الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إذا الشرطية.. وخمول العامة وتكاسلهم

سعيد عيسى
كاتب - باحث

(Said Issa)

2021 / 5 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


إذا كانت المصارف قد حجزت أموالهم لديها دون وجه حقّ،
وإذا كانت نسبة التضخّم قد أصبحت بحدود 85 بالمئة،
وإذا كانت أسعار المأكولات قد زادت بنسبة فاقت الـ 400٪،
وإدا كانت أسعار المشروبات والتبغ قد زادت بنسبة 392 بالمئة،
وإذا كانت أسعار الملابس قد زادت بنسبة 559 بالمئة،
وإذا المطاعم والفنادق قد زادت أسعارها بنسبة 609 بالمئة
وإذا أسعار المفروشات ولوازم الصيانة الروتينية قد زادت بنسبة فاقت 655 بالمئة،
وإذا آلاف المؤسسات قد توقفت عن العمل نتيجة عدم قدرتها على الاستمرار أو نتيجة الإفلاس، وبات أصحابها دون عمل، أو إنتاج،
وإذا عدد العاطلين عن العمل أصبح بحدود 700 ألف عامل-ة،
وإذا 85 بالمئة من المستمرين بأعمالهم لا يزيد أجرهم اليومي عن 4 دولارات
وإذا 55 بالمئة ليس لديهم ضمان اجتماعي،

فلماذا لا يثور اللبنانيين على مصابهم، وعمّا سيصيبهم بعد، وهم مدركون لما هو قادم إليهم من ويلات؟

يمكن ردّ الخمول والتكاسل لأسباب متعددة تتلخّص في:
• روابط المصالح الزبائنية بينهم وبين المتحكمين بالسلطة وارتباطهم الطائفي-السياسي معهم وبهم.
• اعتقادهم أن ما يحصل هو صراع سياسي وما يمرون به من أزمات هو نتاج ذلك الصراع فما أن يُحَلّ حتى تعود الزمور إلى مجاريها.
• اعتقادهم أن السبب هو ضغوطات خارجية ذات أهداف سياسية لتغيير موازين القوى في المنطقة وبالتالي تتغير معه موازين القوى في لبنان.
• انتظارهم الحلول من الخارج كما يحصل دائما.
• غياب الثقة بالداعين للتغيير نتيجة فشل تجاربهم السابقة معهم.
• اعتقادهم بارتباط دعاة التغيير بقوى إقليمية أو دولية.
• اللجوء إلى الحلول الفردية لمعاناتهم واعتمادهم على مساعدات عينية أو مادية تأتيهم عبر صلاتهم القرابية أو الطائفية أو السياسية.
• اعتمادهم على مداخيل غير منظورة.
• غياب ثقافة الحقوق عنهم.
• العلاقة المتوترة تاريخيا بينهم وبين الدولة ووقوفهم على أعتابها دون الدخول فيها.
• غياب مفهوم المصلحة مع الاخر لصالح مفهوم قرابة الدم والقرابة الاجتماعية (الطائفية- الدينية-المذهبية).

بناء عليه، هل يكفي دعوة اللبنانيين للنزول إلى الشوارع حتى يلبوا النداء؟ كم من دعوات ودعوات حصلت ولم يلبوا النداء؟ كم مجموعة وحزب تشكلوا حديثا بداعي التغيير ولم يستطيعوا تحريك المياه الراكدة في المجتمع اللبناني؟

إذا لم يجرِ العمل على تفكيك أسباب الخمول والتكاسل وإعادة بناء المفاهيم في عقل الناس ووعيهم، لن يكون هناك تغيير يذكر، وستبقى الدعوات والتظاهرات والاعتراضات الحالية بأشكالها كافة على قول الشاعر: "لقد أسمعت لو ناديت حيّا...ولكن لا حياة لمن تنادي".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلة الجزيرة ترصد مخرجات اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي


.. غالانت: إسرائيل تتعامل مع عدد من البدائل كي يتمكن سكان الشما




.. صوتوا ضده واتهموه بالتجسس.. مشرعون أميركيون يحتفظون بحسابات


.. حصانة الرؤساء السابقين أمام المحكمة العليا الأميركية وترقب ك




.. انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض