الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل من بارقة أمل لوقف الانهيار والتراجع بكل أشكاله في العالم العربي ...؟؟؟ الجزء الرابع .. فلسطين

زياد عبد الفتاح الاسدي

2021 / 4 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


الجزء الرابع : فلسطين
لنبدأ أولاً بتوجيه تحية إجلال وتقدير الى الصمود الرائع لشعبنا الفلسطيني الاعزل في القدس والضفة والقطاع في التصدي البطولي لجنود الاحتلال الصهيوني .
تُمثل القدس وفلسطين في الوجدان الشعبي العربي والفلسطيني قيمة تاريخية ووطنية وقومية وثقافية وروحانية كبرى لا يُمكن تجاهلها ... ويُمكن القول أن القضية الفلسطينية هي واحدة من أهم وأطول وأعقد حركات التحرر الوطني في العالم وأكثرها دموية .. حيث شكلت منذ اتفاقية سايكس بيكو محور الصراع الرئيسي في المنطقة في مواجهة المحور الامبريالي الصهيوني والنظام الرجعي العربي الاستسلامي المتخاذل ... وقد قدم الشعب العربي الفلسطيني ومعه كل الشعوب العربية في سبيل تحرير فلسطين والدفاع عن عدالة القضية الفلسطينية أطول وأكبر قافلة من الشهداء والجرجى والمُعاقين والاسرى والمُشردين في تاريخ الشعوب وحركات التحرر ... فمن هبة البراق 1929 الى اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى (1936-1939) , الى انطلاق الرصاصة الاولى لحركة فتح وقوات العاصفة 1965 , الى تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين 1967 كجناح عسكري لحركة القوميين العرب على يد المناضل الراحل جورج حبش , الى التأسيس الفعلي لمنظمة التحرير الفلسطينية والكفاح المُسلح عام 1967 , الى معركة الكرامة 1968 ....الخ الخ الخ .... لتصل الامور للاسف بعد عقود من المقاومة والتضحيات والنضال العنيف وسقوط الآلاف من الشهداء والجرحى الى هذه المرحلة المُزرية من الانحراف والتدهور على صعيد المنظمات الفلسطينية الرئيسية في فتح وحماس , والتي تُعتبر الاسوأ في تاريخ فلسطين والمنطقة .. حيث شاهدنا في الايام الاخيرة كيف بقي المقدسيون والفلسطينيون العزل للاسف وحدهم في ساحة الصراع والتضحية والمواجهة الشرسة مع العدو الصهيوني .. بينما تم إغراق مُعظم الشعوب العربية الاخرى في أوحال الجوع والفقر والامراض والبطالة والدمار الامني والمهانة .. لتُواجه شعوبنا مصيرها بلا رحمة وبلا أنظمة أو قوى وطنية (ربما باستثناء سوريا المُهدة منذ عقود بالحصار والعقوبات الاقتصادية من الغرب) .. وليبقى الفلسطينيون العزل وحدهم في الميدان وهم مُحاصرون ومحبطون بصراع وانقسام القيادات الانتهازية والمُتخاذلة في فتح وحماس اللاهثة وراء الانتخابات ومكاسب السلطة , سواء من رموز السلطة الفلسطينية اليمينية العاجزة والمُهترئة أو " قيادة " حماس الاخوانية (باستثناء القواعد العسكرية) التي طعنت سوريا في الظهر في أحلك ظروف الحرب الكونية عليها بعد أن احتضنتها سوريا على مدى ثمانية عشر عاماً وقدمت لها كل أشكال الدعم والتسليح والمُساندة رغم التهديدات والعقوبات الغربية المُتواصلة .. ليتكشف القناع الانتهازي الاخواني عن قيادة حركة حماس وتتحول الى منظمة تتبع إخوانياً إما لتركيا التي دمرت المنطقة العربية أو نفاقياً لايران , حيث أن كلتا هاتين الدولتين للاسف (بالطبع الى جانب مشيخات الخليج ) تحتضنان بقوة الى يومنا هذا قوى الاسلام السياسي الاخواني والتكفيري أو المذهبي الذي تسبب بشكلٍ أو بآخر في التمزيق الطائفي والمذهبي لشعوب المنطقة .. حيث ساهمت (وتحديداً تركيا ومشيخات الخليج) من خلال دعمها وتمويلها للاسلام السياسي الاخواني والتكفيري بتدمير سوريا والعراق ولبنان ومصر واليمن ..الخ ..... أما بالنسبة لما تبقى من القيادات والفصائل الفلسطينية الاخرى من غير فتح وحماس والجهاد الاسلامي فمن الواضح انه أصبح لا حول لها ولا قوة سوى بإطلاق التصريحات والخطابات العاطفية الرنانة ومهاندة السلطة الفلسطينية وقيادة حماس الاخوانية تحت شعار إنتهازي مُزيف أطلق عليه المُصالحة الفلسطينية والوحدة الوطنية في ظل قيادات فلسطينية هي الاسوأ في تاريخ فلسطين والمنطقة مع انخراط قيادات فتح اليمينية باتفاقية أوسلو وخضوعها للاستسلام والعمالة والتطبيع والتنسيق الامني مع العدو الصهيوني , وكذلك مع إنزلاق قيادات حماس وغيرها من المقاومات الاسلامية في مسار التبعية والولاء المُطلق للانظمة الاقليمية المذهبية الذي قاد في نهاية الامر الى جانب حركات المقاومة الاسلامية الاخرى ولا سيما العشرات من منظمات الحشد الشعبي المذهبي في العراق وحركة أنصار الله في اليمن الى المزيد من تمزيق الشعوب العربية وانتشار التوتر والحروب والعنف الطائفي في المنطقة .
ومع وصول القضية الفلسطينية في السنوات الاخيرة الى أدنى درجات التدهور والانهيار , ومع تصاعد المزاودات الوطنية والانتهازية في القضية الفلسطينية عربياً وإقليمياً , يبقى الامل الوحيد المُتبقي لفلسطين الجريحة والمُغتصبة هو الصمود الاسطوري للفلسطينيين والمقدسيين العزل في مواجهة دموية وبطولية شجاعة في وجه الاحتلال الصهيوني .
وهنا لابد لنا من التوقف عند بعض الملاحظات الهامة في الصراع العربي الفلسطيني مع العدو الصهيوني لاستخلاص بعض الدروس والعبر :

1 . تُعاني بعض فصائل المقاومة الفلسطينية "وتحديداً " التي ترفع راية المقاومة الاسلامية ليس فقط من سيطرة العامل الديني والمذهبي على حساب العامل الوطني والقومي في فكرها وآيديولوجيتها , بل تُعاني أيضاً من التبعية الاقليمية في التمويل والسلاح لانظمة اسلامية وأخوانية إقليمية غير عربية .. هذا بالاضافة لتبعية بعضها وتحديداً حركة حماس لاحد المشيخات الخليجية المُتحالفة عضوياً ومصيرياً مع الغرب الامبريالي وهو الداعم الرئيسي لدولة الاحتلال الصهيوني .

2 . نتيجة لما تقدم وصلت القضية الفلسطينية للاسف بعد عقود من الكفاح المُسلح والتضحيات والنضال العنيف وسقوط عشرات الالوف من الشهداء والاسرى والجرحى الى هذه المرحلة الخطيرة من والانحراف والتدهور وتحديداً بعد توقيع إتفاقية أوسلو وما سبقها من دخول منظمات الاسلام السياسي الى ساحة المقاومة الفلسطينية وتحولها الى حالة من التبعية إما لانظمة ومشيخات اسلامية واخوانية في بعض دول الخليج أو لانظمة اسلامية إقليمية في تركيا وإيران تُمارس دعم وتسليح الفصائل الجهادية من الاسلام السياسي الفلسطيني كحركة الجهاد الاسلامي وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) .. حيث ساهمت منظمات الاسلام السياسي في المقاومة الفلسطينية (عن قصد أو دون قصد) في تشويه عدالة القضية الفلسطينية وتُحويلها من قضية تحرر وطني وحق الكفاح المُسلح وتقرير المصير الذي تضمنه كافة شعوب العالم والمواثيق والمنظمات الحقوقية الدولية والذي رفعته الفصائل الفلسطينية المُسلحة المنضوية تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية منذ انطلاقة الثورة الفلسطينة في منتصف الستينات والى ما قبل مُؤتمر مدريد واتفاقية أوسلو في أوائل التسعينات ... ليبدأ بعد ذلك انتشار لفكر المقاومة الدينية ورفع راية " المقاومة الاسلامية " بدلا من " المُقاومة الوطنية " , والذي بدأ على نحوٍ مُتصاعد منذ أواخر الثمانينات الى يومنا هذا .. وقد تزامن صعود المقامة الاسلامية والجهادية عل الصعيد الفلسطيني في الوقت الذي بدأت فيه قيادة فتح بزعامة الرئيس الراحل عرفات بتبني الحلول التصفوية والاستسلامية للقضية الفلسطينية والتي انتهت بتوقيع اتفاقية أوسلو المُدمرة عام 1993.

3 . احتلت القضية الفلسطينية والنضال العادل للشعب الفلسطيني تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية وتحديداً في سبعينيات القرن الماضي مكانة كبرى لدى شعوب العالم في آسيا وأفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية .. وأصبح من المألوف مُشاهدة الناس والشباب في العديد من دول العالم من غير العرب والفلسطينيين المُتعاطفين مع القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني يرتدون الشال الفلسطيني ويرفعون الاعلام الفلسطينية في تظاهرات التضامن للتعبير عن تأييدهم لقضية التحرر الوطني للشعب الفلسطيني ... بينما تراجعت للاسف بشدة مظاهر التضامن هذه مٌقارنة بمرحلة الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي .

4 . ما زالت أغلبية الجماهير الفلسطينية في الضفة والقطاع للاسف أسيرة التبعية والانقسام بين قيادة فتح والسلطة الفلسطينية المُتخاذلة التي تُمارس التنسيق الامني الخياني مع العدو الصهيوني , وبين حركة حماس وغيرها من فصائل المُقاومة والجهاد الاسلامي دون أن تُدرك هذه الجماهير مدى خطورة ذلك على النضال الفلسطيني وعلى فاعلية وعدالة القضية الفلسطينية التي مازالت تتراجع على نحوٍ مُتواصل إما بسبب الصراع والانقسام بين الفصائل الفلسطينية الرئيسية , أو بسبب التحريف الايديولوجي لمفهوم التحرر الوطني المُسلح وحق تقرير المصير الذي تم استبداله من قبل بعض فصائل المقاومة بآيديولوجية المقاومة الاسلامية الدينية .. وهو مفهوم يخدم للاسف في نهاية الامر مصلحة الكيان الصهيوني من خلال تصوير الصراع عل أرض فلسطين وكأنه صراع ديني بين اليهود والمسلمين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد