الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإغريق و حصان طروادة و العرب و حصان/ صندوق النقد الدولي...!

عمران مختار حاضري

2021 / 5 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


الإغريق و حصان طروادة و العرب و حصان/ صندوق النقد الدولي... !

* خاطرة على هامش زيارة الوفد التونسي لواشنطن للتسول لدى صندوق النقد الدولي و التفاوض على التدمير الهيكلي للوطن و انتهاك سيادته و مزيد تفقير الشعب و ابادته ... :

... سيسجل التاريخ :
_ان الإغريق احتلوا طروادة باستخدام حصان... !
_ وأن الغرب الإمبريالي بقيادة أمريكا دمر العرب و نهب خيراتهم و انتهك سيادتهم و رهن قرارهم... عن طريق المنظومات التبعية النيوكولونيالية الرثة ، باستخدام صندوق النقد الدولي...!
* و كما هو معلوم صندوق النقد الدولي اصبح آلية للاستعمار الجديد حيث يستمر و باقي المؤسسات المالية في بلورة و فرض سياسات معادية للشعوب و منتهكة لسيادتها و ناهبة لثرواتها، ليس من موقع ارتباطه العضوي بمنظومة النيوليبرالية فحسب بل لارتباطه بابجديات الرأسمالية التي لا تستقيم برامجها و مخططاتها إلا بتقسيم غير عادل للثروات و الإستغلال المكثف لقوة العمل و احتكارها لوسائل الإنتاج في إطار موازين القوى المتحكمة في رسم أرضية القرارات التي تخدم مصالح السوق ليس فقط في المؤسسات المالية بل في مختلف الدوائر التقريرية للقرار الدولي بما فيها الأمم المتحدة و مجلس الأمن الدولي و بالتالي ليس هناك من حل أمام الشعوب للتحرر من قبضة هذا الاخطبوط الرأسمالي المعولم المدمر للأوطان غير إيجاد هياكل وآليات تضامنية بديلة عن الصندوق و خوض معركة التحرر الوطني و الانعتاق الاجتماعي من الهيمنة عبر إبقاء المنظومات النيوليبرالية التبعية الكمبرادورية الرثة خارج الحكم لأن بقائها عبء على الشعوب و تابيد لتكريس الهيمنة و التبعية و التخلف و الارتهان للأجنبي و الإستبداد و التجويع و التطبيع و الإستغلال و الإذلال ... !
* و في الحالة التونسية، و في ظل المنظومة العدوانية التقشفية الحاكمة بمختلف تمثلاتها و المتناحرة على توسيع دائرة الصلاحيات في الحكم والتي لا خلاف بين مكوناتها حول التوجهات النيوليبرالية التبعية المدمرة و المنخرطة طواعية في سياسات الصندوق و حفاظها على نفس الخيارات القديمة المتازمة التي ثار ضدها الشعب و التي لا نرى أي فائدة مرجوة من موقع مصلحة الشعب و الوطن في أي من مكوناتها في الحكم ... *والتي بحكم توجهاتها التبعية العدوانية، صندوق النقد الدولي يضع تونس على سكة الانهيار التام و مزيد تفقير الشعب و ابادته و الدوس على قراره السيادي و تفاقم البطالة و التهميش و الارتفاع الجنوني للأسعار و مراجعة منظومة الدعم و ضرب محركات التنمية و التعويل على منوال تنموي ريعي خدمي بنكي رث و تفكيك ما تبقى من مكتسبات محدودة جدآ في الرعاية الصحية و الاجتماعية و التعليم العمومي و البنوك العمومية و المؤسسات العمومية الاستراتيجية الأخرى و الاستعداد لتمرير مشروع قانون تمليك الأجانب دون رخصة الوالي و الجولة التفاوضية الرابعة لاتفاقية الشراكة الشاملة و المعمقة مع الإتحاد الأوروبي اليكا"... في سيناريو دراماتيكي شبيه بالذي حصل في اليونان في السنوات الأخيرة... إن لم تتجند و تتوحد الأطياف السياسية و المدنية الوطنية التقدمية الناهضة والنقابية الديموقراطية الصادقة ، المنتصرة للشعب و انتظاراته و للوطن و سيادته للتصدي دون تلكؤ بكافة الأشكال التنظيمية و النضالية و في مقدمتها الشارع، لهذا التمشي الكارثي و التدمير الهيكلي و وعي خطوورة اللحظة الفارقة قبل فوات الأوان و تصبح الأمور أكثر عسرا و تعقيداً...!
فالوضع أخطر من أن يترك لهؤلاء المغامرين من رواد الإسلام السياسي الإخواني كما رواد الحداثة الاستهلاكية الاداتية الزائفة كما رواد الشعبوية المحافظة الهلامية... يدمرون الوطن و يفقرون الشعب و ينتهكون سيادته و أبسط مقومات حقه في الغذاء و الدواء... و لا خيار غير مواصلة المشوار النضالي و توحيد الطاقات الذاتية في قطب وطني تقدمي ديموقراطي إجتماعي واسع بصياغة تكتيكات مناسبة في ضوء استراتيجية واضحة خارج الحلول الترقيعية و السقوف المنخفضة بعيداً عن المنطقة الرمادية اللامبدءية البراغماتية و السقوط في الاصطفافات الهلامية المحكومة بمنطق " التذاكي" و خيار المفاضلة بين السيء و الأقل رداءة كما يسوق له بعضهم ممن لم يتمكنوا من الحسم المبدئي في كافة مكونات المنظومة الحاكمة...! و الحرص على مقاومة تمييع الصراع الاجتماعي الطبقي و حرفه عن جوهره الحقيقي و من ثم الاستعداد الفكري و السياسي و التنظيمي الجاد لتوجيه طاقة الاحتجاجات الشعبية التي ستتفجر على تداعيات : الميزانية التقشفية الحالية و أزمة الكورونا و املاءات صندوق النقد الدولي المدمرة، صوب التغيير الجذري المنشود شعبيا الذي يطال كلية المنظومة العدوانية الحاكمة الفاقدة لكافة أسباب البقاء سياسيا و أخلاقيا ...!

عمران حاضري
4/5/2021








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شيرو وشهد مع فراس وراند.. مين بيحب التاني أكتر؟ | خلينا نحكي


.. الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟ • فرانس 24 / FRA




.. تكثيف الضغوط على حماس وإسرائيل للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النا


.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف إطلاق النار في قطاع غز




.. هل يقترب إعلان نهاية الحرب في غزة مع عودة المفاوضات في القاه