الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشعب يريد إسقاط الشعب . ..؟

همام قباني

2021 / 5 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


#الشعب_يريد_إسقاط_النظام "، عبارة سهلة تكررت وبكثرة منذ بداية ثورة #أكتوبر تشرين 2019 ، في أكثر من ساحة ،واستمر هذا الشعار حتى تحول من الميادين المكان الأصلي لها الى مواقع التواصل الاجتماعي حتى فقد بريقه وغايته الاصلية .. وبعد اغتيال الناشط الصديق (إيهاب جواد الوزني ) في منزله في محافظة كربلاء ، يعود الشعار ذاته يطرق أبواب صفحات وبيجات النشطاء والمحتجين ليخرج هؤلاء الفتية (الشجعان) مرددين العبارة، من دون دراسة أو فهم لمعناها الحقيقي وآلية تنفيذها. و #ثورة_تشرين خرجت بثورة إصلاحية ظاهرياً ولإسقاط النظام جوهرياً، بسبب فشل القضاء على النظام الممحاصصاتي الطائفي الاستبدادي المتخلف المدعوم بقوة دكتاتورية ( #إيران)، التي تقمع المتظاهرين بقوة وعنف، وأوقع التصدي لها 800 قتيلاً وأكثر من 26 الف جريح.

إسقاط النظام لا يعني فقط إسقاط رئيس الدولة، أو الوزراء أو مجلس النواب، لقد أسقط المتظاهرون رئيس الوزراء وبقي النظام، لأن النظام هو هذا الكل القانوني والتشريعي وتعفّن إدارة مؤسسات الدولة، وهو الدستور والمؤسسات وهيكلية الوزارات، وفي بعض الأحيان، هو النظام الطائفي المدعوم بقوانين وتفاهمات، وحين نقول النظام الطائفي فإن الشعب متورط فيه حتى النخاع، لأنه انتخب على أساس طائفي وقومي وحصل على وظيفة على أساس طائفي وقومي ، بل وظهر في احتجاجات على أساس طائفي وقومي ،
وبالتالي فإن إسقاط نظام كهذا عملية صعبة للغاية، كمن يقتلع شجرة من جذورها. وكذلك الأمر بالنسبة لعراقنا ، النظام متغلغل في كل صغيرة وكبيرة، وإسقاطه يعني إسقاط أنظمة كثيرة في داخله وليس نظاماً واحداً،.

ويبدو أن رافعي الشعارات لا يعلمون تركيبة النظام الذي يريدون إسقاطه، لذلك فإن الوسائل تكون خاطئة أو غير ناجعة، والمظاهرات (المزاجية) ليست الطريقة الأمثل، لنتخيل كيف سيسقط النظام (العقائدي) مثلاً وهو متجذر دستورياً وشعبياً ومؤسساتياً منذ ثمانية عشر سنة ، وتغييره لا يكون بالأمر الهين أو السهل إلاً من خلال قوة وقيادة وطنية (عازمة وحازمة) أن تكون مفعمة بالروح الثورية الوطنية الحقيقية الخالصة ، ومؤهلة للقيادة الثورية – وليس التوافقية – ومؤمنة إيماناً خالصاً وكلياً بما يجب أن تقوم به، وقادرة على حشد الشعب، والمضي به نحو الثورة الكاملة وتنقسم الى قسمان الأول في الشارع والأخر في الداخل، أي مؤسساتياً،

•النظام الذي يريد المتظاهرون إسقاطه في العراق يشملهم أيضاً، لأنهم جزء من النظام، من حيث العقلية والسلوك والتوجهات وتجاوز القانون والفساد والرشاوي وغيرها. الشعب هو الذي جذّر هذه الأنظمة بالتماهي معها، وإيجاد الثغرات في القوانين، وممارسة الرشوة والفساد والطائفية والاستزلام، وهو الذي باع أصواته للسياسيين. وسأطرح فكرة غريبة؛ فلو ظهر المتظاهرون رافعين شعار (الشعب يريد إسقاط الشعب) بما يحمله من إسقاط للسلوكيات الخاطئة، فإن النظام السياسي سيسقط وحده، لأن عوراته ستتضح، وسيشعر السياسي أنه أمام شعب غير فاسد لا يُشترى ولا يُباع.
شعار إسقاط النظام شعار طموح جداً لكنه غير واقعي وآلياته غير ناضجة، لأن من يرفع الشعار هو جزء من النظام سياسياً وأخلاقياً وقيمياً، ولو بدأ الشعب بإسقاط نفسه، بمعنى القضاء على الممارسات الخاطئة التي يمارسها يومياً، فإن ذلك سيؤدي إلى إسقاط النظام، بالقانون والمحاسبة، فهل سيتحلى شعبنا العراقي المنادي بإسقاط نظامه بالجرأة ويطالب بإسقاط نفسه من حيث السلوك والممارسة وعدم ارتهانه للطائفية والحزبية و العشائرية والمناطقية الضيقة والاستزلام ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يسيطر على معبر رفح تزامنا مع تواصل المفاوضا


.. -ندعي يجينا صاروخ عشان نرتاح-.. شاهد معاناة سكان رفح وسط هرو




.. غالانت: مستعدون لتقديم تنازلات من أجل استعادة الرهائن ولكن إ


.. الرئيس الإيراني: المفاوضات هي الحل في الملف النووي لكننا سنل




.. إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكدان مواصلة العمل بات