الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل يوم كتاب؛ احلام لم تتحقق، مصطفى ابو علي

مهند طلال الاخرس

2021 / 5 / 10
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


#كل_يوم_كتاب
أحلام لم تتحقق ، سيناريوهات المخرج السينمائي مصطفى ابو علي والكتاب من اعداد واشراف خديجة حباشنة ويقع على متن 225 صفحة من القطع الكبير وهو من اصدارات ازمنة للنشر والتوزيع في الاردن 2017.

الكتاب هو عبارة عن خمس سيناريوهات مكتوبة وجاهزة للعمل السينمائي تركها المخرج الفلسطيني مصطفى ابو علي قبل وفاته، وقد تكفلت عائلته من بعده بجمع هذه النصوص واخراجها لنا ضمن دفتي هذا الكتاب لعلها تنجح بدق جدار الخزان وان يصل صوتها لاصحاب العلاقة والمهتمين من الجهات العامة والخاصة ذات المسؤولية والاختصاص لانجاز هذه الاعمال وتنفيذها.

في هذا الكتاب خمسة سيناريوهات أنجزها المخرج الفلسطيني مصطفى ابو علي والذي يعتبر بحق رائد سينما الثورة الفلسطينية، وهذه الاعمال هي: ايام الحب والموت، بانتظار السلام، الغريب، شعارات، التطهير العرقي.

هذه السيناريوهات هي مشاريع لافلام روائية وتسجيلية طويلة وقصيرة انجزها مصطفى ابو علي قبل وفاته، وللاسف لم تجد هذه الاعمال طريقها الى النور لاسباب عدة ، كان على راسها شح الامكانيات وغياب التمويل.

وهذه السيناريوهات الخمسة الجاهزة والتي تجمعها دفتي هذا الكتاب هي:
الاول: سيناريو ايام الحب والموت والمأخوذ عن رواية رشاد ابو شاور، وهذا السيناريو يتحدث عن النكبة وواقعها من خلال استعراض الحالة الاجتماعية للقرية ومن ثم استعراض احداث المقاومة ومن ثم السقوط لقرية ذكرين وهي بلدة رشاد ابو شاور. ويعرض السيناريو لخلفيات تاريخية حول ظلم وتجبر اصحاب الاقطاع المشكوك باصولهم ونياتهم وتطاولهم على الفلاحين واستغلالهم لظروفهم واحوالهم المعيشية وكل ذلك طبعا بمعاونة الانتداب البريطاني ومن قبله المصري والعثماني.

الثاني: بانتظار السلام فيلم روائي يتناول قصة كاتب ومثقف معروف ، يتحصل على رقم وطني وهوية ويعود مع السلطة الى ارض الوطن عند انشائها، لكنه يعجز بالحصول على لم شمل او رقم وطني لابنه الوحيد ، وتتعقد الامور اكثر اذ ان هذا المثقف لا يستطيع ان يبقي الولد في حضانة امه كون علاقتهما الزوجية قد انتهت، فيحتار الكاتب عن الحل والمخرج في ذلك، ويصل حد الحيرة فيه الى ان يتسائل: هل المطلوب مني ان اختار بين ولدي ووطني؟.

الثالث: الغريب وهو سيناريو لفيلم روائي طويل. وبطل هذه الفيلم الشاب الفلسطيني المغترب زياد والذي يتحصل على تصريح زيارة لفلسطين، وعند وصوله لفلسطين يقع في قصة حب ويقرر البقاء، لكنه لا يستطيع العمل لعدم امتلاكه هوية وهو بذلك يكون خارج عن القانون، وتتعسر الامور معه ولم يبق معه من النقود شيئا ويحاول عبثا الخروج من هذا المأزق بعدة طرق سواء بالعمل تارة فيخفق وبالاستدانة من الاصدقاء فيثقل عليهم ومن ثم بالتشرد والتسكع والصعلكة وفي خضم تلك الاحداث تدور تفاصيل كثيرة مفعمة بالافكار.

الرابع: شعارات، فيلم تسجيلي، ويتناول سيناريو هذا الفيلم قصة المناضل ابو علي مقبل مع الشعارات المطروحة وتغيرها وتبدلها من مرحلة نضالية الى اخرى. وابو علي مناضل من طراز فريد اذ انه اختص منذ ايام الجامعة بتأليف الشعارات الموزونة وترديدها على اسماع المتظاهرين.

الخامس: التطهير العرقي، وهو مشروع فيلم تسجيلي تلفزيوني، وبحيث تعتمد فكرة هذا الفيلم على كتاب التطهير العرقي للكاتب الاسرائيلي ايلان بابه، وهو الكتاب الذي يشرح قصة الخطة دالت والتي بموجبها تم تطهير وتهجير مليون فلسطيني من قراهم 531 وتدميرها كليا وطمس معالم وجودهم ووجودها، اضافة الى استعراضه لعديد من المجازر الصهيونية المرتكبة بحق الفلسطينيين في سبيل اخلاء الارض من اصحابها بشتى الوسائل بما في ذلك التطهير العرقي.

هذا الكتاب بمحتواه من السيناريوهات الخمس يستحق بذل الجهد ليرى النور كعمل فني ناجز ذي قيمة ومحتوى، والاهم حفظه في الذاكرة، وهذا المبدع مصطفى ابو علي -رحمه الله- يستحق منا التقدير والدعاء والثناء وايضا اعادة تسليط الضوء على سيرته وهويته النضالية والابداعية والتي جاء فيها حسب موسوعة وكيبيديا: بأن مصطفى أبو علي مواليد قرية المالحة قضاء القدس عام 1940. وفي عام النكبة 1948 وعلى إثر مجزرة دير ياسين لجأ وعائلته إلى بيت جالا حيث أقاموا أسبوعين انتقلوا بعدها إلى بيت لحم وعاشوا فيها حتى عام 1952 حين وجد والده عملا في عمّان فانتقلوا إليها.

بعد إنهائه دراسته الثانوية توجه عام 1958 إلى بيروت حيث درس موضوع الصحة العامة في الجامعة الأميركية لمدة عام واحد انتقل بعدها إلى السعودية ليعمل في شركة أرامكو، ثم عام 1961 رحل إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد حصوله على منحة لدراسة الهندسة في جامعة بيركلي فدرس الموضوع لمدة ثلاث سنوات ونصف لكنه ترك دراسة الهندسة ليلتحق بالمعهد الموسيقي للمحترفين في سان فرانسيسكو الذي درس فيه لمدة عام قبل أن يتركه لعدم إمكانيته سداد تكاليف التعليم.

وعام 1966 حصل على منحة من وزارة الإعلام الأردنية لدراسة السينما في مدرسة لندن لتقنيّات الفيلم في بريطانيا وتخرج منها عام 1967، وعام 1968 وبفضل علاقاتها مع قيادات فتح نجحت سلافة جادالله بمشاركة مصطفى أبو علي وهاني جوهرية بتأسيس قسم التصوير الفوتوغرافي التابع لحركة فتح وكان مقره في عمان.

عام 1969 قام مصطفى أبو علي وهاني جوهرية بتصوير مظاهرات الفلسطينيين في الأردن المعارضة لمبادرة روجرز وقاما بتسجيل مقابلات مع بعض المتظاهرين ومعارضي المبادرة. بعد تجميع المواد ووضع الإطار العام للفكرة تمت الاستعانة بصلاح أبو هنود في الإخراج. وكانت النتيجة فيلم "لا للحل السلمي" وهو فيلم تسجيلي مدته 20 دقيقة يعتبر أول أفلام الثورة الفلسطينية السينمائية. ينسب هذا الفيلم عادة إلى مصطفى أبو علي إلا أنه في الحقيقة عمل مشترك مع هاني جوهرية وصلاح أبو هنود وآخرون.

عام 1970 جاء إلى الأردن المخرج الفرنسي البارز جان-لوك غودار تحت رعاية حركة فتح لتصوير فيلم بعنوان "حتى النصر" فزار مخيمات اللاجئين وصور فيها ، كما التقى بعدد من السينمائيين الفلسطينيين ومن ضمنهم مصطفى أبو علي الذي رافقه وساعده في التصوير. بعد مغادرة غودار بعدة أشهر اندلعت أحداث أيلول الأسود ولم يكمل غودار فيلمه لكنه استخدم غودار هذه المواد لاحقا في فيلمه من هنا وهناك الذي أنتج عام 1976.

خلال احداث أيلول الأسود قام الثنائي مصطفى أبو علي وهاني جوهرية بتصوير الأحداث، وقد اضطر على إثر هذه الاحداث العديد ممن كانت لهم علاقة بمنظمة التحرير الفلسطينية إلى مغادرة الأردن إلى لبنان وكان مصطفى أبو علي من بينهم. بسبب منع السلطات الأردنية الفلسطينيين نقل المواد المصورة من حدودها، قام ياسر عرفات بنفسه بنقل المواد إلى القاهرة حيث عرضت مقاطع منها في قمة جامعة الدول العربية الاستثنائية حول أحداث أيلول الأسود. وفي عام 1971 قام مصطفى أبو علي باستخدام هذه المواد لإخراج فيلمه "بالروح بالدم".

ومن أشهر افلامه :
الحق الفلسطيني (1967)
لا للحل السلمي (1969) بالاشتراك مع هاني جوهرية وصلاح أبو هنود
بالروح بالدم (1971)
العرقوب (1972)
عدوان صهيوني (1973)
مشاهد من الاحتلال في غزة (1973)
على طريق النصر (1974)
ليس لهم وجود (1974)
تل الزعتر (1977) بالاشتراك مع جان شمعون وبينو أدريانو
فلسطين في العين (1977).

في بيروت ساهم بتأسيس جماعة السينما الفلسطينية التي انضمت لمؤسسة الأبحاث الفلسطينية وقد أنتجت هذه المجموعة فيلما واحدا هو مشاهد من الاحتلال في غزة عام 1973 من إخراج مصطفى أبو علي.

استمر مصطفى أبو علي بالعمل في إطار مؤسسة السينما الفلسطينية التابعة للإعلام الموحد لمنظمة التحرير الفلسطينية، وقد شغل منصب رئيس هذه المؤسسة حتى عام 1980.

وبعد خروج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان عام 1982 انتقل إلى سوريا حيث قضى ستة أشهر حتى منحته السلطات الأردنية تأشيرة دخول إلى أراضيها. في الأردن أسس عام 1984 مؤسسة بيسان للسينما التي شغل رئاسته. وبعد اتفاقيات أوسلو عاد إلى الأراضي الفلسطينية وقام عام 2004 بإعادة تأسيس جماعة السينما الفلسطينية وبقي في فلسطين حتى توفي ودفن هناك في 2009.

مصطفى ابو علي ايقونة فلسطينية وعلم من اعلامها نجح بدق جدار الخزان باكرا، رحل مصطفى ابو علي رائد سينما الثورة والذي بقيت روحه طامحة لتحقيق مافاته وفاتنا من الق الصورة ومشهديتها، والتي وعى صاحبنا قيمتها باكرا، فهو كان الاسبق لمعرفة معنى وقيمة ان تبقى الصورة ومشهديتها عالقة وشاهدة على زمن اراد له الكثيرون من اصحاب الخرافة والاوهام المحو والنسيان واراد له اصحابه ان يبقى حتى النصر حتى النصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من المفاوض المصري المتهم بتخريب المفاوضات بين حماس وإسرائيل؟


.. غزة: ما الجديد في خطاب بايدن؟ وكيف رد نتنياهو؟




.. روسيا تستهدف مواقع لتخزين الذخيرة والسلاح منشآت الطاقة بأوكر


.. وليام بيرنز يواجه أصعب مهمة دبلوماسية في تاريخه على خلفية ال




.. ردود الفعل على المستويات الإسرائيلية المختلفة عقب خطاب بايدن