الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رفّةُ جَفن.

عبداللطيف الحسيني
:(شاعر سوري مقيم في برلين).

2021 / 5 / 8
الادب والفن


هكذا.... برفّة جَفن بعدتُ عن جاري ..عن هذيانه ويديه المرتعشتين تنامان
على ركبتيه,زرعتُ لَغماً في مجلسه وفجّرتُه.ولم أعد أدري أَبعدتُ عنه أم
بعُد عني؟,فذاكرتي أصابَها عقمُ تغريبتي,كأن الأرضَ هبطت فوقَ هذه البقعة
غيرَ أني أمسكتُ بنجمةٍ كي ترمي بي إلى الضفة الأخرى من النهر,تركتُ
كتابَ عمري"الخمسين" الذي ما فارقني مذ كان عمري يوماً في شهر رجراج.
كنتُ أتكوّمُ كخرقةٍ مرميّة في إحدى الزوايا والآن مرميٌّ كالخرقة ذاتِها
قبلَ خمسين عاماً في الضفة الأخرى من العالم.
تركتُ على باب جاري قميصي المشجّرَ وآخرَ شهقاتي,وحين استفاق لصلاة
الصبح رأى قميصي ذاك.لم أودّع جاري ..كنتُ أخافُ أن أرى عينَه تبكي في
مرآة عيني.
يومَ انتهيتُ إلى الشمال وقد سبقتُ خيوطَ شمسه وانطفاء نجوم ليله سمعتُ
صوتَ جاري : يا جار لا تبتعد...لا تتركني وحدي...الليلةَ نم
عندَنا...سأجعلُ يدي مخدّةً لرأسك....يا جارُ أنت مثلُنا...غادرتنا مساءً
وستعودُ إلينا في الصباح, يا جار كنتَ تنمو مثلنا مع الأشجار وتضمحلّ
مثلنا كالرمال وتدخل العيون كالغبار...ثيابُك ملأى بها مثلنا....تسرق
الخضارَ من الحقول وتنزع الأشواك من كفّيك,أدمنتَ الظلامَ وأدمنك صوتُ
الباعة بعربات الخشب لن تمكث في مدن الضجيج والنور.
يا جارُ كلّما ناديتُك لا تبتعد...حتى اختفى صوتُك عنّي..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز جسديًا على صديقته في


.. حفيد طه حسين في حوار خاص يكشف أسرار جديدة في حياة عميد الأد




.. فنان إيطالي يقف دقيقة صمت خلال حفله دعما لفلسطين


.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي




.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض