الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أقصوصة / انتظار أمّ /

بويعلاوي عبد الرحمان

2021 / 5 / 4
الادب والفن


أقصوصة


انتظار أمّ
ـــــــــــــ


بعد نهاية الدّوام مساء ، غادرت مكتبي ورجعت إلى البيت ، فتحت الباب ، دخلت وأغلقته ، نزعت

ملابسي ، استحمت ، هيأت كوب قهوة بالحليب ، فتحت التلفاز ، وأشعلت سيجارة ، كنت أتفرج على

فلم مصري ـ المومياء ـ ، حينما رنّ هاتفي المحمول .

ـ ألو ، من معي .

ـ أنا والدك ، أسرع يابني ، أمك على فراش الموت ، أسرع لتراها وتراك ، قبل أن ترحل ، فرحيلها

وشيك .

ـ حاضر ياأبي ، سأكون معكم غدا صباحا ، مع السلامة .

استقللت قطار الليل ،وقفت قرب الباب أدخن سيجارة ، فلمّا تعبت ، دخلت مقصورة فارغة ، أطفأت

المصباح ، تمددت على وثاب ونمت ، رأيت في منامي أمي صغيرة ، جميلة ، فارعة الطول ، نحيفة

كغزالة ، شعرها طويل ، منسدل على ظهرها ، قادمة باسمة من بيت جدّي في البادية إلى بيت أبي في

المدينة القديمة ، ثم بعد سنوات ، ترحل كبيرة إلى بيت ضيق يدعونه القبر ،

أيقظني منظف القطار صباحا ، خارج المحطة ركبت سيارة نقل سرية ، إلى بيتنا ، طرقت الباب ، فتحت

لي أختي ، قبلتها ودخلت ، وجدت أبي جالسا على كرسي خشبي ، في صحن الدار ، تحت شجرة اللوز

مطرق الرأس ، يضع كلتا يديه عليه ، رفع رأسه ، نظر إلي وأشار بسبابته إلى الحجرة الكبيرة ، اتجهت

إلى حيث أشار ، وجدت أمي في الفراش ممددة على ظهرها ونائمة ، قرب رأسها كتاب المسلمين المقدس

لقد هدّها المرض وتدهورت صحتها بشكل كبير ، قبلتها على جبينها ،البارد كالثلج ، بعد برهة ، فتحت

عينيها الغائرتين ، ابتسمت ثم أغلقت عينيها ، غرغرت وصعدت روحها إلى السماء ، لقد كانت تنتظرني

لتراني لآخر مرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد فهمي أحمد وأحمد فيلم صعب جداً وحتى المنتج والمؤلف اسمهم


.. باسم سمرة يوجه رسالة لفهمي والسقا بعد «أحمد وأحمد»: الفيلم م




.. كريمة منصور: الرقص مفيد في التمثيل ولا أحب عمليات التجميل


.. بعد الفوز على مانشستر سيتي.. شاهد توقعات الناقد الرياضي عاطف




.. كلمة أخيرة - لميس الحديدي : أنغام عندها حق.. بلاش تقارنوا ال