الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفحات مضيئة للحركة العمالية الأردنية

فهمي الكتوت

2021 / 5 / 3
ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي: العمال والكادحين بين وباء -الكورونا- و وباء -الرأسمالية- ودور الحركة العمالية والنقابية


• شهدت البلاد في سبعينات القرن الماضي حركة مطلبية عمالية في عدد من القطاعات كان أبرزها: عمال شركة البترول وشركة الأجواخ وشركة الدباغة والإنماء الصناعي والتنقيب عن المعادن ومناجم الفوسفات وشركتا الكهرباء في عمّان وإربد، وشركة الزهراء للصناعات البلاستكية ومصانع البلاط والرخام والمطاحن الحديثة، ومستشفيات ملحس والإيطالي ولوزميلا، وعمال البير أبيلا في مدينة الحسين الطبية، وسبعة بنوك وشركة تأمين وعمال الكرتون وشركة الإنتاج وغيرها، كما شهدت البلاد إضرابات عمالية كان أبرزها اضراب عمال الأجواخ والدباغة والكرتون والإنتاج وغيرها.
• جاءت انتخابات النقابات العمالية عام 1974 لتعزز النجاحات العمالية في ايصال ممثليهم في (14) نقابة عمالية في انتخابات حرة وديموقراطية، وسبع نقابات حرمت من الانتخابات وفرض نظام داخلي من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل على الاتحاد يعطي النقابات السبع اغلبية في مجلس الاتحاد، للهيمنة على الاتحاد، وخاصة نقابة السواقين التي تٌفرض العضوية فيها الزاميا عند تجديد رخص سياراتهم، بالإضافة إلى التدخلات التي أقدمت عليها الجهات الرسمية لصالح هذه القوى.
• على الرغم من التدخلات التي مورست حتى عشية انتخابات قيادة الاتحاد في ربيع سنة 1974، والتي استخدمت مختلف الوسائل والأساليب لإحداث تأثير على بعض المرشحين الرئيسيين، وكذلك على أعضاء مجلس الاتحاد، وكان أبرز هذه التدخلات إرغام مرشح رئاسة المجلس على التخلي عن ترشيحه في اللحظات الأخيرة والانسحاب لإتاحة الفرصة أمام مرشح اليمين للفوز، أحدثت هذه الإجراءات خللا في صفوف القائمة العمالية، الأمر الذي استدعى إجراء تعديلات في اللحظة الأخيرة وتقديم مرشح جديد لمنصب رئاسة الاتحاد هو النقابي سالم حجازين بدون إعداد وتحضير مسبق. وعلى الرغم من كل ذلك أسفرت النتائج عن فوز مرشح اليمين بفارق أربع أصوات فقط، وتوزعت الأصوات بين القائمتين في عضوية اللجنة التنفيذية.
• سطرت الطبقة العاملة الأردنية في تاريخها المجيد اروع الصور النضالية السياسية والمطلبية على الرغم من حداثة عهدها، كان للرعيل الاول من مؤسسي الحركة النقابية دور بارز في الدفاع عن الطبقة العاملة وحقها في التنظيم النقابي، والدفاع عن حريتها واستقلاليتها، وفاء لدورالذين تركوا بصماتهم على تاريخ الحركة النقابية الأردنية قبل أن يرحلوا، ولدورهم المميز، نُذًكر بأسماءهم : موسى قويدر أحد مؤسسي الحركة النقابية الأردنية ورئيس النقابة العامة للغزل والنسيج، نمر أبو عطية أحد مؤسسي الحركة النقابية الأردنية ورئيس النقابة العامة للصناعات الجلدية، محمد قاسم رئيس نقابة عمال الحدادة والنجارة، وليد الخياط رئيس النقابة العامة لعمال الكهرباء، سالم حجازين رئيس النقابة العامة للخدمات الصحية، عبدالرحمن الحايك رئيس نقابة عمال وكالة الغوث، جودت عثمان رئيس نقابة الصناعات الغذائية، جمال النجداوي رئيس نقابة مصفاة البترول، وجيه عرابة امين سر نقابة الخدمات الصحية، عيسى خشان متفرغ وعضو الهيئة الادارية لنقابة الخدمات الصحية، محمد ابو شمعة الرئيس الاسبق لنقابة المصارف والتأمين والمحاسبة، حيدر رشيد رئيس النقابة العامة للمصارف والتأمين والمحاسبة، مؤيد العتيلي الرئيس الاسبق للنقابة العامة للمصارف والتأمين والمحاسبة، عبدالله خليل الرئيس الاسبق للنقابة العامة للمصارف والتأمين والمحاسبة، موسى الشخشير امين سر النقابة العامة للمصارف والتأمين والمحاسبة، زياد السقا عضو الهيئة الادارية للنقابة العامة للمصارف والتأمين والمحاسبة .
• كما لا بد من التقدير والعرفان بدور القادة النقابين اطال الله بعمرهم عبد الرحمن المجالي الرئيس السابق لنقابة عمال سلطة المصادر الطبيعية، يوسف الحوراني الرئيس الاسبق لنقابة المصارف، واحمد العبادي عضو الهيئة الادارية لنقابة المصارف، مقبل المومنى نقابة الصناعات الكيماوية فرع شركة الانتاج أحمد النمري أمين سر النقابة العامة للعاملين في المصارف، احمد جرادات عضو اللجنة التحضيرية لاتحاد المعلمين في الاردن.
