الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق السلطة الغاشمة وعصابات المليشيات والرد الديمقراطي

وثاب داود السعدي

2021 / 5 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


طفح الكيل وبلغ السيل الزبى
هكذا يعبر العرب عن الحالة التي لا يمكن ان تنجع معها الحلول التوفيقية
جرائم السلطة وجرائم المليشيات التي تهيمن على هذه السلطة وتدوس صور رئيس وزرائها بالأحذية تجاوزت كل الحدود
جريمة اغتيال الشهيد إيهاب الوزني، وان كانت جريمة أخرى في سلسلة الجرائم، الا انها أعلنت القطيعة التامة بين الشعب العراقي وأحزاب نهب المال العام التي تجثم على صدره وتنهش من لحمه وتدمي مدامعه.
وشهدنا مسرحيات لجان البحث عن القتلة وهيئات التحقيق الوهمية، ورأينا كيف طاحت ورقة التوت التي تغطي مهزلة مكافحة الفساد، التي انتهت بعد اعتقال أحد رموز الفساد الثانويين، والتي لم تكن حتى زوبعة في فنجان، حيث هب شركاءه من أصحاب المليشيات الى انتزاعه من القبضة المخملية لقوى محاربة الفساد.
كل ذلك وضع ما صنعه الحداد بين الشعب العراقي المقهور والعصابة الحاكمة واحزابها اللئيمة.
ويأتي البعض ليحدثنا عن الانتخابات. ويهرع البعض الاخر لتشكيل أحزاب لا لون ولا رائحة لها، وامطرونا بوابل من الشعارات المتشابهة، والاسماء المتداخلة، في حين يعجز أي من المدنيين الذين انساقوا الى هذه المجزرة الفكرية والاحزابوية عن اعطائنا فرقا واحدا بينه وبين حزبه وأحزاب الاخرين.
عيب وعيب هذا الاحتقار لدماء الشهداء ولتضحيات أجيال كاملة.
وعلى اعقاب جريمة اغتيال الشهيد إيهاب أعلنت مجموعة من الأحزاب والتجمعات تعليق مشاركتها في الانتخابات.
وبدون التقليل من شان هذه القرارات او لوم من اتخذها، فلنا ان نتساءل ما يعني تعليق المشاركة. هل هناك من يعتقد بان هذه الإدارة ستصب جام غضبها أخيرا على المجرمين. وهل يساورهم الشك في ان هذه السلطة ليست شريكة او أسيرة، او ما شاءوا وصفها، للمليشيات القاتلة، في حين ان اقل ابناء هذا الشعب اطلاعا يعلم علم اليقين ان العلاقة بين أحزاب نهب المال العام والمليشيات وفرق كاتم الصوت متداخلة ومرتبطة كأصابع اليد.
بعد هذه الدماء التي سالت والتدمير المنظم لكل مناحي الحياة العامة وبعد النهب الجنوني لثروات هذا البلد وافقار شعبه من قبل حفنة من الدجالين والحثالات، ما الذي يمكن ان يجمع بين المواطنين وسراقهم وقتلة أبنائهم وعملاء القوى الخارجية الذين يعيثون فسادا في ارجاء البلاد.
وفي خضم ذلك ما يمكننا قوله حول الديمقراطية ووسيلة تطبيقها وهي الانتخابات.
الانتخابات. كنت دائما اعتقد بان الديمقراطية هي الحل الأمثل وان الانتخابات هي الوسيلة المثلى ليعبر الشعب عن تطلعاته وان أشرف الأدوار هو دور النائب الذي يمثل أبناء بلده ويسك الطريق لمستقبل شعبه وبلده.
ولكن بلدنا وصل الى نقطة اللاعودة. وأصبح جليا ان المهيمنين على مقاليد الأمور الحقيقيين من السراق والقتلة والعملاء لن يسمحوا باي تطور في هذا المجال. وهم بهذا اغلقوا جميع الأبواب امام المسيرة الديمقراطية. وكما فعل النظام الملكي سابقا حيث اغلق كل النوافذ الممكنة بمجلس التزكية والقسوة في اضطهاد الحركة الوطنية مما أدى الى انهياره في ثورة تموز.
لنناقش مسالة الانتخابات بهدوء ومن جوانبها المختلفة.
طالب متظاهرو تشرين بانتخابات مبكرة، وهذا يعني، لكل جاهل، انتخابات سريعة خلال فترة زمنية محدودة، بضعة أشهر على أكثر تقدير، وطالبوا بنظام انتخابي أكثر تمثيلا وعدالة وهو نظام الدوائر المتعددة وهذا يعني دائرة يتنافس عليها عدة مرشحين وتنتخب نائبا واحدا بدورة او دورتين مع جهاز مفوضية محايد.
لم يتحقق أي من ذلك وعلى العكس فعن أي انتخابات نتحدث.
ثم قام رئيس الوزراء بتحديد موعد للانتخابات وهذا ليس من صلاحياته وهو غير قادر على فرضه.
فهناك جهة وحيدة تستطيع اجراء انتخابات مبكرة وهي أكثرية أعضاء مجلس النواب (وليس أكثرية الحاضرين). وتجري الانتخابات حينها بعد شهرين من حل المجلس.
كل هذ الإجراءات خارجة عن قدرة رئيس الوزراء فالانتخابات سوف لن تجري الا إذا حسمت أحزاب نهب المال العام المسالة لصالحها.
الان يطرح السؤال التالي : اذا كانت كل الأبواب مرصدة والطبقة السياسية الحاكمة مستعدة للإيغال بدم الشعب العراقي للبقاء في السلطة فما هو الموقف من مقاطعة الانتخابات.
من الواضح ان مقاطعة من نوع مقاطعة انتخابات 2018 لن تؤدي سوى الى عودة اللصوص بشرعية جديدة بعد ان اسسوا مجموعة من الأحزاب المرتزقة لتجميل صورتهم وايهام البعض بأنهم تشرينيون.
من الواضح ان ذلك اسوا من المشاركة في الانتخابات وإضفاء طابع شرعي عليها.
الرد الديمقراطي يجب ان يكون مقاطعة إيجابية حاسمة وحازمة بمهمات نضالية واتخاذ قرار واحد وموحد لكل القوى الديمقراطية والتقدمية والمدنية للترويج للمقاطعة والاتصال ببنات وأبناء الشعب لدفعهم للتعبير عن مقاطعتهم الفاعلة.
هكذا تنهار الستر الي تتستر بها بعض الأحزاب الجديدة التي مولتها أحزاب نهب المال العام ولن يبقى في ساحة المشاركة في الانتخابات سوى ازلام السراق والمجرمين وسيلفهم الخزي والخجل من ان يكونوا مطايا لمجموعة عديمي الشرف والغيرة من الحاكمين كما يقول أبناء شعبنا.
هكذا تتعرى هذ السلطة والطبقة السياسية الحاكمة تمهيدا لدحرها تماما واقتلاع هيمنتها على مقدرات شعبنا.
وهنا يسال أي كان هل الخنوع للمجرمين هو الحل ام الإطاحة بهم بإرادة الشعب هو الحل.
كل يجب ان يختار








