الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العلاقات الروسية الأمريكية....بين التعاون والمواجهة

ندى أسامة ملكاني

2021 / 5 / 8
السياسة والعلاقات الدولية


منذ انهيار الاتحاد السوفياتي في تسعينيات القرن العشرين، بدت الولايات المتحدة الأمريكية هي القوة العظمى المهيمنة على مشهد الساحة الدولية. بينما انشغلت روسيا الاتحادية بالإرث السياسي والتركة العسكرية والاقتصادية والاجتماعية التي خلفها سقوط الاتحاد السوفياتي وانهيار المنظومة الاشتراكية. ويبدو أن عودة روسيا إلى دور دولي مهم على الساحة الدولية من بوابة بعض الأزمات الدولية إنما هو رسالة روسية بأن العالم يجب أن يتحرر من هيمنة القطب الأوحد. سواء تعلق الأمر بالأزمة الجورجية التي أبرزت فيها روسيا ميلا لتوكيد الذات، أو بالأزمة السورية وتدخل الروس في سورية منذ عام 2015، أو في محاولتها لعب دور الوسيط في النزاع الأمريكي الإيراني حول الملف النووي الإيراني، وحتى الحشود العسكرية على الحدود الأوكرانية ، وتصاعد الأحداث في شبه جزيرة القرم، فإن روسيا تسعى في استراتيجيتها إلى كسر الأحادية القطبية الأمريكية وأخذ دورها على الساحة الدولية، بما ينعش نظاما دوليا قائما على التعددية القطبية إن لم يكن ثنائية القطب لمرحلة الحرب الباردة في القرن العشرين. وهذا ما أكدته ماريا زاخروف المتحدثة باسم الخارجية الروسية حينما قالت: (إن الولايات المتحدة الأمريكية ليست مستعدة لتحمل الواقع الموضوعي لعالم متعدد الأقطاب يستبعد الهيمنة الأمريكية).
لقد شهدت العلاقات الروسية الأمريكية تراجعا غير مسبوق منذ انهيار الاتحاد السوفياتي، حيث أفاد تقرير صادر عن وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA بأن فلاديمير بوتين أمر مباشرة بالتدخل في الانتخابات الأمريكية لعام 2020 لإلحاق الضرر بحملة بايدن الانتخابية، وقد وصف جو بايدن فلاديمير بوتين بالقاتل، فتعرضت العلاقات الثنائية لصدمة حيث سحبت موسكو سفيرها لدى واشنطن وفرضت واشنطن عقوبات على 32 كيانا ومسؤولا متهمين بمحاولة التأثير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية. مع العلم أن الوصف الذي أطلقه بايدن على بوتين يعد استثنائيا، فحتى في سنوات الحرب الباردة حينما كانت الدولتان على استعداد لتدمير بعضهما لم تكن هناك هجمات شخصية على قادة الاتحاد السوفياتي. فضلا عن جوانب الخلاف هذه، فإن الولايات المتحدة الأمريكية تعد روسيا منتهكة لحقوق الإنسان، إذ ترى واشنطن في القضايا الداخلية منفذا لانتقاد سياسة الدول لاسيما موسكو التي تسعى إلى منازعتها على مسرح السياسة الدولية. فقد قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن في حوار مع شبكة إن بي سي نيوز إنه منزعج بشدة من الحملة العنيفة ضد المتظاهرين الروس واعتقال الآلاف، للمطالبة بالإفراج عن زعيم المعارضة أليكسي نافالني.
على الرغم من أوجه الخلاف، وتوتر العلاقات الروسية الأمريكية في الآونة الأخيرة إلا أنه يبقى هناك مجال للتعاون في قضايا ذات اهتمام مشترك: الحد من التسلح النووي، البرنامج النووي الإيراني، الوضع في أفغانستان، تغير المناخ العالمي، فضلا عن التنسيق بشأن تمديد اتفاقية نيوستارت النووية. حتى في ردها على التصعيد الروسي على الحدود الأوكرانية، وإعلانها دعمها لأوكرانيا في مواجهة روسيا، مالت واشنطن للتعاون مع موسكو، حيث تلقى بوتين اتصالا من بايدن يدعوه إلى عقد قمة ثنائية في خطوة ينظر إليها على أنها مبادرة لتهدئة الوضع.
في الوقت الذي يرى فيه بعض المحللين أن تدهور العلاقات الروسية الأمريكية يعكس الإرادة الأمريكية في كسر أي تحالف استراتيجي صيني- روسي يهدد القطبية الأمريكية، يرى خبراء أمريكيون أن المهمة الصعبة أمام بايدن تكمن في صياغة استراتيجية شاملة للتعامل مع روسيا بما يحقق التوازن بين احتوائها وإشراكها في المجالات التي تعكس الاهتمام المشترك. أي تكن الإرادة الأمريكية، فإنه من الملاحظ أن بوتين لم يعد يرضى بدور الشريك الأصغر للولايات المتحدة الأمريكية وهو يسعى إلى بناء قوة عظمى مستقلة، قوة يمكن أن تتعامل مع الغرب بشروطها الخاصة دون إملاءات أمريكية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نارين بيوتي تتحدى جلال عمارة والجاي?زة 30 ا?لف درهم! ??????


.. غزة : هل تبددت آمال الهدنة ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الحرس الثوري الإيراني يكشف لـCNN عن الأسلحة التي استخدمت لضر


.. بايدن و كابوس الاحتجاجات الطلابية.. | #شيفرة




.. الحرب النووية.. سيناريو الدمار الشامل في 72 دقيقة! | #منصات