• كان لهم دور هام في الدفاع عن الطبقة العاملة وتحقيق المنجزات والمكاسب العمالية، منها ما يتعلق بزيادة الاجور في مواجهات موجات الغلاء المتلاحقة، وتحقيق التأمينات الصحية. وكان للحركة النقابية وقادتها البواسل دور بارز في الدفاع عن استقلالية الحركة النقابية في مواجهة التدخلات المباشرة وغير المباشرة، لإضعاف دورها.
• ومن ابرز الاجراءات التي اسهمت في اضعاف الحركة النقابية تعديل المادة (84) من قانون العمل الأردني لعام 1960 (حاليا المادة 98 في قانون العمل لسنة 1996وتعديلاته) التي أعطت وزير الشؤون الاجتماعية والعمل في عام 1976 الحق بإعادة تشكيل النقابات ودمجها في 17 نقابة عمالية بصورة كيفية، بما يسمح بتقويض نشاطها والحد من دورها الذي أصبح يشكل خطرا على مصالح كبار الرأسماليين من خلال تنامي الحركة المطلبية، وتعميق الوعي العمالي. وقد تضمن القرار تفتيت بعض النقابات، وإعادة توزيع بعض الفروع على نقابات أخرى بشكل عشوائي، عدا عن إلغاء نقابات وحرمان عمالها من التنظيم. وقد تم اعتقال عدد من القادة النقابيين انذاك من بينهم موسى قويدر وفتح الله العمراني واحمد جرادات. كما سبق واعتقل محمد ابو شمعة ومحمد قاسم بسبب رفضهم قرار وزير الشؤون الاجتماعية والعمل بمنعهم من المشاركة في الانتخابات ورفعهم قضية ضد الوزير.
• الأول من أيار 1977
جريا على التقليد الذي اختطه عمال الأردن بالاحتفال في الأول من أيار، توجه المئات في صبيحة الأول من أيار سنة 1977 إلى دبين، وفور وصولهم تجمعوا في حشد كبير، واستمعوا إلى كلمة المناضل النقابي محمد أبو شمعة بمناسبة الأول من أيار التي جرت العادة أن يلقيها القائد النقابي موسى قويدر، إلا أن اعتقاله في زنازين المخابرات حال دون مشاركته في هذه المناسبة. وقد استهل أبو شمعة كلمته بالقول: «يأتي احتفالنا في هذا المكان بالذات وقفةَ تقدير ووفاء، وإحياء لذكرى الشهداء الذين سقطوا من أبناء الطبقة العاملة وأبناء الشعبين الفلسطيني والأردني دفاعا عن حق المقاومة الفلسطينية في الوجود، وأشار إلى أبرز ما تعاني منه الطبقة العاملة والجماهير الشعبية من مشاكل الغلاء والأزمات، ومن انعدام الحريات، وطالب بالأفراج عن المعتقلين النقابيين، وفي حوالي الساعة الرابعة والنصف، وبينما العمال يتأهبون لرحلة العودة، انتشر خبر وجود القائد النقابي موسى قويدر في دبّين. وخلال دقائق احتشد المئات حول «أبو يوسف» مرحبين معانقين وسط الهتافات وبشكل عاطفي ومؤثر حمل العمال قائدهم على الأكتاف والأكف وساروا به في موكب مهيب هاتفين: «أهلا وسهلا أبو يوسف» ووسط هذا الجو الحماسي والعاطفي المؤثر القى أبو يوسف كلمة جاء فيها: «... إنني أشكركم من كل قلبي على ما أبديتموه تجاهي وزملائي المعتقلين من عواطف حارة وصادقة، وإني أعدكم أنني سأبذل كل ما تبقى لدي من جهد وطاقة في سبيل خدمتكم والدفاع عن حقوقكم، ولن أبخل في تقديم المزيد حتى آخر لحظة من حياتي».
• كان مجيء أبو يوسف من الزنزانة إلى دبين على الفور من أجل مشاركة العمال مهرجانهم العمالي السنوي، فبدا قائدا وزعيما عماليا شامخا مرفوع الرأس، وكان صموده يمثل صلابة الطبقة العاملة، ويعبر عن أصالة هذا القائد النقابي وعمق انتمائه للطبقة العاملة. وكان في طريقة استقبال العمال له تعبير عن احترامهم وتقديرهم لتضحيات قادتهم ومواقفهم الشجاعة، وتأكيد على تعلق عمال الأردن بالحرية. لقد كان احتفال العمال بهذا العيد له معنى خاص.
• اسهمت اجراءات اضعاف الحركة النقابية العمالية، لذلك وقفت معظم النقابات العمالية عاجزة عن القيام بدورها في مواجهة سلسلة من الحزم والإجراءات الاقتصادية والاجتماعية التي اقدمت عليها السلطة استجابة لإملاءات صندوق النقد والبنك الدوليين وما يسمى ببرنامج «التصحيح الاقتصادي» والتوقيع على اتفاقية التجارة الدولية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفيضانات في روسيا تغمر ما يزيد عن 100 منزل


.. نداءات لتدخل دولي لحماية الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية | #




.. غارات إسرائيلية استهدفت بلدة إيعات في البقاع شرقي لبنان


.. عقوبات أوروبية منتظرة على إيران بعد الهجوم على إسرائيل.. وال




.. شاهد| لحظة الإفراج عن أسرى فلسطينيين من سجون الاحتلال الإسرا