الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


!!!جنرالات الفضاءيات

نبيل محمود والى

2006 / 8 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


في الوقت الذي تتوغل فيه قوات جيش الدفاع الإسرائيلي في الجنوب اللبناني على طول الخط الأزرق وتقوم بعمليات كوماندوز في العمق اللبناني هل من الفطنة السياسية والحكمة العسكرية أو حتى الحرب النفسية والصدق في قول الحقيقة للرأي العام أن يدعى العديد من جنرالات الفضائيات على الهواء تحقيق الانتصار وإذلال كبرياء العدو والقول أن هزيمة وعجز الدولة العبرية عن تحقيق أي هدف سياسي أو عسكري بعد كل الدمار الذي تم في لبنان ويمثل كارثة حقيقية هو الذي دفعها إلى القيام بمجزرة قانا واستمرائها قتل النساء والأطفال من المدنيين ثم نعقب ذلك إعلاميا وفى مجلس الأمن باستجداء وقف إطلاق النار متاجرين بدم أطفال ونساء قانا .

في إحدى لقاءاته الإعلامية صرح سماحة السيد/ حسن نصر الله ردا على قتل صواريخ حزب الله أطفال من عرب 1948 القاطنون في إسرائيل قائلا بالحرف الواحد هذه هي الحرب ؟؟ ولأن قرار الحرب في الدول التي تحترم نفسها يحاط بسياج قوى ومنيع ضمن منظومة إجراءات وقوانين معمول بها حيث تهدف تلك الدول بالدرجة الأولى إلى المحافظة على أرواح مواطنيها ولا توردهم موارد التهلكة فلا يتخذ قرار الحرب إلا بعد المشورة والرأي والحكمة والدراسة العسكرية المحترفة وبغالبية الآراء بعد إعداد خطة متكاملة للدفاع المدني ! ولكننا في منطقتنا العربية لأننا أدمنا ثقافة تقديس القادة و الزعماء وعبادة الفرد فلا نزال نغرد خارج السرب الديمقراطي وعرضنا ونعرض شعوبنا وأوطاننا العربية لويلات الحروب حتى الفلسطينيين في الضفة الغربية لم يسلموا من صواريخ حزب الله .

لاشك أن مجزرة قانا التي أدمت الأبصار والقلوب والعواطف لم تكن الأولى في تلك الحرب تحديدا لأن ما خفي عن الأعين كان أعظم و يقينا وتأكيدا لن تكون تلك المجزرة الأخيرة بل هي مرحلة من سلسلة مراحل وخطوات عديدة سوف تقدم عليها دولة إسرائيل لاستكمال تحقيق باقي الأهداف العسكرية والسياسية العديدة المعلن عن بعضها والغير معلن عن الكثير منها ولن تكون أخر الأحزان اللبنانية أو العربية التي أيقظت مشاعر الشارع العربي المغلوب على أمره حيث لا يملك سوى التظاهر المقيد وحرق الأعلام والسباب والشتم على الإنترنت وتحطيم مبنى الأمم المتحدة في بيروت تنفيسا عن عجز أنظمة حكم الجمهوريات العربية التي أدمنت إزكاء نار الحرب مع إسرائيل علنا ومخاطبة ودها سرا ! رأى عام عربي عاجز عن استرداد حريته المكبلة فاقدا لمقومات اتخاذ أي قرار لصالحه وتلك أحد أهم النقاط الفارقة بين الرأي العام العربي المدجن بثقافة العداء للدولة اليهودية والشارع الإسرائيلي الديمقراطي الحر .

قراري مجلس الأمن نهاية يوليو الفائت وفى يوم واحد بتمديد فترة بقاء قوات اليونيفيل في لبنان شهرا واحدا فقط على غير العادة وقرار إمهال إيران ذات نفس المهلة لإيقاف عمليات تخصيب اليورانيوم وإلا ! إضافة لتصريحات رئيس حكومة الدولة العبرية بعدم وقف إطلاق النار حتى تحقق الدولة العبرية أهدافها يوضح تماما أبعاد مرحلة ما بعد قانا ! فلبنان شعبا ودولة سوف يعانى ويكابد طويلا طويلا بعد أن فرضت عليه الوصاية الدولية رسميا ويدفع ثمنا غاليا جدا وسيظل نتيجة مغامرة الخطأ القاتل في خطف جنديين على أيدي حزب الله ولا عزاء للعرب أو الفرس المتفرجون .

فإسرائيل والغرب لا يتكلمون بلغة العواطف وليسوا أمة الكلام لا في الحرب أو في السلم ونتبقى نحن العرب فقط نحارب بالعاطفة والكلام وبلاغة القول وبالإعلام مهزومون حتى الثمالة في الواقع وتستباح أراضينا وأعراضنا لأننا أمة أدمنت الانتصار بالكلام أمام الميكروفونات حيث حولنا الهزيمة إلى نكسة والفشل إلى نجاح ولا نزال على الدرب سائرون لأننا أضعف من مواجهة أنفسنا وقول الحقيقة ومعاقبة من كان السبب المباشر في كل ما حدث وأذل أمتنا مرات ومرات باسم القومية العربية تارة والتشدد الديني تارة أخرى بدءا من عبد الناصر والأسد 67ومرورا بحاكم بغداد وبن لادن ووصولا لحزب الله وكأننا لم نتعلم شيئا من تاريخ الأمم أو حتى من تاريخنا القريب أو البعيد وكفانا فخرا وشرفا أن نلقى دائما بكل إخفاقاتنا وهزائمنا الني أدمناها على مدى نصف قرن على إسرائيل المجرمة والشريرة ومن هم وراء إسرائيل من الصهاينة والمحافظون الجدد مفضلين البكاء على أطلال لبنان الذي كان حيث يرقد الشرف والكرامة العربية جثة هامدة تحت أنقاض صندوق البريد الدولي !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خيم اعتصامات الطلبة تتوسع في بريطانيا | #نيوز_بلس


.. أعداد كبيرة تتظاهر في ساحة الجمهورية بباريس تضامنا مع فلسطين




.. حركة حماس: لن نقبل وجود أي قوات للاحتلال في معبر رفح


.. كيف عززت الحروب الحالية أهمية الدفاعات الباليستية؟




.. مفاوضات للهدنة بغزة مع تحشد عسكري إسرائيلي برفح