الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التصرف الايجابي تجاه المشاكل والصعاب

رياض سعد

2021 / 5 / 5
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


يواجه الإنسان في حياته مشاكل جمة وصعوبات عدة وعقبات تحول بينه وبين ما يريد تحقيقه من أهداف وغايات , وتختلف درجة تعقيد هذه المشاكل وشدتها باختلاف الأفراد والظروف ؛ فقد تصل شدة بعضها إلى إصابة الفرد بالإحباط واليأس بحيث يستسلم لها , ويظن أن لا مفر منها
ويبقى مشدوها أمامها مكتوف اليدين .
علما ان المشكلة لا تكمن في الظروف الخارجية بقدر ما هي كامنة في ذات الإنسان نفسه –وهذا لا يعني التقليل من شأن الحوادث الخارجية بل التأكيد على القوى الباطنية – فإذا أراد الإنسان تغيير حاله وتطوير وضعه فعليه تطهير نفسه من الأفكار الهدامة والمشاعر السلبية أولا وقبل كل شيء ؛ إذ أكدت النصوص الدينية والفلسفات الإنسانية ذلك منذ القدم ومنها على سبيل المثال وليس الحصر : ما جاء في القران : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) وقد ورد عن الإمام علي : إن النبي محمد بعث سرية فلما رجعوا قال : مرحبا بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقى عليهم الجهاد الأكبر , فقيل : يا رسول الله وما الجهاد الأكبر ؟ قال : جهاد النفس .
نستظهر من هذا النص التاريخي المنسوب للإمام علي والنبي محمد إن فتح النفوس أصعب من فتح البلاد ومقارعتها أشد من منازلة الأعداء , فمعرفة النفس من أهم المعارف بل هي أولاها لذا ينبغي علينا اكتشاف أنفسنا أولا قبل اكتشاف الأشياء ؛ إذ إن بعض المصائب والأخطاء مبعثها من الشخص ذاته وقد ورد في الأمثال الشعبية العراقية ما يؤكد ذلك كالمثل القائل : ( الصوج موصوج البايك صوج المبيوك , والصوج مو صوج القاتل صوج المقتول ) .
نعم للأحداث الخارجية والظروف الطبيعية تأثيراتها القوية لكن تأثيرها يقوى إذا وجدت لها استجابة من داخل الإنسان وتشتد إذا انبطح أمامها و لم يحرك ساكنا , لذا ورد عن الإمام علي انه قال : ( ما قاتلني أحد إلا وأعانني على نفسه ) ؛ وذلك من خلال الايحاء النفسي السلبي الذي يعتمل في نفسية المقاتل او المبارز , إذ إن من المفروض بالمقاتل المبارز أن يكون معتدا بنفسه و واثقا من قوته حتى يستطيع الانتصار على خصمه , والمعادلة هنا مقلوبة فالذي يتبارز مع الامام علي يعلم علم اليقين إن علي قاتله لا محالة لأنه جندل الأبطال وما بارزه أحد إلا وقتل , عندئذ ينشأ صراع داخلي مما يسبب له اضطراب و زعزعة ثقته بنفسه مما يؤدي إلى ضعف عزيمته ومن ثم خذلانه وهزيمته ؛ وهذا حصل نتيجة للإيحاء النفسي الداخلي , وسأنقل لكم قصة تبين أهمية الإيحاء النفسي في تغيير الظروف والأشياء : يروى في أحد الكتب إن امراة دخلت مصحة للأمراض العقلية والنفسية في ربيع عمرها و بقت فيه عقودا متوالية من الزمن , والمدهش في الأمر إن هذه المرأة بقت جميلة كقارورة العسل وبشرتها أنعم من الحرير ولم تتأثر بمرور الأيام وتوالي السنين ؛ والسبب في ذلك إن هذه المرأة منذ دخولها المصحة لم تتوقف قط عن ترديد هذه العبارة : انا جميلة انا حلوة انا فاتنة , يوميا وبصورة مستمرة مما أبقاها صبيحة الوجه جميلة القوام , وهذا كله حصل بفضل قوة الإيحاء النفسي وعظمة القوى الباطنية للإنسان التي أودعها فيه الصانع الحكيم , فالعامل الرئيسي في التغيير السلبي والايجابي هو الإيحاء النفسي والقوى الروحية التي يمتلكها بني البشر, والعوامل الخارجية وان قلنا انها قوية لكنها لا ترقى الى قوة الارادة البشرية والايحاء النفسي و النوازع النفسية ؛ وقد ورد ما يؤكد ذلك عن الإمام علي إذ قال ما معناه : ( من لم يكن له واعظٌٌمن نفسه لم ينفعه زجر الزاجرين ) اذا يتوجب علينا معرفة دواخلنا و اكتشاف أنفسنا وتشخيص صفاتها وعلاتها وأمراضها , ومن ثم تقويمها وتهذيبها وإصلاحها لان معرفة الداء نصف الدواء , اما الجاهل بنفسه كحاطب ليل يخبط خبط عشواء ما ان يخرج من ورطة الا ويقع في أتعس منها و قد ورد عن حكيم العراق الإمام علي ما يؤكد ذلك : (هلك أمروٌ لم يعرف قدره ) .
عزيزي القارئ المشاكل والصعاب والأحداث المؤلمة لم ولن تنتهي - ما دامت أرضٌ ذات فجاج وسماءٌ ذات أبراج – من حياة البشر , وقد أشار القرآن الى ذلك :( ولقد خلقنا الإنسان في كبد ) فطريق الحياة ليس سهلا دائما ولا معبدا بالورود دوما ولا خاليا من الاكدار والمنغصات فللحصول على الشهد لابد من وخز النحل , و قد نسب شعر للإمام علي :
يا طالب الصفو في الدنيا بلا كدر ... طلبت معدومةٌٌ فأيأس من الظفر
من أراد أن يحيا سعيدا و مستقرا نفسيا فليواجه المشاكل والعقبات ويتكيف معها لان الحياة طبيعتها هكذا ولن تجد لسنن الكون وقوانين الطبيعة تبديلا .
امام الإنسان طريقان للتعامل مع الأحداث و عاديات الزمن :
الاول : الشعور بالصدمة والإصابة بالإحباط وبالتالي الاستسلام لها .
الثاني: المواجهة والتحدي والتفكير في أيجاد الحلول وتجاوزها .
فبالإمكان الاستفادة من المشاكل وتحويلها الى فوائد وقد ورد في أحد الأمثال العالمية :( أستفد حتى من مصائبك ) فالمشاكل تجلب معها خبرات جديدة وتستبطن آفاق واسعة للحلول وتعلم الإنسان الشيء الكثير , لذا قال الإمام علي : ( في التجارب علمٌ مستأنف ) أي جديد لم يكن الإنسان يعرفه من قبل .
نعم ممكن للإنسان الاستفادة من المصائب وتحويلها الى محطات انطلاق للنهوض من جديد لتحقيق الأهداف وبلوغ الآمال ؛ فالنصر يبدأ من الهزيمة كما قيل .
إن لم ننظر للأشياء والأمور بصورة ايجابية لا أقل فلننظر اليها من كل نواحيها وبصورة حيادية ؛ عندئذ نكون قادرين على حل المشاكل وتجاوز المحن و عبور العقبات بأقل الخسائر وبطريقة أسرع وأسهل من أولئك المضطربين الهائجين الثائرين الذين لا يرون الا السلبيات ولا يبصرون الا الانتكاسات ولا يشعرون الا بالإحباطات ؛ فهناك فرق بين مواجهة العاجز الحائر المشدوه وبين مواجهة الفاعل العاقل المتأمل للأحداث والكوارث , لذا ورد في المأثور الاسلامي : ( المصيبة على الصابر واحدة وعلى الجازع مصيبتان ) ونحن نقول : إن المصيبة على الفاعل المفكر المستقر خفيفة وعلى الجازع الضجر أثقل من الجبال الرواسي , وقد ورد عن الإمام علي ما يفيد هذا المعنى اذ قال : ( من لم ينجه الصبر أهلكه الجزع ) .
التكيف مع الأحداث مطلوب لأنه يهيئ الأرضية المناسبة لإيجاد الحل , والتكيف لا يعني الخضوع للمشاكل والاستسلام لها مطلقا , بل هو استبدال المشاعر السلبية بالإيجابية وهذا هو معنى الصبر في النصوص الدينية الصحيحة ذات الجذور الثقافية العراقية العريقة وليس معناه الرضوخ للقدر والتسليم الأعمى لمجريات الحياة وسياسات البشر , فالصبر هنا يعني الاستعداد لمواجهة الحياة وعدم الخضوع المطلق لها , اما مواجهة المشاكل بالاضطراب والبكاء والعويل واليأس ... فلا يجدي شيئا بل على العكس لا يجلب سوى الإمراض والاندحار , وقد ورد عن الإمام علي ما يؤكد ذلك : ( الهم نصف الهرم ) فالكآبة و الإحباط ينتجان الشيخوخة والمرض والضعف .... .
فأنت إذا نظرت الى المشاكل والانتكاسات على أنها أحداث طبيعية لا تخلو منها حياة إنسان وممكن في نفس الوقت معالجتها او التملص منها , فأنك حينئذ تكون قادرا على تجاوزها والمرور عليها مرور الكرام , فمن أكبر الفوادح وقوف الإنسان على الأطلال يبكي وينوح ويستحضر المصائب والمشاكل وتداعياتها من الإحن والأحقاد والعداوات ... دائما أجعل التفاؤل نصب عينيك , وقد ورد عن الإمام علي الحث على التفاؤل وتبسيط الأمور , إذ قال :
هون الأمر تعش في راحة ..... كلما هونت الا سيهون .
لذا علينا أن نغير نظرتنا الى الأشياء والأمور والعقبات والمصائب ... وان نتعامل معها بصورة ايجابية فاعلة لا بصورة سلبية متخاذلة .
عند إصابتك بالإحباط والضغط النفسي بسبب مواجهة الأحداث ؛ عليك حينئذ التوقف قليلا ومراجعة حساباتك , لان هذا الأمر يدل على انك واقع في مشكلة نفسية خطرة ينبغي تداركها وعلاجها , فالإحباط يدل على انك بحاجة الى راحة و استجمام و أعادة ترتيب أوراقك و مشاريعك , فلا تشغلك كثرة الأعمال و توالي المسؤوليات عن تشخيص أهدافك و غاياتك في الحياة والتمييز بين المهم والاهم و عن تبيان وسائل لهوك و مرحك واستجمامك ... ؛ لذلك ورد في هذين الموضوعين – المحاسبة والترويح عن النفس – العديد من النصوص الدينية القديمة ؛ فقد حثت بعض النصوص على محاسبة النفس وتفقد أوضاعها وأحوالها ... , لذلك ينبغي عليك ان تقف و تنظر لحركتك في الحياة من الخارج , وان تتخذ وقتا كافيا لتقييم تحركاتك و تصرفاتك , وإعادة هيكلية نفسك من جديد إن وجد ما يسيء اليها , والتأكيد على أهدافك الرئيسية , والمراقبة المستمرة لسيرك وسلوكك حتى تعرف هل انك لا زلت في الطريق الصحيح المرسوم ؟
او انك انحرفت عن أهدافك او تصرفت خلاف أخلاقك .
فهذه التوقفات التأملية قد تكشف لك السلبيات والانحرافات التي لم تخطر على بالك وذهنك لولا هذه المراجعات والمحاسبات الواعية ؛ لذلك ورد في المأثور الاسلامي : ( ليس منا من لم يحاسب نفسه ).
بقت لدينا نقطة مهمة يجب الإشارة اليها ؛ إذا أردت التمتع بحياة سعيدة ونفسية مطمئنة فعليك بوضع أكثر من خطة لإنجاز أهدافك لا تعتمد على خطة واحدة , ولا تفكر بأسلوب واحد , ولا تعود نفسك على السير بدرب واحد , هذا قتل للإمكانيات المتاحة لك , أترك لنفسك حرية العيش بأكثر من نمط وصورة , عيش العصف الذهني فعندما يواجه الإنسان المشاكل يذهب ذهنه يمينا وشمالا وتخطر عليه أفكار مختلفة ومتناقضة مما يتيح له دراسة كافة الحلول والخيارات ؛ وقد جاء في المثل الشعبي العراقي : ما يشير الى هذا المعنى : (الخوف يعدل الشوف ) والمقصود من ( الشوف ) هنا البصيرة وليس البصر .
في خضم هذا العصف الذهني قد تستطيع اكتشاف طرق أكثر فاعلية و حلول أقرب للواقع من غيرها بقليل من التأمل التفكير, وقد ورد عن الإمام علي ما يؤكد ذلك : (من أستقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطأ ) .
لذلك نرى الناجحين و بعض أهل الأديان كاليهود لا يعتمدون على طريق واحد للكسب والعمل ؛ بل يمارسون أكثر من عمل ويبحثون عن أكثر من فرصة للاستثمار , فإذا توقف عمل تحولوا الى الثاني وهكذا دواليك فالحياة عندهم لا تتوقف .
نعود الى الموضوع الثاني – الترويح عن النفس – الإحباط ناقوس خطر ينبغي الانتباه له , لأنه ينتج من الضغط النفسي وهذا ينتج من قلة الراحة او انعدامها ونفاذ احتياطي الطاقة العصبية , إذا أنت محتاج الى راحة وسكون وهدوء ... , فالضغط النفسي قد يصور الاشياء والأمور على غير حقيقتها مما يتعذر معه اكتشاف الحقائق والحلول ؛ فقد نبذل جهدا كثيرا ونعمل عملا شاقا في سبيل تحقيق أهدافنا وإنجاح مشاريعنا لكن بلا جدوى , فمع كل هذه الجهود نفشل ولا نحصل الا على الإخفاق , و أحيانا نتوجه الى عمل واحد ونذوب به ولا نبصر غيره ولا ندري لماذا هذا التشبث الأعمى به دون غيره ؟!
فهذه النقطة بالذات تجعل الكثيرين منا يقلعون عن مشاريعهم و يتركون أعمالهم التي شرعوا فيها في منتصف الطريق ولا يكملون المسير وهكذا يفعلون في كل مرة .
أتعلمون لماذا ؟؟
لأنهم فقدوا الراحة ولم يحصلوا على القسط الكافي من الاستجمام والاستمتاع بمباهج الحياة , فإعطاء النفس قسطا من الراحة أمرٌ ضروري للاستمرار في العمل و مواصلة الحياة , فالاستجمام والراحة كالوقود والصيانة بالنسبة للسيارة لا يمكن الاستغناء عنهما لديمومة العمل ؛ لذا ورد عن الإمام علي ما يفيد ذلك : (ان هذه القلوب تمل كما تمل الأبدان فابتغوا لها طرائف الحكم ) فكما ان الأبدان تنبسط بالراحة ومشاهدة المناظر الجميلة كذلك القلوب والنفوس تنبسط وتسعد بالأمور الطريفة والأشياء الجذابة التي تسر القلوب وتفرح النفوس .
ان انعدام الراحة يولد الضغط النفسي وهذا بدوره يولد الإحباط وتداعياته خطيرة قد تصل الى الانهيار العصبي .
أنظر الى المشاكل التي تواجهها في حياتك كفرص جديدة وخبرات قد اكتسبتها تساعدك في مواصلة مسيرتك و تساهم في تجاوز العقبات المستقبلية والمشاكل القادمة ؛ لأنك أصبحت ذو خبرة و مجرب , فلا توجد مصيبة مطلقة او فشل مطلق بل مع المصيبة والمشكلة هنالك خبرات ومعلومات وتجارب حصلت عليها , فغالب الشر ينطوي على شيء من الخير .
المشكلة كما قلنا سابقا تكمن في نظرتنا للأشياء والمشاكل ؛ فنظرتنا وطريقة تعاملنا مع الأمور مهمة جدا , فقل لي كيف تفكر أقول لك من أنت , وقد أكدت بعض النصوص الدينية ذلك اذ جاء في المأثور الاسلامي : ( لا تعادوا الأيام فتعاديكم ...) وعن الإمام علي قوله :( أحصد الشر من صدر غيرك بقلعه من صدرك ) ؛ فالعامل الذهني والنفسي مهم في تقرير مصيرنا , وقد قيل في هذا الموضوع : (يرى المتشائم العقبات في كل فرصة , ويرى المتفائل الفرصة في كل عقبة ) لذا أنظر الى عملك و ظرفك ومكانك و زمانك ... بدقة وتأمل ستجد على الأقل أمرا ايجابيا او أكثر وستصادف أمرا صحيحا ؛ وهذا رائع عندها أسال نفسك : كيف يمكن لي تطوير هذا الشيء القليل الايجابي والصحيح ؟
بوضعك هذا السؤال تخرج نفسك من الحالة السلبية المحبطة , وتركز في نفس الوقت في الجانب الايجابي , روي : إن أحد الأغنياء الكبار قد خسر ثروته الطائلة .
- فدخلوا عليه .
- وجدوه منبسط الأسارير هادئ الأعصاب يحتسي فنجان من القهوة .
- تفاجأوا وأندهشوا , وقالوا له : لماذا لم تنتحر كباقي أقرانك من الاغنياء المفلسين ؟
- قال : هذا عمل العاجزين , اما انا الان أفكر كيف أبدأ الطريق من جديد وأعوض خسارتي!!
بهذه الطريقة الواقعية الرصينة نتغلب على مشاكلنا وهمومنا , فقد مر عليك آنفا إن المكوث على حالة واحدة , والإدمان على الروتين الممل , وعدم التغيير والتبديل , كأننا صخور لا تتزحزح من مكانها ؛ يسبب الضغط النفسي والإحباط لنا .
خاطئ من يعتقد إن هذه المشاكل والمصائب والظروف قدره الأزلي وحظه السرمدي الذي لا يتغير!!
وبناء على هذه العقلية المنكوسة والنفسية السلبية يرضخ بعض السذج للواقع البائس ويستسلم له ؛ لأنه يظن ان هذا التصرف السلبي والرضوخ من الفضائل ؛ لأنه من الرضا بالقدر والتسليم لأمر الله !!
فتراه يتكيف ويتعايش مع ظروف مزرية لا تقبل بها حتى الحيوانات , وهذا في واقع الأمر تكبيل لطاقات الإنسان وسلب لكافة قدراته وتحطيم لطموحاته بل إنسانيته , فالإنسان بلا أرادة شبه إنسان .
وقد عملت القوى المنكوسة والاستعمارية والحكومات الهجينة على ترسيخ بعض المفاهيم السلبية والعقائد المنكوسة والتي تهدف الى ابقاء العراقيين في حلقة مفرغة و دوامة اهتلاكية مستمرة من خلال اشاعة بعض المقولات المنكوسة وسأذكر بعضها : (( العراق مغضوب عليه , الصالحون دعوا على العراق والعراقيين بالهلاك والعذاب , ما تصير النه اي جارة , ما ينصلح حال العراق الا بظهور المهدي, احن مو مال حكم ... الخ ))
عندما يضعنا القدر في ظرف غير مناسب علينا أن نكافح ونجاهد ونعمل ؛ كي نغيره ونبدله , ونتقدم نحو الأحسن والافضل , فأن حاول الإنسان البائس التغيير ولم يفلح لا يخسر شيء فعلام يخاف من التغيير الذي وصى الله به عباده في القران : ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) المهم ان يثبت إنسانيته فالحياة فرص ولن تنال الفرص إلا بالسعي والعمل والكفاح وقد جاء عن الإمام علي ما يؤكد ذلك : ( اغتنموا الفرص فأنها تمر كمر السحاب ) وحتما إن الذي يفوز بالفرص هو الشخص الايجابي , اما الشخصية السلبية الخانعة تبقى خارج اللعبة .
وقد قال الشاعر:
اذا الشعب يوما أراد الحياة...فلا بد ان يستجيب القدر.
واما المرء المتكاسل السلبي صاحب المشاعر المريضة فينطبق عليه قول الشاعر:
ومن يتهيب صعود الجبال يعش... أبد الدهر بين الحفر .
فعندما يكون الانسان مهزوما ومحطما من الداخل, ويعيش صراعات نفسية وفكرية حادة, ويعاني من الاضطراب والازدواج والتناقض السلوكي والثقافي , والقلق النفسي والتشوهات الاخلاقية ؛ لا يمكن له ان يرى الواقع كما هو عليه فضلا عن رؤية الاشياء والامور الجميلة والايجابية ؛ لان منظار الرؤية الواقعية والايجابية لديه معطل , لذلك يقرأ العالم والاحداث من حوله بشكل مشوه ومقلوب ويترجم الامور ترجمة ذهنية خاطئة .
وأخيرا صدق من قال : ان دوام الحال من المحال ,لا تيأس فأن المشاكل لن تدوم , وقاوم مشاعرك السلبية وأستبدلها بما هو خير منها , ولا تنس : ( ان مع العسر يسرا...) ؛ ولكي لا تفهم المقالة فهما خاطئا ؛ يجب علي الاشارة الى أمر في غاية الاهمية الا وهو عدم الرضوخ لمجريات الواقع البائس او القبول بالواقع المفروض من قبل الظالمين والمنكوسين , بل يجب السعي الحثيث للتغيير والاصلاح والنهوض بالوطن والمواطن معا ؛ فهذا أمر وذاك أمر اخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح: اجتياح وشيك أم صفقة جديدة مع حماس؟ | المسائية


.. تصاعد التوتر بين الطلاب المؤيدين للفلسطينيين في الجامعات الأ




.. احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين في أمريكا تنتشر بجميع


.. انطلاق ملتقى الفجيرة الإعلامي بمشاركة أكثر من 200 عامل ومختص




.. زعيم جماعة الحوثي: العمليات العسكرية البحرية على مستوى جبهة