الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وَذَاكَ ٱلْفُرَاتُ ٱلْجَلِيُّ، وَذَاكَ ٱلْفُرَاتُ ٱلْخَفِيُّ: «اَلْاِغْتِرَابُ» (2)

غياث المرزوق
(Ghiath El Marzouk)

2021 / 5 / 1
الادب والفن


كَمْ يُرْعِبُنِي هٰذَا الصَّمْتُ الأَبَدِيُّ
/... ٱلْجَلِيلْ!
كَمْ يُعْجِبُنِي هٰذَا الأَمْتُ الأَحَـدِيُّ
/... ٱلْسَّلِيلْ!
باسكال


(2)

– «اَلْاِغْتِرَابُ» –

/... مَارِقًا
كُنْتَ تَغْرُبُ عَنْ شَمْعَةٍ مُتَآنِسَةٍ
فِي مَكَانٍ «يُحِبُّ» العَجَاجَ
/... وَتَعْدُو
/...
كُنْتَ تَعْدُو
إِلى هَبَّةٍ آبَّةٍ هَابَّةٍ مِنْ قِبَابِ المَدَى
«ٱلْإِغْرِقِيِّ»
وَتَتْرُكُ في الجَانِبَيْنِ الفِجَاجَ
/... وَتَغْدُو
/...
كُنْتَ تَغْدُو
كُنْتَ تَغْدُو غَدًا مُغْتَدًى
/...
أَيُّهَا المُتَجَاهِلُ هُدْهُدَتَيْنِ مِنَ اللَّيْلَكِ
«ٱلْفِينِقِيِّ»
تَحُومَانِ حَدًّا بِحَدَّيْنِ بَيْنَ ابْتِدَاهِ
– جُفُونِكْ
/... بَيْنَمَا
ٱلْعَطَشُ البَدَوِيُّ الظَّعِينُ
يُسَاجِلُ، لا بَلْ يُهَــاجِلُ،
إِذْعَانَ بُدَّيْنِ ضِدَّيْنِ فَوْقَ شِفَاهِ
– ظُنُونِكْ

***

/... أَوَتَذْكُرُ
كَمْ كَانَتِ الأَرْضُ مَا بَيْنَ نَهْرَيْنِ
مِنْ كَاهِلِ الرِّيحِ تَمْكُرُ؟
تَمْكُرُ، إِنْ كَشَفَتْ سِرَّهَا لِلحَقِيقَةِ،
مَكْرَيْنِ حُرَّيْنِ:
– مَكْرًا لِتَـحْكِي
/... ثِقَالاً حِكَايَـاتِ حُبٍّ حَلِيمٍ
– وَمَكْرًا لِتُذْكِي
/... دِقَالاً مُحَمَّلَةً بِانْتِظَامٍ أَلِيمٍ
/...
وَهَا هِيَ نَوْبَتَهَا المَوْسِمِيَّةَ تُزْكِي
وَهَا هِيَ تَبْكِي
/...
فَتَبْكِي وَتَبْكِي
عُيُونًا مِنَ الفَرَحِ المُنْتَظَرْ
– حِينَمَا تَنْحَنِي ظَامِئًا، ظَامِئًا
كَظَمَاءِ المَسَافَاتِ، أَعْنِي التي
تَسْبَكِرُّ عَلَى وَعَثَاءِ الأَصِيلِ،
/...
وَأَنْتَ، وَأَنْتَ
وَقِيًّا نَقِيًّا تَجُرُّ نِيَاقَ القَمَرْ
– حِينَمَــا تَنْحَنِي دَافِئًا، دَافِئًا
كَدَفَاءِ النَّخِيلِ العَلِيلِ الجَلِيلِ،
/...
وَأَنْتَ، وَأَنْتَ
تُشَمِّرُ وَلْهَانَ عَنْ مِحْجَرَيْهَا
قَرِيبًا مِنَ الآهِ
/... تَحْتَدُّ
فِي أَطْوَرَيْكَ وَفِي أَطْوَرَيْهَا
/...
وَأَنْتَ، كَذَلِكَ، تُرْغِــلُ اِسْمًا
سَآمًا
وَتُرْسِلُ حِزْمَةَ ضَوْءٍ
بَعِيدًا عَنِ اللهِ
/... تَرْتَدُّ
عَنْكَ وَعَنْهَا وَعَنْ وَاصِدِيكَ
تُؤَامًا
تُؤَامًا
وَعَنْ دَالَّةِ الزَّمَنِ المُحْتَضَرْ

***

/... أَوَتَذْكُرُ
كَمْ كُنْتَ تَسْتَأْنِفُ الاِرْتِفَاعَ المُصَاعَ
/... لَهُوجًا
وَتَرْفَعُ مِصْرَاعَ بَـابِكَ نَحْوَ السَّمَاءِ
وَتُلْغِي عَلى الفَوْرِ نَوْبَةَ لَجِّ المَسَاءِ
/...
وَأَنْتَ، كَعَهْدِكَ، تَنْأَى بِجَامِحَةٍ
عَنْ رَجَاحَةِ، أَوْ عَنْ فَصَاحَةِ،
سَيْلِ الدِّمَـاءِ المُضَـاءِ الهَبَـاءِ،
/... أَجُوجًا
/...
وَأَنْتَ، كَعَهْدِي، تَنوءُ بِجَائِحَةٍ
مِنْ قِــذًى يَتَحَجَّر في مُـؤُقَيْهَا
/... مَجُوجًا
/... وَلٰكِنْ، وَلٰكِنْ
كَعَهْدِ النُّزُولِ أَمَامَ ائْتِسَارِ الطَّبِيعَةِ،
– تَنْسَــى
فَتَنْسَى سَرِيعًا كَـ«نَسْيِ» السَّحَابِ،
– وتَنْشَى
قُرَابَةَ جِيلٍ يُوَزِّعُ ثَوْرَتَهُ فِي المَمَرِّ
/... ٱلْأَخِيـرِ
وَيَحْمِلُ، كَالنَّجْمِ، شَارَتَهُ في المَقَرِّ
/... ٱلْأَثِيــرِ
/... وَهُوجًا
/...
تَغُضُّ بِطَرْفٍ سَدِيدٍ عَلى جَمْجَمَاتِ
ٱلْقَذَى
وَتُشَاطِرُ حُلْمًا بِآنٍ مَدِيــدٍ «شُطَارَ»
ٱلْشَّذَى
وَتُرَاكَ تُقَعِّي، كَمَــا الجُلَّنَارِ، إِطَارَ
ٱلْأَذَى
وَتُرَاكَ، تُرَاكَ
تَعِي الاِنْصِيَاعَ المُطَـــاعَ المَشَاعَ
/... حَدُوجًا
/...
تُفَتِّشُ، مُـذَّاكَ، عَنْ وَجْنَتَيْهَا المُرَقَّشَتَيْنِ
بَسَاتِينَ مَنْضُودَةً بِحَشَا القَلْبِ
– أَوْ تَتَسَاءَلُ عَنْ أَيْطَلَيْهَا المُزَرْكَشَتَيْنِ
مِنَ الشَّطْءِ وَالشَّطْءِ وَالحَوْرِ،
/... حَتَّى الغَرَبْ

*** *** ***








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس