الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل يوم كتاب؛ قالت لنا القدس

مهند طلال الاخرس

2021 / 4 / 30
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


#كل_يوم_كتاب
قالت لنا القدس : نصوص، يوميات، شهادات / محمود شقير والكتاب من اصدارات وزارة الثقافة الفلسطينية والهيئة العامة للكتاب، فلسطين، رام الله 2010 والكتاب يقع على متن 201 صفحة من القطع المتوسط.

الكتاب وعبر نصوصه يتناول القدس بادق التفاصيل، تلك التفاصيل التي لا يتقنها إلا العشاق ولا يراها إلا المتيم، وهذا حال صاحبنا واستاذنا القدير محمود شقير.

وانت تقرأ نصوص الكتاب يخال لك انك برفقة محمود شقير في جولة شيقة عبر شوارع القدس وحواريها، تستحضر التاريخ وتلتقط القصص والحكايا وتوزع الابتسامات وتطوف بعيناك على الشبابيك وتلمس باطراف اصابعك صفحات الجرائد والمجلات المقدسية التي احتضنت اقلام المقدسيين وابداعاتهم وحفظت نضالاتهم واسهمت بشكل لافت في مرحلة النهوض الوطني والتحرري حتى اضحت احد اهم الشواهد على حيوية المدينة وابنائها.

الكتاب ان قلنا عنه سيرة شخصية لمحمود شقير فهو كذلك، وان قلنا عنه سيرة مكان للقدس فهو ايضا كذلك، وان قلنا عنه سيرة للانسان المقدسي الذي تصون خطواته المكان و تحفظ نظراته وكتاباته هوية المكان فهي كذلك ايضا، لكني اجد الوصف الاخير اعم وادق، وارى استاذنا شقير قد كرس قلمه وجل ادبه وسني حياته مناضلا حتى نجح باسكان نفسه في دار السدنة، وهي دار لا يسكنها إلا عشاق القدس بكل تفاصيلها.

ليس هذا وحسب؛ بل ان شقير يتماهى مع أدق التفاصيل للحياة اليومية في القدس ويتناولها كما لو كانت موضوعا للدراسة في علم الاجتماع السلوكي، ثم يقارنها بالتغيرات التي طرأت عليها عبر عشرات السنين مستعرضا خلال نصوصه الكثير من اسباب هذا التغير، فنراه كمن يحمل كاميرا ويحسن التقاط اللحظة بزواياها وابعادها المختلفة، وبالتالي كانت الصورة جلية وواضحة، رغم انها في احيان كثيرة كانت محزنة وموجعة حد النحيب.

بحسه المقدسي المرهف يحسن شقير يلتقط التقاط اجمل الصور للمدينة المقدسة، وهذه الصور لا يجيد التقاطها إلا من الف تراب القدس خطواته...

بعين ثاقبة فاحصة عالمة تدرك ابعاد التاريخ وزيف الحقائق القادمة والمصطنعة -التي يجتهد عليها الاحتلال- نجح شقير بالتقاط كثير من الصور التي تحفظ المدينة وتاريخها وارثها وعاداتها وتقاليدها وعروبتها وانسانيتها، كل هذا ستراه طبعا في نصوص مكتوبة ابدع شقير في حياكتها حاله كحال الكنعانيات صاحبات الحق والدار وصاحبات اجمل عروق التطريز على الاثواب الجنة والنار.

يلتقط شقير صور المكتبات الشوارع والمدارس والمقاهي والمطاعم الفنادق ودرب الالام والكنائس والاسواق والبيوت والشبابيك والتاريخ والجغرافيا والديموغرافيا والانثربولوجيا .... وعلى الرغم أن التفاصيل المتناولة في النص هي ذاتها التي تشكل أجزاء واسعة من فسيفساء ذاكرة صاحبنا، إلا أنها تتجاوز مفهوم السيرة الذاتية الخاصة به، إلى مفهوم السيرة الوطنية الجمعية فهذه النصوص سيرة شاملة للمدينة كلها، الانسان والمكان والزمان .

امثال شقير مسكون بالوفاء للمدينة التي اعطته كل شيء، فهو لا ينسى فضل القدس الكبير عليه فتجده يقول في كتابه: "فلولاها لما كنت كاتباً، ولولا مجلتها الثقافية التي نشرت اولى قصصي فيها، ولولا صحفها التي جعلتني على تماس مع القضايا العامة، ولولا مكتباتها التي أمدتني بالكتب الادبية والمجلات الثقافية، ولولا دور السينما فيها، التي فتحت لي أفقاً ثقافياً كنت أفتقر اليه، لولا كل ذلك لما دخلت عالم الكتابة، أو لعلني ما كنت لأستمر في الكتابة" ص 190.

لصاحب السبق في النضال والوفاء الاستاذ محمود شقير نقول شكرا كبيرة بحجم السماء، شكرا على كل ما قدمت واعطيت، شكرا لكلماتك وكتاباتك، شكرا للايام وللقدس التي عرفتنا اليك، وشكرا لعيد ميلادك الثمانين الذي منحنا فرصة اخرى لنكون اوفياء لك وللقدس التي احببت واحببنا...فكل عام وانت والقدس بخير ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التوتر يشتد في الجامعات الأمريكية مع توسع حركة الطلاب المؤيد


.. ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. استمرار تظاهرات الطلاب المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمي


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. ومقترحات تمهد لـ-هدنة غزة-




.. بايدن: أوقع قانون حزمة الأمن القومي التي تحمي أمريكا