الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تشرين.. قلب واحد وعقول متعددة

حارث رسمي الهيتي

2021 / 5 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


رغم الاتفاق على القضية الكبرى أو القضايا الكبرى والتي شكّلت جوهر تشرين وحراكه وافراده الا ان هذا لم يمنع وجود تباينات واختلافات في كثير من وجهات النظر تلك، اختلافات حول التكتيكات والخطوات الواجب اتخاذها في القريب، وهذه الاختلافات حسب اعتقادي كانت واحدة من أهم وألمع فضائل تشرين، لو أحسن استخدامها في بعض الاوقات، تشرين كان لها قلبٌ واحد وعقول متعددة، تعدد العقول تلك يعني تعدد وجهات النظر، وهذه الأخيرة من شأنها أن تقدم موقفاً واضحاً "مختمراً" إن صح القول، وبالتالي يعني هذا كله إننا كنا نسير على الطريق الصحيح/السليم.
كل المواقف التي احرجت تشرين هي مواقف شخصية/فردية، تبناها فلان أو غيره وحدهم، وكل المواقف التي تفخر بها هي مواقف جمعيّة خضعت لمناقشات ومداولات وتعددت فيها وجهات النظر. وخرجت للواقع بعد كل هذا باعتبارها موقفاً نابعاً من رحم ساحة التحرير وبقية الساحات حقيقةً.
الآن تجري محاولات لـ"تقّزيم" تشرين وجوهرها، وسواء كانت هذه المحاولات مقصودة –وهي الأغلب- أم غير مقصودة فانها أصبحت واضحة وممجوجة، ويعلم من يقف خلفها انها لاتخدم تشرين كفكرة قابلة للانطلاق من جديد في أي وقت، سواء تأخر هذا الوقت أو تقدم، كما يعلم هؤلاء انها تخدمهم هم، وقد يكون في ذلك خدمة للصالح العام ولكنها طريقة خاطئة أو هكذا أعتقد.
أكتب الآن وشخصياً لم أحسم موقفي من الانتخابات القادمة، الموقف من المشاركة أو المقاطعة موقف كبير كما انه بحاجة الى كثير من الامور التي من الممكن تناولها لاحقاً، ما أريد أن أثبته هنا هو احتكار الحقيقة التي يدعيها البعض منا، المشاركة في الانتخابات حقٌ للجميع، ومقاطعتها حقٌ ايضاً، لكلٍ مبرراته، وحديثي هذا بعيد كل البعد عن جمهور الاحزاب الماسكة بالسلطة، فهذه تذهب الى الانتخابات في سبيل بقاء وديمومة النظام الحالي ليس الا باعتبار ثمة علاقة زبائنية تجمع بينهما، أتحدث عن جمهور كبير من "المتشوّفين" لاقامة نظام بديل عن نظامنا هذا الذي اراه يفقد الكثير من شرعيته في كل مرة يذهب بها الناس الى الانتخابات، ما ذكرته الآن هو ليس ادعاء كما انه ليس وجهة نظر أتبناها، ما ذكرته هو استنتاج من الممكن أن يطلع عليه أي مهتم يراجع نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية، فمن نسبة مشاركة 79% عام 2005 وهي أعلى نسبة مشاركة الى الآن، كانت نسبة المشاركة عام 2018 44% -إن صدقت-، مروراً بانتخابات العام 2010 التي سجلت 62% وانتخابات 2014 التي كانت نسبة المشاركة فيها 60%، وبمراجعة خاطفة جداً سنجد إنه وفي كل مرة يتدنى مستوى نسبة المشاركة عن المرة التي سبقتها، كما يكون واضحاً إن بعد كل انتخابات دورية كانت الاحتجاجات العراقية تدخل موجةً جديدة ينتج عنها شيئاً قد يكون حتى الامس القريب ضرباً من الخيال، فمن كان يصدق إن نظاماً جديداً من المفترض إنه "ديمقراطياً" يتبجح قادته بأنه الافضل في المنطقة يواجه احتجاجاً يراد منه مزيداً من الحريات هذا ما حدث عام 2011، هذا المطلب الذي يتشارك فيه العراقيين وهم تحت نظامٍ لم يمض على بناءه سوى اعوام قليلة مع المصريين الذي حكمهم مبارك قرابة الثلاثين عاماًّ!!
وكانت الموجة الثانية من الاحتجاجات 2015-2016 قد اوصلتنا الى قائمة انتخابية بين الشيوعيين والصدريين، قائمة كان يراد منها أن تكون بديلاً عن كل سيئات النظام الجديد/أو هكذا ادعى القائمين عليها لكنها ساهمت فيما بعد في ولادة أكبر حكومة عراقية فاشلة بعد 2003، عبد المهدي وكل كابينته الوزارية كان نتاجاً لتوافق لعبت به سائرون دوراً محورياً، تتحمل مسؤوليته التاريخية قبلت بذلك أم لم تقبل. لنصل أخيراً الى ما تمخض عن نتائج الانتخابات الأخيرة في 2018 وصولاً الى لحظة تشرين 2019.
ما أود أن أسجله هنا دعوة تخص الجميع، المشاركة حق دستوري والمقاطعة كذلك، لكل رؤيته وأسبابه، اليأس من النظام الحالي يدفع بالجميع نحو البحث عن الخلاص من كل هذا، سواء كان الحلم يتمثل باحداث شرخ في بنية النظام القائم على اساس التقسيم الطائفي والقومي من خلال ايجاد صوت آخر/وطني لايشتغل بطريقة التقسيم تلك، او من خلال مقاطعة هذا النظام وانتخاباته ومحاولة انتاج لحظة تشبه كثيراً لحظة الاول من تشرين 2019، هل منا من ينكر ان هناك لحظات في تشرين كادت أن تودي بكل هذا النظام لولا جملة من الامورلا مجال هنا لسردها؟!
.
.
.
مقال نشر في موقع الترا عراق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السياسة الفرنسية تدخل على خط الاحتجاجات الطلابية


.. روسيا تزيد تسليح قواتها ردا على الدعم الغربي لكييف | #غرفة_ا




.. طهران.. مفاوضات سرية لشراء 300 طن من اليورانيوم | #غرفة_الأخ


.. الرياض تسعى للفصل بين التطبيع والاتفاق مع واشنطن | #غرفة_الأ




.. قراءة عسكرية.. صور خاصة للجزيرة تظهر رصد حزب الله مواقع الجي