الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بروليتاريا

وليم نصار
مؤلف موسيقي ومغني سياسي

(William Nassar)

2021 / 5 / 1
الارهاب, الحرب والسلام


في الأوّل من أيّار / مايو، تجري العادة بأن نحتفل بعيد العمّال، البروليتاريا. لكنّ السؤال الملحّ: هل يحقّ لنا الاحتفال بعيد الطبقة العاملة؟ وهل هناك في وطننا طبقة عاملة؟

كي نحتفل بعيد العمّال، يجب أن يكون هناك طبقة عاملة، كما أنّه يجب أن يكون المحتفلون بهذا العيد مؤمنين حقًّا بالطبقة العاملة وفكرها وما يرمز إليه هذا العيد.

كيف لك أن تحتفل بعيد الطبقة العاملة ولديك مساعدة منزليّة تسمّيها "خادمة"؟ حتّى أنّك تستدين المال كي تدفع لها أتعاب خدمتها لبيتك وعائلتك، وذلك فقط من أجل الحفاظ على "برستيجك" أو لكي تجاري الموضة السائدة؟

كيف لك أن تحتفل بعيد الطبقة العاملة وأنت تستعبد البشر، "الخادمة" وعامل النظافة غير اللبنانيّ والعامل في محطة الوقود والحارس والبوّاب في موقف سيارات؟

كيف لك أن تكون فلسطينيًّا ثوريًّا، وفي حزب ثوريّ يؤمن في أدبيّاته بالماركسيّة – اللينينية، وأنت تفكر وتعيش وتتصرّف بأسلوب أحقر من حقارة البرجوازيّ، معتبرًا أنّ الارتقاء في المناصب القياديّة لحزب أو تنظيم يساريّ فلسطينيّ، هو بالدرجة الأولى لتحسين وضعك الماديّ والاجتماعيّ وليس لخدمة قضيّتك وشعبك؟ وهنا لا أستثني أحدًا من قيادات مخيمات لبنان وحتّى في الضفّة الغربيّة المحتلّة وغزّة المحاصرة.

هذا التوبيخ ينطبق أيضًا على المؤمنين بفكر الطبقة العاملة، البروليتاريا، في لبنان وفلسطين وسورية والأردن والعراق وتونس والمغرب الخ... ولن أطيل في الأمر لأنّه لديّ الكثير لأقوله حول هذا الأمر، ولن يعجب كلامي الكثيرين من "الرفاق" أو من كانوا رفاقًا.

في الأوّل من أيّار، عيد البروليتاريا، عيد الطبقة العاملة، أعلن أنّني شيوعيّ دون الحاجة إلى ماركس ولينين وستالين وتروتسكي وغيرهم. شيوعيّ بانتمائي وإيماني بالإنسان. هذا الإنسان الذي بات آخر هموم المهتمّين والمنظّرين للماركسيّة واللينينيّة والفكر الثوريّ والثورات فلسطينيّة كانت أم عربيّة.

في الأوّل من أيّار، عيد البروليتاريا، عيد الطبقة العاملة، أتوجّه بالتحيّة والمباركة إلى ماسحي الأحذية والسارحين بعلبة علكة وأوراق اليانصيب، في شارع الحمرا في بيروت وساحة التلّ في طرابلس.

في الأوّل من أيّار، عيد البروليتاريا، عيد الطبقة العاملة، أتقدّم بالتهنئة من بائعي الخضار وعمّال النظافة وفقراء باب التبّانة وعكّار وصبرا.

في الأوّل من أيّار، عيد البروليتاريا، عيد الطبقة العاملة، أرفع تحيّة الامتنان إلى العاملات السريلانكيات والفليبينيات المستعبدات في المنازل اللبنانيّة.

في الأوّل من أيّار، عيد البروليتاريا، عيد الطبقة العاملة، أعبّر عن احترامي للعاملات قسرًا في مهنة الدعارة لتأمين قوت عيالهن.
هؤلاء هم البروليتاريا.
هؤلاء وحدهم من يعملون ويكدحون
---
د. وليم نصار: مؤلف موسيقي ومغني سياسي مقيم في المنفى
الموقع الرسمي: https://williamnassar.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في 


.. دعوات أميركية للجوء إلى -الحرس الوطني- للتصدي للاحتجاجات الط




.. صحة غزة: استشهاد 51 فلسطينيا وإصابة 75 خلال 24 ساعة


.. مظاهرات في العاصمة اليمنية صنعاء تضامناً مع الفلسطينيين في غ




.. 5 شهداء بينهم طفلان بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي السعو