الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لحظات ضعفي ، ولحظات قوّتي

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2021 / 5 / 3
الادب والفن


تتغير الأهداف وفقاً للمرحلة التي نمرّ فيها ، ومراحل حياتنا مليئة بأوقات الضّعف ، وبعض لحظات القوّة . لم تكن أوقات ضعفي هي وقت مرضي ، فهي تعود لبداية التّاريخ، ورثتها جيلاً بعد جيل ، كنت أحاول أن يقفز أبنائي فوق الخط الفاصل بين جيل مكسور بالتوارث إلى جيل يدعى " الطبقة الوسطى" وهي الطبقة المتعلمة المتوسطة الثروة ، كنت طموحة كثيراً، لم أسأل نفسي مرة: ماذا أورثتهم ؟ نعم العلم و الثروة يتم توارثهما عبر الأجيال ، وحتى يصل جيل مفلس إلى الطبقة الوسطى يحتاج إلى جهد غير عادي -طبعاً إن لم يكن يعيش في سورية، أو أي جزء من الوطن العربي-
لا أنظر لنفسي أنّني صفر ، أعتز بما أحمل من قيم ذاتية ، ولا أتوجه إلى المثالية، فالمثالية مرهقة لأنّها تحاول إرضاء المجتمع ، لكن قد تكون فترة قوّتي عندما غادرت إلى الإمارات ، وعملت بالصحافة و القانون حيث كنت أتقاضى عليهما أجراً مقبولاً ، عند ذلك أعاد بعض الأصدقاء و الأقارب الذين تجاهلونني تواصلهم معي رغم احتجاجهم على اختياري الإمارات التي لا تعجبهم ، وكانت تعجبني ، وبدأت لأول مرة بكتابة المقالات من جديد بعد أن كنت قد أحرقت جميع ما كتبته ، و أهم ما كتبته وهي رواية امرأة بعد منتصف الليل التي ضاعت أيضاً في دار النشر الخاصة بأحدهم . كنت أكتب في صوت المرأة التابعة لرابطة النساء السوريات لحماية الأمومة و الطفولة ، وهي " شيوعية" ،وينشر لي في كل عدد منها عدد من القصص القصيرة غير مذيلة بإسمي كي لا تغرّني الأمور الفردية ، فنحن " نذوب بالجماعة" !. . .
عندما كنت في الإمارات كتبت في صحف ومواقع كثيرة بعضها أدبي بحت ، و البعض سياسي مثل العربي الجديد ، كلنا شركاء ، وغيرها. كأنّ للصحف أنوف تشمّ حالات الضّعف ، عندما كنت في طريقي إلى اللجوء أرسلت مقالاً إلى العربي الجديد، فحذفوا منه كلّ شيء يعبّر عن الفكر الحي، وتركوا حوالي مئة كلمة . طبعاً العربي الجديد كانت تدفع لبعض " التغطيات الإسلاموية" كون صاحبها في ذلك الوقت " المفكر العربي الكبير" عزمي " قد تبنى الثقافة العروبية الإسلامية كثقافة مربحة ، بعد أن قضى عقوداً من الرّفاهية في إسرائيل . توقفت عن الكتابة بها .
من لحظات قوتي : لم أنضم إلى المحامين الأحرار ، الكتاب الأحرار ، النسويات ، و أتاني عدة دعوات لأنضم لهم ، لكنّني لم أثق بهم لأنّني كنت أعرف أسماء القيادات ، بعضهم معرفة شخصية . ثم أقنعني صديق أحترمه بأن أكتب في "موقع رابطة الكتاب السوريين الأحرار ، استجبت له كنت أنوي أن أكتب رواية أنجزت أغلبها اسمها " خريطة سورية" وضعت الحلقة الأولى منها ثم توقفوا عن النشر، لما سألت صديقي قال لي: لم أعد رئيس التحرير!
مضى الزمن ، وبناء على رغبة أحد الأصدقاء ، وبعد الاعتذار مني على صفحة الرابطة بدأت بالكتابة ثانية ، وأعترف هنا أنّني كنت ساذجة. كانت موضوعاتي مخصصة للرابطة، وقيمة ، لكنهم أيضاً توقفوا عن نشر مقالاتي، ومنها مقالة " إلى أمي" كنت قد أرسلتها. شممت من ذلك أن هناك ممول ما للرابطة ، وبعضهم يخاف أن تكون ليس قصاً ولصقاً عن القدس العربي ، فتوقفت أيضاً .
أعتبر أنّني في عصر قوتي اليوم حيث اتخذت قراراً أن لا أكتب سوى على موقعي الفرعي للحوار المتمدن ، الذي لا يتدخل في مضمون النّص.
طبعاً كنت أتمنى في يوم من الأيام أن تعطيني مهنة المحاماة ، أو الكتابة دخلاً مقبولاً ، لكنّ المهنتين متشابهتان في الفساد، و بالنسبة لي لا أحتار دائماً على مصدر الدخل، فقد استطعت في أصعب الظروف تأمين حياة لائقة لي و لأولادي .
ملاحظة على الهامش: كتبت منذ يومين خاطرة ، وفيها مثلاً : أن يحبني رجل غني، فعلق أحدهم بهههه. لدي سؤال بهذه المناسبة، و أنا كنت قد وضعت التعبير كفخ لأنه يمكن الاستغناء عنه لو أردت . هل الفقر قيمة؟
وهل الغنى عيب ؟
نحن نناضل من أجل الرّفاه ، وليس من أجل التّغني بالفقر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إليكم ما كشفته الممثلة برناديت حديب عن النسخة السابعة لمهرجا


.. المخرج عادل عوض يكشف فى حوار خاص أسرار والده الفنان محمد عوض




.. شبكة خاصة من آدم العربى لإبنة الفنانة أمل رزق


.. الفنان أحمد الرافعى: أولاد رزق 3 قدمني بشكل مختلف .. وتوقعت




.. فيلم تسجيلي بعنوان -الفرص الاستثمارية الواعدة في مصر-