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يجب تجريم احزاب الفاشية الاسلامية والعنصرية الكردي
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2021 / 5 / 11 - 20:28 )
والقاء القبض على جميع اعضائها المتجاوزين على القانون ومصالح شعب العراق واجتثاث احزاب النهب والسلب عملاء فاشية ولاية الفقيه وكل من يخون العراق لمصلحة دولة اجنبية-وعلينا ان نترك ادران الماضي وهلوساته بالعداوة مع الدمقراطيات المتحضره لتكون سندا لشعب العراق في الخروج من مستنقع التخلف والجهالة الدينيه لبناء عراق مزدهر متحضر مرفه على نمط اوربا الغربية التي هي الرعيل الانساني الاول الذي تخلص من الاقطاع وعبودية الاديان وطور العلوم والفنون وحقق ارقى طروف العيش لمواطنيه وارقى الثقافات وارفع مستويات التربيه والتعليم والرعاية الصحيه بصناعة وزراعة وبنى تحتيه رائعه بالاستناد الى العلم وتكنولوجيته المتواصلة التطور في دول للمواطنه الحقيقيه تحت طل الدمقراطية بعيدا عن الايديولوجية الثلاثية العفنة= الدينية والعنصرية والطبقية-وبالمناسبه اجدد شكري لعائلة الوطني القانوني الراحل الاستاذ داود السعدي الذي توكل عني مجانا عام 1955 وساهم كمحامي شهم وقدير في انقاذ حياتي من انياب المجرم نوري سعيد وافشل تنفيذ حكم الاعدام الصادر ضدي بسبب مساهمتي في النضال الوطني ضد حلف بغداد الذي كان مؤامرة ضد بغداد الحرية والسلام

اخر الافلام

.. الولايات المتحدة تعزز قواتها البحرية لمواجهة الأخطار المحدقة


.. قوات الاحتلال تدمر منشآت مدنية في عين أيوب قرب راس كركر غرب




.. جون كيربي: نعمل حاليا على مراجعة رد حماس على الصفقة ونناقشه


.. اعتصام لطلبة جامعة كامبريدج في بريطانيا للمطالبة بإنهاء تعام




.. بدء التوغل البري الإسرائيلي في رفح