الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل يوم كتاب؛ بيروت 1982

مهند طلال الاخرس

2021 / 5 / 2
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


#كل_يوم_كتاب
بيروت 1982، رواية تسجيلية لغسان شبارو، وتقع على متن 350 صفحة من القطع الكبير، وهي بطبعتها الاولى من اصدارات الدار العربية للعلوم في لبنان سنة 2007 ويمكن طلبها ايضا من مكتبة مدبولي في القاهرة.

الرواية تتحدث عن حرب لبنان 1982، فيتناول الكاتب ضمن صفحاتها الحرب ومبرراتها اسرائيليا، ثم يتناول العلاقات الاسرائيلية المسيحية مسلطا الضوء على كثير من خفايا هذه العلاقة الخيانية، ثم تتناول الرواية احداث ووقائع الاجتياح والصمود ومن ثم الخروج من بيروت وصولا الى اغتيال بشير الجميل ومجزرة صبرا وشاتيلا الدامية.

الرواية تدور احداثها ومجمل وقائعها ابان الحرب الاسرائيلية على بيروت مستهدفة الثورة الفلسطينية والقوى اللبنانية الوطنية، والرواية محصورة زمنيا ضمن مشهد الحرب والذي يبدأ يوم 4/6/1982 ويستمر حتى احداث مجزرة صبرا وشاتيلا في 18 /9/1982.

والرواية سلسة وبسيطة اللغة وكتبت بمفردات صحفية تحقيقية بالغالب، وهي تكاد تخلو من الشخصيات التي تتحرك في احداث الرواية، وتبني احداثها بشكل درامي او فني، ولولا حكاية راشد كمال وهبة الطالب في الجامعة الامريكية ودكتوره في الجامعة البروفيسور سامي شومان لخلت الرواية من عنصر التشويق بتاتا ولخرجت بوصفها الفني عن مضمون الادب.

الرواية وعبر بطلها راشد كمال وهبة الطالب في الجامعة الامريكية في بيروت وفي قسم الفيزياء بالتحديد تنشأ علاقة ودية مع دكتوره البرويفسور شومان. وشومان هذا متخصص ومبدع في مجاله، وسبق له ان كان فدائيا وعضوا فاعلا في قوات العاصفة، وشارك بمعركة الكرامة وخاض مع الفدائيين العديد من المعارك على طول جبهة الاغوار واستمر مع الثورة حتى مغادرتها الاردن اثر احداث ايلول.

بعد احداث ايلول يتجه شومان للدراسة في امريكا ويتخصص بالفيزياء ويتحصل على اعلى الشهادات وتسجل باسمه العديد من الابحاث، ثم يعود لبيروت للتدريس في الجامعة الامريكية في قسم الفيزياء.

تبدا الحرب على بيروت وتبدأ طائرات العدو تقصف بيروت وتصول وتجول بسمائها دون رادع، فيقرر البروفيسور شومان ان يأخذ على عاتقه ايجاد حل لتلك الطائرات وغاراتها المتتالية.

يتوجه الى معارفه واصدقائه القدامى في قوات العاصفة ص 70، ويعرض عليهم فكرته وكيف يمكنهم اصطياد الطائرات الاسرائيلية بواسطة صواريخ سام 7 المحمولة على الكتف، وذلك بشرط تطويرها على نحو معين، ويأخذ البروفيسور شومان على عاتقه تجاوز هذه المعضلة، وينجح بهذا التطوير، وتنجح ابحاثه النظرية التي اجراها على تجاوز هذه المعضلة ، بحيث كانت فكرته وابحاثه تعتمد على تفادي الصاروخ سام 7 للبالونات الحرارية التضليلية التي تطلقها الطائرات الاسرائيلية بغية التضليل والتمويه لحماية للطائرة من المضادات والصواريخ الموجهة... وبحيث يصبح الصاروخ بعد التعديل قادراً على تتبع الأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من الطائرات الحربية، وليس الأشعة تحت الحمراء التي تمّ تصنيع الصاروخ لتتبعها.

وهنا بالذات تتمحور أحداث الرواية؛ اذ بُنيت حبكتها على هذه الواقعة، والتي تتمثل بنجاح الثورة الفلسطينية بإسقاط طائرة فانتوم إسرائيلية في 24 /7/ 1982 فوق سهل البقاع بواسطة صاروخ سام 7 "سترلا" والذي تمّ تعديله محلياً بواسطة البروفيسور سامي شومان وبمساعدة راشد وقوات الثورة الفلسطينية واذرعها المختلفة.

يتحصل البرويفسور شومان على موافقة الثورة بغية تزويده بصاروخ سام 7 لغايات اتمام البحث والتجارب التطبيقية والعملية عليه، وهذا ما ينجزه الدكتور البروفيسور بمساعدة الطالب النجيب بقسم الفيزياء راشد كمال وهبة.

ينجح البروفيسور شومان وبمساعدة طالبه النجيب راشد في مقصدهما، وبالاتفاق مع قيادة الثورة يتم تحديد موعد لتجريب الصاروخ، وهو ما تم فعلا في البقاع، حيث تم تهريب الصاروخ ومعداته الى هناك، ويتم تجريبه عمليا باطلاقه على احد الطائرات الاسرائيلية المعادية وينجح باسقاطها وتندلع التكبيرات والتهليلات ويملأ الفرح والعزيمة صفوف قوات الثورة بفعل هذا الانجاز.

تتابع احداث الرواية وتلتقط اجهزة المخابرات المعادية عبر اعوانها وعملائها المكالمة الهاتفية التي اخبر بها البريفيسور قيادة الثورة بنجاح التجربة وبجهوزية الهدية. فيتم تتبع مصدر المكالمة والوصول للبرويفيسور شومان ويتم اغتياله بصاروخين يدمران كامل البناية التي يقطن بها.

تتابع احداث الرواية ويتم استعراض صور كثيرة من الصمود الاسطوري في بيروت وبشكل متوازي يتم استعراض الاحداث على مجمل الحرب من صمود وحواجز وشح في المياه وتعطل الكهرباء والحاجة الملحة للمازوت والخبز والخضار والطعام... ولا يفوت الكاتب ان يستعرض كل تلك الصور المتعلقة بالحصار وصور القادة الابطال ودورهم في الصمود من ابو عمار وابو جهاد وابو الوليد وابو الطيب وقوات 17 وصولا الى تناوله مفاوضات الخروج من بيروت والتي قادها سيء الصيت والذكر فيليب حبيب.

واحداث الرواية كأحداث بيروت لا تكتمل إلا باستعراض منظر الخروج والدموع التي احاطت به، عداك عن صوت الرصاص والارز والملح المنثور في وداع الابطال.

تختتم احداث الرواية بحادثة تصفية واغتيال بشير الجميل من خلال تتبع قصة حبيب الشرتوني -منفذ العملية- وهذه وقائع حقيقية وتنطوي على معلومات مهمة وغاية في التعقيد والتشبيك...

ولان الرواية مليئة بالدم والانكسار كان لا بد من تقوم نهايتها على بحر من الدم، فكانت مجزرة صبرا وشاتيلا، ويكلف راشد واصدقائه بصفتهم طلاب جامعة متطوعين في شركة "اوجيه لبنان" التابعة للحريري بالقيام باعمال التنظيف في مخيم صبرا وشاتيلا عقب انتهاء المجزرة ص 333 .

الرواية مليئة بالاحداث الحقيقية المسرودة بشكل مباشر، حتى ان تلك الاحداث قللت من روعة الرواية واثقلت على النص بحيث صبغته بالصبغة التقريرية والصحفية، ومع ذلك فالرواية غاية في الجمال والتشويق وفي طرح الحقائق ايضا كما هي بدون تنميق او تزييف.

بيروت 1982 رواية/وثيقة غاية في الروعة وتستحق ان تعتلي رفوف مكتباتنا بجدارة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون يعلن البدء ببناء ميناء مؤقت في غزة لإستقبال المساع


.. أم تعثر على جثة نجلها في مقبرة جماعية بمجمع ناصر | إذاعة بي




.. جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ


.. ما تأثير حراك طلاب الجامعات الأمريكية المناهض لحرب غزة؟ | بي




.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا