الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سبعون عاماً من النضال من أجل الأول من مايو

فاضل الحليبي

2003 / 5 / 7
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



 
أكثر من سبعين عاما ناضلت الطبقة العاملة البحرينية بقيادة الرواد الأوائل من العمال والنقابيين جيلا بعد جيل، حتى تحقق حلمها في تأسيس النقابات العمالية وإقرار الأول من مايو عيد العمال العالمي عطلة رسمية لجميع الوزارات والمؤسسات والشركات في القطاعين العام والخاص. لذا سيشكل الاحتفال بالأول من مايو هذا العام إضاءة مشرقة في تاريخ البحرين السياسي الحديث.
ففي الأول من مايو من كل عام يتوقف العمال في عيدهم العالمي عند محطات عديدة لتقييم أوضاعهم النقابية والمعيشية، وليضعوا البرامج والخطط القادرة على تحقيق الأهداف والمطالب العمالية. ويشكل هاجس الوحدة العمالية لجميع القوى النقابية أسمى وأنبل الأهداف، فالخصم الطبقي يسعى دائما لتفتيت وحدتهم وإرادتهم وتمزيق صفوفهم حتى يستطيع تمرير مشاريعه وبرامجه المعادية للعمال والكادحين. فالفكر الرأسمالي وأطماعه الجشعة لاستغلال واستبعاد العمال والكادحين وجني الأرباح الطائلة من قوت وإنتاج الشغيلة. فالرأسمالية اليوم ومفكروها ومنظروها هم الذين يعيدون إنتاجها من جديد، من خلال ما يعرف اليوم بالعولمة التي طبل لها وروج لها بعض الذين لا يقرأون التاريخ إلا بالشكل المقلوب من وجه العملة، أي نظرية أو فكرة لا تؤمن بمبدأ العدالة الاجتماعية ولا تحقق العدالة والمساواة وتحفظ حقوق العمال والكادحين، تكرس بصورة أو بأخرى مبدأ استغلال الإنسان لأخيه الإنسان، وهذا المبدأ هو أهم الركائز الاجتماعية والسياسية في فكر الرأسمالية. فالرأسمالية اليوم طورت فكرها من خلال التطور العلمي الذي احدث في العلوم الإنسانية ووظفت ذلك لخدمة أهدافها المعادية لمبادئ العدالة الاجتماعية والمساواة. لذا نرى ظاهرة مستمرة وبازدياد مطرد في العديد من بلدان العالم، حيث اتسعت رقعة الفقر والفقراء والجياع والبطالة. فالعاطلون عن العمل بالملايين وانتشار الأمراض وكثرة الحروب الأهلية أو العالمية على حساب التنمية والتطوير والتقدم في تلك البلدان. وآخر تلك الحروب، الحرب ضد العراق من قبل الإمبريالية الأمريكية وحليفتها بريطانيا لاستغلال ثرواته النفطية. هذه الأوضاع ظاهرة عالمية. أما الحديث عن أوضاع العمال في البحرين يتطلب من النقابات العمالية والمهنية التي تأسست في العديد من الشركات والمؤسسات، بأن تناضل من اجل تحقيق تلك الأهداف التي صاغتها في برامجها حتى تكون صوتا وممثلا حقيقيا للعمال والموظفين. فالعمل النقابي كان في السابق وفي ظل قانون أمن الدولة (السيء الصيت) موضع ثقة ومصداقية لدي العمال والكادحين البسطاء فكان النقابيون الطليعيون يبذلون جهودا كبيرة من اجل إحقاق حقوق ومطالب العمال وفي سبيل ذلك يدفعون ثمنا غاليا. فالفصل التعسفي والسجن والاعتقال والنفي والمطاردة وغيرها من الأساليب القمعية، كانت في انتظارهم. وبالرغم من هذا يستمرون في النضال النقابي ويوحدون صفوف العمال والكادحين، بغض النظر عن العرق أو الطائفة أو المذهب أو الفكر. فالوحدة العمالية كانت غايتهم وهدفهم لكي ينالوا حقوقهم المشروعة فالعمل النقابي الجاد والدفاع عن مصالح العمال، والتمسك بالوحدة العمالية والنقابية أهداف نبيلة وعظيمة. أما إذا كانت الغاية من الوصول إلى مقاعد النقابات من اجل أهداف شخصية أو طائفية أو من اجل السياحة على طريقة اللجان العمالية السابقة، الذين كان معظم مسئوليها يفكرون في السفر اكثر من وضع برنامج نقابي مطلبي أو في الذهاب إلى حفل عشاء في أحد الفنادق الكبيرة في البلاد. والبعض غير مؤهلين لقيادة الحركة النقابية أو العمالية في البلاد على العمال والجيل الجديد منهم الاستفادة من خبرات النقابيين الطليعيين الذين نذروا أنفسهم من اجل الحركة العمالية وان يكون الأول من مايو عيد العمال العالمي عيدا رسميا. تحية لكل العمال والنقابين في عيدهم المجيد.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عودة الصدر للسياسة تقترب.. كيف تلقى دعما من السستاني؟ | #الت


.. تونس..مظاهرة تطالب بتحديد موعد لإجراء الانتخابات الرئاسية|#غ




.. الهجوم الإسرائيلي على رفح وضع العلاقات المصرية الإسرائيلية ع


.. تحقيق إسرائيلي يوثّق انتحار 10 ضباط وجنود منذ بدء الحرب




.. قوات الاحتلال تطلق قذائف على صيادين في البحر