الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوقفوا المجزرة، لا لعسكرة المدن

حزب العمال الإشتراكي - كولومبيا

2021 / 5 / 11
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


استغاثة كولومبيا: أوقفوا المجزرة، لا لعسكرة المدن

بعد أربعة أيام من احتجاجات الإضراب الوطني الحاشدة، أمرت حكومة دوكي بعسكرة المدن لاحتواء التحشيد الذي استمر رغم تعرضه لهجوم وحشي على يد الشرطة الوطنية، والذي أسفر حتى الآن عن مقتل 35 شخصا، واعتقال 400، وإصابة أكثر من عشرة شبان، واغتصاب امرأتان من قبل الشرطة الوطنية، التي استخدمت الأسلحة النارية من مسافة قريبة للغاية لتفريق المتظاهرين، واقتحمت المنازل والمجمعات السكنية مطلقة قنابل الغاز وبنادق الصعق.




الشباب، والطبقة العاملة، والفقراء نزلوا إلى الشوارع -رغم الجائحة- مخاطرين بحيواتهم، ليس فقط في مواجهة احتمالية العدوى، بل أيضا في مواجهة قمع الشرطة. الجماهير لم تخرج فقط لمواجهة الإصلاح الضريبي و”باكيتازو” دوكي (مجموعة من الإجراءات)، ولكن للاحتجاج على ظروف البؤس التي تعيش فيها.
الاحتجاجات يقودها الشباب الذين لم يعد أمامهم سوى البطالة، والمديونية من أجل دراستهم، وظروف العمل غير المستقرة، وكذلك القطاعات الشعبية التي تعيش غالبيتها تحت وطأة اقتصاد الوظائف المؤقتة، وتضطر إلى تحمل الاضطهاد البوليسي اليومي.
والحقيقة أنه في السنة الماضية، وفقا للأرقام المختلقة لدائرة الإحصاءات الإدارية الوطنية، فقد بلغ الفقر المدقع 42.5% من السكان، بزيادة بلغت نحو سبع نقاط مقارنة بالعام 2019، والذي كانت فيه النسبة 35.7%. بعبارة أخرى، الجائحة تركت 3.6 مليون شخص في فقر مدقع.



عسكرة المدن


إيفان دوكي أعلن في ليلة عيد العمال أنه سيلجأ إلى “المساعدة العسكرية” المنصوص عليها في القانون 1801 للعام 2016، أو قانون الشرطة، والذي يعرّف بأنه “الأداة القانونية التي يمكن تطبيقها عندما تستوجبها أحداث تغيير خطيرة للأمن والتعايش، أو في مواجهة مخاطر أو خطر وشيك، أو للتعامل مع حالة طارئة أو كارثة عامة، بحيث يمكن لرئيس الجمهورية من خلالها، بشكل مؤقت واستثنائي، الحصول على مساعدة القوة العسكرية”.
هذا الإجراء تم اتخاذه بعدما دعا الرئيس السابق ألفارو أوريبي فيليز، على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى دعم “حق الجنود والشرطة في استخدام أسلحتهم”.
هذا الإجراء الاستبدادي الذي اتخذته حكومة إيفان دوكي، الموالية لأوريبي، هو علامة على ضعف النظام في مواجهة موجة الاحتجاجات في كافة أنحاء البلاد، التي لم يتمكنوا من احتوائها، والتي كان مركزها في مدينة كالي، وفي الجنوب الغربي لكولومبيا.
في الواقع، كانت الشرطة تسيطر على المدن، متجاوزة صلاحيات رؤساء البلديات، الذين كانوا يراقبون “الهروب من الثيران” من الخطوط الجانبية، مقتصرة أدوارهم على الإدلاء بتصريحات دعم المؤسسات، أو الذهاب إلى مراكز الاحتجاز لـ “التحقق” من إجراءات الشرطة.



الصمت في مواجهة المجزرة


المجزرة أسفرت عن مقتل أكثر من 20 شابا في كالي وبوغوتا وإباجوي، وأصيب العديدون بالشلل بأسلحة “إيسماد”، واعتقل أكثر من 400 شخص لكنهم ووجهوا بصمت هيئات الرقابة المفترضة. لم يظهر مكتب المدعي العام ولا مكتب أمين المظالم في مواجهة همجية الشرطة. مكاتب رؤساء البلديات اقتصر أداؤها على دعم الشرطة بصمت واتهام الشبان بالتخريب. المنظمات متعددة الأطراف التي كانت تتحدث في مناسبات أخرى ضد الحكومات التي تقمع التظاهرات التزمت الصمت. الإعلام، مدافعا عن نظامه، ومتحدثا باسم الشرطة الوطنية، لم يأت على ذكر جرائمها، وأخفى أعداد القتلى.
ومع هذا، فإن الناس في الشوارع مستعدون لمواصلة الكفاح. ومواصلة التعبئة لإضراب وطني تجاوز، كما في العام 2019، حسابات بيروقراطية المراكز النقابية التي تسيطر على لجنة الإضراب الوطني، التي دعت إلى حفل إفتراضي بينما كان آلاف الناس بالشوارع، في خيانة للاحتجاجات.
كما تجاوزت أيضا حسابات أحزاب المعارضة. بعضها قام بدعم قمع الشرطة لمكاتب رؤساء البلديات المعارضة لها، بينما فضل بعضها الآخر “دعم” النضال، ولكن دون أخذ زمام المبادرة، وذلك لإظهار “الاتزان” تجاه النظام.
في غضون ذلك، آلاف الشباب، والفلاحون، والنساء، والأفارقة، والسكان الأصليون، والطبقة العاملة، خرجوا إلى الشوارع ليس فقط ضد الإصلاح الضريبي، الذي تم رفضه حتى من قبل الأحزاب الحاكمة، بل أيضا ضد ظروف الفقر والبؤس التي كان عليهم تحملها لعقود، والتي تفاقمت خلال الجائحة.



أغيثوا كولومبيا


لذا، فإننا ندعوا الطبقة العاملة، والمنظمات الحقوقية والاجتماعية والشعبية، على المستوى الأممي، إلى التضامن مع النضالات في كولومبيا، والتنديد بالمجزرة التي تقترف بحق من نزلوا إلى الشوارع، وإلى رفض العسكرة التي أمرت بها حكومة إيفان دوكي الاستبدادية.
كما ندعو القوات والشرطة إلى عدم الامتثال لأوامر ذبح السكان الذين هم جزء منهم، وعدم إطلاق النار على شعبهم، وإلى رفض القمع، والانضمام إلى نضالات الشبيبة البطولية.
من حزب العمال الإشتراكي، ندعو إلى حملة إغاثة أممية لكولومبيا. من الضرورة دعم النضال مع تعبئة في الخارج، ومع تنظيم الاعتصامات أمام السفارات الكولومبية، ومقاطعة المنتجات الكولومبية، للمطالبة بوقف هذه المجزرة.
كما أنه من الملح عقد اجتماع طارئ يمكنه قيادة الإضراب الوطني ضد حكومة دوكي، لأن لجنة الإضراب الوطني التي تسيطر عليها بيروقراطية النقابات لم تكن قادرة على تولي القيادة. هناك حاجة لقيادة جديدة للنقابات العمالية والمنظمات الشعبية لمواجهة إعلان الحرب هذا، من قبل حكومة دوكي، على الطبقة العاملة والفقراء.



ترجمة تامر خورما








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتوسع في إفريقيا.. والسودان هدفها القادم.. لماذا؟ | #ا


.. الجزيرة ضيفة سكاي نيوز عربية | #غرفة_الأخبار




.. المطبات أمام ترامب تزيد.. فكيف سيتجاوزها نحو البيت الأبيض؟ |


.. حماس وإسرائيل تتمسكان بشروطهما.. فهل تتعثر مفاوضات القاهرة؟




.. نتنياهو: مراسلو الجزيرة أضروا بأمن إسرائيل | #غرفة_الأخبار