الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخطاء الساسة عبئ على كاهل الناس

طاهر مسلم البكاء

2021 / 5 / 10
الادارة و الاقتصاد


سياسة البلاد ليست لعبة يمارسها من هب ودب لأجل ان نرى بعد ذلك النتائج ،بل هي اصبحت علم قائم بذاته تقننه أصول وقواعد وضوابط لنضمن بذلك وصول من هم أهلا ً للقيادة ،كون كل ما يخطئ به الساسة ترجع تبعاته على اكتاف الناس ، فهوس الدكتاتور الذي يشن الحروب الكبيرة ، وغباء المسؤول الذي يسمح بسريان الفساد ويهمل مفاصل الدولة واركانها ويهتم بمصالحه الشخصية دون المصالح العامة ، ويعمل المستحيل للتمسك بالكرسي رغم خراب كل شيء ، وذلك الذي يورط شعبه في تبعات حصار تتنوع انواعه واشكاله فيضر عموم المجتمع ويعيد البلاد الى الوراء سنوات طويلة . وغيرهم من هم على شاكلتهم ممن يخطئون أخطاء كبرى ، فأن نتائج كل ذلك تعود لتترسب على كاهل الشعب ينوء بحملها لسنوات طوال كما مر معنا في العراق ، فدكتاتورية صدام ونزواته تحملها مجموع العراق ،سيل دماء واهمال للبناء وفقر وتخلف وحرمان ومآسي وارهاب، لاتزال البلاد تعاني منها رغم مرور عشرات السنين .
بعد العام 2003 مستهلكين لامنتجين :
رغم ماتعرضت له البلاد من تدمير بفعل الحروب والأحتلال ،لكن كانت هناك فرص كبيرة لأعادة البناء لو استغل الحماس لدى العراقيين وخطّط بصورة علمية للاستفادة من موارد العراق الكبيرة التي يسيل لها لعاب الدول الكبرى ، ولكن هذا لم يحصل لقد سادت المناكفات والعشوائية والبحث عن المكاسب الشخصية واهملت المصلحة العامة ، فلم تستفد البلاد لا من الثروة الرئيسة التي تبنى الموازنة على ريعها وهي ثروة النفط ،ولا جرى الاستغلال الأمثل للثروات العظيمة التي تكتنزها ارض العراق ، لقد صرفت الثروة المتحصلة بدون تخطيط منطقي وكأننا سنبقى نملك هذه الثروة الى الأبد وعلى طريقة " إصرف ما في الجيب ..يأتيك مافي الغيب " .
اهمال الصناعة والزراعة :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم نهتم بتدعيم ركائز الصناعة في بلادنا وتحديث ماكان موجود منها بل ترك واهمل حتى عاد عبئاً ثقيلا على البلاد، وها هي عمالة وكوادر المنشآت الصناعية القائمة في البلاد والتي لايغطي انتاجها مبالغ رواتبها ، قد تم توزيعها على وزارات الدولة لتقوم بأعمال هامشية لاتمت بصلة لأختصاصاتها ،وهي ليس مسؤولة عن ذلك بقدر ما هو اهمال الدولة وقياداتها العليا التي تناست واهملت اي دور للصناعة المحلية وفتحت الأسواق على مصراعيها للبضاعة الأجنبية التي تجعلنا مستهلكين لامنتجين . وعلى الجانب الزراعي يعتصر المراقب الألم وهو ينظر امكانيات العراق الزراعية وهي مهملة، لقد كان يقال ان اراضي العراق والسودان فقط لواستغلت بصورة مثلى لكانت كافية لتغذية العالم العربي كله ، ولكننا يعتصرنا الألم أكثر عندما نجد ان العراق يستورد كل سلته الغذائية اليومية من دول خارجية، بعضها توصف بأنها دول صحراوية كالكويت والسعودية ! ، وقد وصل بنا الحال وغياب التخطيط والمنطق والمبالغة بالتبذير الى شراء ماء الشرب والعصائروالمشروبات الغازية من هذه الدول وهي لاتملك انهار كما لدينا دجلة والفرات واللذان اهملناهما واهملنا منابعهما .
الجانب السياحي :
ـــــــــــــــــــــــــ
يمكن للعراق ان يعيش على موارد السياحة فقط لو استغلت الأمور بتخطيط وحكمة ولن نحتاج الى اعلانات او تعريف حيث يزور البلاد الملايين ،قادمين من جميع دول العالم وتصل بنا الحال في المناسبات الدينية ان تغص مدننا ولاتتمكن من استيعاب الزائرين ،كما ان هناك آلاف المدن السياحية التي لاتزال مطمورة تحت الأرض دون ان يفكر احد باستغلالها وهذا كله يوفر العمل لآلاف العاطلين عن العمل الذين يعانون الفقر والفاقة ..وهكذا لايمكننا في هذه العجالة شرح الموارد العظيمة التي تكتنزها ارض الرافدين بينما يعيش اهلها بـنســب كبيرة من الفقـر تصـل فـي بعض الأقضية الـى اكـثر من 50 % ، وهو بحق واقع مؤلم يلخصه المثل الشعبي ( سبع صنايع ..والبخت ضايع ) .
تعويض العجز بالضرائب وتخفيض قيمة الدينار :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد تدني اسعار النفط تفتق ذهن ساستنا بأبتكار يعوضون فيه عجز الموازنة ونقص الموارد ،وهو فرض ضرائب على الناس ، او رفع سعر بعض الخدمات العامة ،كما كان رفع سعر الدولار خطوة غير ايجابية عانى منها الفقير وعموم المجتمع المبتلى اليوم بوباء كورونا ،وهذا من اعجب العجب ،ماذنب الشعب المسكين الذي يعاني اليوم من العوز والفاقة ومواجهة وباء عالمي وتعاني مدنه من الأهمال وسوء الخدمات لكي نحمله اخطاء الساسة فنفرض عليه الضرائب الباهظة وهذا أدى الى ارباك في السوق المحلي ورفع الأسعار وبالتالي نكون قد عدنا الى مايشابه مامر به العراق في ايام الحصار الاقتصادي .
ان تعويض العجز بالموازنة ومواجهة هبوط اسعار النفط يمكن ان يكون ايجابيا وليس سلبيا اذا التفت سياسيوا البلاد وقادتها الى استغلال الموارد المبثوثة في ارض العراق من جنوبه الى شماله ، معتمدين التخطيط العلمي والاستفادة من خبرات العالم الذي سبقنا في سلم التقدم والتطور العلمي والتكنلوجي ولايعالج بفرض الضرائب وزيادة الضغط الأقتصادي على عامة الناس .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موجة الحر في مصر.. ما الأضرار الاقتصادية؟ • فرانس 24


.. الرئيس الفرنسي يحث الاتحاد الأوروبي على تعزيز آليات الدفاع و




.. تقرير أميركي: طموحات تركيا السياسية والاقتصادية في العراق ست


.. إنتاج الكهرباء في الفضاء وإرسالها إلى الأرض.. هل هو الحل لأز




.. خبير اقتصادي: الفترة الحالية والمستقبلية لن يكون هناك مراعي