الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العشائرية..عامل بناء لا عامل هدم في بناء وطن وفق رؤية تحمي منجزاته ومقدراته.!

مختار فاتح بيديلي
طبيب -باحث في الشأن التركي و أوراسيا

(Dr.mukhtar Beydili)

2021 / 5 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


كلما اختلف سياسيون الجدد على تقسيم المناصب او عند اختلاف الافكار والمناهج الحزبية الضيقة فيما بينهم، نجدهم ينبرون للهجوم على مفهوم العشيرة ، ويحاولون أن يحمّلوا العشائرية كل تناقضات مجتمعاتنا ، وأنها أساس كل المشاكل ، التي تقع في المجتمع ، والصحيح أن الذين يهاجمون العشائرية ، لم يدرسوا مفهومها ، ولم يطلعوا على تفاصيل نظام مؤسسة العشيرة ، التي هي بالأصل ، مؤسسة اجتماعية محترمة ، تحافظ على تماسك المجتمعات ، ولا تعرقل كما يدعي البعض اللاعشائريون..!

حيث أن العادات العشائرية والقبيلة موجودة لدى العرب والتركمان والاكراد والجركس في الشمال والشرق والجنوب السوري ، والموجودة أيضاً على كل الأرض العربية وحتى في دول اسيا الوسطى الناطقة باللغة التركية في القوقاز ، هذه العادات لا تعرقل سير التقاضي بين الناس ، بل تساعد وتدفع باتجاه إحقاق الحقوق لأصحابها.

هنا لابد القول لمن لايعرف العشيرة أو لمن لا يريد أن يعرف ، ان العشيرة مؤسسة اجتماعية وفي معظم الاحيان مؤسسة اقتصادية ، حيث أن كثيراً من العشائر ، تقوم بتدريس أبنائها ، على طريقة التكافل الاجتماعي فيما بينها ، خصوصاً إذا علمنا ، أن في معظم العشائر صناديق عامة لمثل هذه الحالات ، كما أن معظم العشائر ، تقوم بتأمين دخل معقول لأي من أبنائها ، إذا كان عاطلاً عن العمل ، حتى يتسنى له إيجاد عمل وان كانت هذه السلوكيات الاجتماعية محدودة.
العشائرية في مفهومها الإيجابي ، مؤسسة محترمة ولبنة أساسية في البناء العام للمجتمع من حيث وحدة صفه ونسيجه الاجتماعي ، ولم ولن تكون بمفهومها الصحيح عقبة أمام دولة المؤسسات المدنية.

في كل تجمعات التي توحد القبيلة والعشيرة وقوة صلة الرحم بين ابناء تلك القبيلة هذا شيء ايجابي يحسب الى القبيلة وشيخها.. ولكننا نرى في جانب آخر من الدعوات او التجمعات والتي تفوح منها رائحة السياسة التي اصبحت تفرق بين المرء واخيه وخاصة في وجهات النظر فكل حزب بما لديهم فرحون وكلا يغني على ليلاه مع الاسف.!

في النهاية نقول ان العشيرة هي مؤسسة اجتماعية تمتد في جذورها إلى أعماق التاريخ ، ولها سلطة أدبية تراعى وتحترم إذا روعيت ضوابطها دون أن تتناقض مع مفهوم الدولة العصرية ذات المؤسسات المدنية التي تنطلق على أساس المواطنة وليس على الأسس العشائرية الضيقة التي لا يمكن أن تكون بديلاً عن الدولة المدنية المعاصرة.
ان تعزيز الممارسات الإيجابية للعشيرة التي تركز على زيادة لحمة المجتمع وتماسكه لتكون العشيرة والعشائرية عامل بناء لا عامل هدم في وطن يسوده الحرص الأكيد على بناءه وفق رؤية تحمي منجزاته ومقدراته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار التظاهرات الطلابية بالجامعات الأميركية ضد حرب غزّة|


.. نجم كونغ فو تركي مهدد بمستقبله بسبب رفع علم فلسطين بعد عقوبا




.. أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يبحث تطورات الأوضاع


.. هدنة غزة على ميزان -الجنائية الدولية-




.. تعيينات مرتقبة في القيادة العسكرية الإسرائيلية