عنه ، لأن الكتابة عن شيء مفتقد وعن بعد ، ربما تكون اآثر حميميّةً وخصوصيّةً . فكنت أشرّد نفسي عن مدينتي لأآون فيها آتابياً . إلى جانب تخطيطي الأولي لهذه المسودات : الكتابة بجنون عن مدينة حالية تفقد آل آنٍ وحين بعضاً من جمالها . وتعوّض هذا الفقد آلّ آن وحين بجمال خارجيٍّ لا علاقة لها به ، ومع ذلك آان تشرّبها له(نعم تشربها) مقبولاً ، وتمثله وتقليده سهلاً . أليس هذا ما يقوله الكتاب ؟ لكن بشكل موارب ومبطّن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يوثق اعتداء مغني الراب الأميركي ديدي على صديقته في فند


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في




.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد


.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين




.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي