الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شتات الصهيونية الاحتلال

موسى راكان موسى

2021 / 5 / 11
القضية الفلسطينية


معظم الأفكار المتبناة عبارة عن مسلمات .. بعض هذه الأفكار قد يأتي عن طريق "التلقين المباشر" و هي طريق تحفز المقاومة الذاتية في وعي الفرد إلى درجة ما تجاه تقبل هذا النوع من الأفكار .. لكن الآخر الكثير يأتي عن طريق "التلقين الغير مباشر" و هي طريق تراوغ دفاعات الوعي متسللة إلى ما بعد حدود لا وعي الفرد [كما فكرة تفوق الذكر على الأنثى .. و هي فكرة يرضعها المرء منذ الصغر بشكل غير مباشر على الأغلب] .

لكن المرء قد يتخذ مواقف و يعلن عن آراء تتوافق مع التلقين المباشر .. دون أن يكون هو ذاته مقتنعا بها .. مرد ذلك طبعا المصلحة المبتغاة المنظور إليها من هذا التوافق .

التلقين الغير مباشر لا يخوض معارك فكرية نبيلة .. لا يقارع الحجة بالحجة .. و المنطق مشرد منبوذ لا يستحق النظر لديه ، فينتهي كما الخنزير الذي يتمرغ في الوحل و القذارة .. هو الممتنع عن التفكير .. لكن المنغمس في التجريب [الشعور/الأحاسيس] .. يكون سعيدا أو يتوهم أن يكون سعيدا [فعليا لا فرق بينهما ؛ وهم الشعور هو شعور] .. و التحرر من هذا الوضع ليس بالأمر السهل .. مهما تحررنا يظل فينا شيء من "الخنزير" .. يكفي أن تكون نظرتنا تجاه الخنزير سلبية أكثر من الخاروف و الأرنب .. لندرك أن فينا بقية "خنزرة" تحكم نظرنا .

التلقين سواء المباشر أو غير المباشر شكل من أشكال الاحتلال .. هو احتلال حتى على مستوى صفحة بيضاء لا تحوي شيئا أو فكرا ، لكن الاحتلال لا يعني انعدام التفكير .. لكن أيضا لا يعني سلامة التفكير .. هنا الوقوع بين براثن مسخ التفكير و ما ينتجته من مغالطات .

ما هي المسألة الصهيونية ؟ ما هي القضية الفلسطينية ؟ ما هي العلاقة بينهما ؟ .. و تدور دائرة الصدأ الفكري .. ليست مراجعة تتم كل سنة أو عقد من الزمن .. لكن "تجريع و ترجيع" فكري ، هي وحدة تناقض .. لا ، لكن إرادة تريدها وحدة تناقض ، و كي تتم و تستمر .. تتمرغ في وحل "المشاعر/الأحاسيس" .. هذا خنزيرنا الجمعي .. خنخنة تعلو حينا من الدهر و تهبط حينا من الدهر .. مرد ذلك يعود إلى "حساسية" مصطنعة سياسيا يتأثر بها خنزيرنا الجمعي ! .

الخنزير الجمعي يعرف المذاهب و الأديان و الألوان و الأعراق و الأجناس [الجندر] .. و دائما في شكل ثنائي الاستقطاب ، و أقصى ما يعرفه عن الطبقات تصنيفة "غني و فقير" .. فحتى في الصراع الطبقي لا يتجاوز التصنيف الثنائي .. و إن تغيرت عناوين التصنيف الرئيسية تبقى ثنائية ؛ الاستقطاب بقدر ما هو مفيد في (الاستعمال/الممارسة) بقدر ما هو ضار على (التفكير/النظرية) ، و مهما أدعينا وجود وحدة بين "النظرية و الممارسة" .. تبقى النظرية نظرية و الممارسة ممارسة .. و الوحدة بينهما من نوع العلاقة اللحظية العابرة لا الزواج الكاثولوكي الدائم .. و هذه العلاقة محكومة بمنطق الواقع ، و منطق الواقع يختلف عن منطق التفكير .. منطق الواقع ليس بمنطق مادي ديالكتيكي .. منطق الواقع هو منطق متغيّر [مادي و مثالي و ديناميكي و ديالكتيكي و غير ذلك ــ هو إلى اللا منطق أقرب من المنطق] .. منطق لحظات .. و سعيد الحظ من يدرك اللحظة و قد يكون نفسه سيء الحظ ! .

لكي تكون المقاومة إذا .. لا بد من مقاومة المحتل في الفكر .. مقاومة التلقين بكل أشكاله المباشرة و الغير مباشرة ، مقاومة "الخنزرة" فينا .. مقاومة الخنزير الجمعي ، مقاومة التصنيف "الثنائي الاستقطاب" .. مقاومة "إرادة وحدة التناقض" ، المقاومة هي في محاولة القبض على اللحظة .. و ليس في ترك اللحظة تقبض عليك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العود أحمد
فؤاد النمري ( 2021 / 5 / 11 - 17:47 )
سعدت بعودة الكاتب المتميز موسى راكان موسى إلى الكتابة بعد غياب سنتين تامتين
نؤمل أن يكون العود أحمد

تحياتي الخاصة للصديق موسى راكان موسى

اخر الافلام

.. الشرطة تقتحم جامعة كولومبيا لتفريق المحتجين| الأخبار


.. مؤشرات على اقتراب قيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في رفح




.. واشنطن تتهم الجيش الروسي باستخدام -سلاح كيميائي- ضد القوات ا


.. واشنطن.. روسيا استخدمت -سلاحا كيميائيا- ضد القوات الأوكرانية




.. بعد نحو 7 أشهر من الحرب.. ماذا يحدث في غزة؟| #الظهيرة