الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقاطعة الانتخابات لن تحل المشكلة و شعار إسقاط النظام طموح جداً لكنه غير واقعي .؟!

همام قباني

2021 / 5 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


أنا أتفهم موقف هذه الأحزاب و الحركات والكيانات ، والظروف التي دفعتهم إلى اتخاذ هذا القرار الصعب، قرار المقاطعة والتوجه نحو المعارضة .. لكن ثبت من التجارب المختلفة طوال السنوات الماضية، أن قرار المقاطعة لم يحقق أي نتائج، بل ربما يرسخ الأوضاع الخاطئة التي تقول المعارضة إنها تريد تغييرها.
الحياة السياسية في العراق ليست في أفضل أحوالها، أن السياسة ماتت أو أصيبت بالشلل بفعل عوامل كثيرة، لكن السؤال الذي ينبغي ان يشغل الجميع خصوصا المقاطعين هو: هل المقاطعة ستغير هذا الواقع أم تجعله أكثر رسوخا؟!
• وسؤال آخر مرتبط به هو: ما هي الثمار التي جنتها المعارضة، حينما قاطعت أكثر من استحقاق انتخابي في عهد المالكي، بل وفي عهد سائرون؟!
للأسف لم يحدث شيء.
قرار المقاطعة يمكن تفهمه، لو كان لدينا وعى سياسي كبير بين أفراد المجتمع، لكن يعلم الجميع أن هذا الأمر مفقود إلى حد كبير، و"الأحزاب الولائية"، هي الأكبر فى العراق على الإطلاق!!!، وبالتالى فإن تأثير المقاطعة لن يكون ذا جدوى كبيرة، وضرره أكبر من نفعه.
وهنا يسأل احدهم: ما الذي سيكون مفيدا أكثر أن تقاطع هذه الأحزاب الاستحقاقات الانتخابية أم تنزل وتصوت بأي طريقة سواء بالتأييد أو المعارضة أو حتى بإبطال الأصوات؟!
- النقطة الجوهرية التي اعتقد بجدواها في هذا الموضوع، هو أن غالبية العراقيين يحتاجون لمن يتحدث إليهم، بأي فكرة طالما كانت سلمية، وليس بالمقاطعة والانعزال. مادام شعار اسقاط النظام يستحيل تحقيقه بهذا الضعف الجماهيري لقوى تشرين التي تفككت بسبب عوامل عدة. ابرزها (المندسين و وفقدان الثقة و التخوين والصراع الداخلي بين القيادات المحسوبة على تشرين) . والأمر الاخر هو التربة السياسية وبالأخص الحزبية في العراق هشة للغاية، ولدينا عشرات الأحزاب التي تدعي المدنية والعلمانية رسمية وتحت التأسيس، لكن تواجدهم السياسي الحقيقي شبه غائب، لدرجة أن غالبية هذه الأحزاب لا تستطيع جمع خمسمائة مواطن في ندوة أو مؤتمر. في هذه الحالة فإن الأجدى هو النزول إلى الجماهير والاحتكاك بها ومحاولة اقناعها بالانضمام لهذه الاحزاب التي تعتقد انها الأكثر تعبيرا عن المواطنين، من أجل التغيير السلمي.
- لماذا لم تنزل هذه الأحزاب إلى الشارع. وتختار اشخاصًا وطنيين علمانيين تقدميين بارزين ، وتعطى لهم (توكيلات) شعبية لكى يترشحوا للانتخابات ، ويحققوا أهدافها وتطلعاتها ؟!
- سيجيب بعضهم بأنها تحاول، لكن الظروف الأمنية تمنعها؟!
حسنا، ولكن المعارضة في أي بلدان بالعالم الثالث، لا تعمل في بيئة مثالية وعراقنا ابسط مثال على ذلك، بل تقدم تضحيات تصل إلى الأرواح من أجل التغيير السياسي بالطرق السلمية. مادام انها غير قادرة على اسقاط هذا النظام.
• مرة أخرى أتفهم دوافع مطالبة البعض بمقاطعة الانتخابات، لكن أرفضه تماما، لأنه لا يحل القضايا، بل يزيدها سوءا. كون الواقع السياسي العراقي صعب وشديد التعقيد وتتحكم به عصبيات حزبية ولائية وقبلية وعائلية، ومصالح متضاربة ومؤسسات يعشعش فيها الفساد، وبالتالي ينبغي أن نسأل كل القوى السياسية: كيف يمكن تغيير هذه المعادلة الصعبة؟ أليس في مصلحتها وجود حياة ديمقراطية سليمة، أو على الأقل تعددية في إطار مصالح الوطن العليا؟!
أتمنى أن تعيد الأحزاب والكيانات والحركات التي قررت المقاطعة موقفها، وأن تبدأ مشوارا سياسيا وطنيا حقيقيا، شرط أن تطبق ذلك على نفسها أيضا!
التحدي الحقيقي أمام كل الأحزاب السياسية ليس هو فقط التصويت في الانتخابات، بل اقناع البسطاء أو غالبيتهم بالمشاركة في الحياة السياسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلقة نار من تحدي الثقة مع مريانا غريب ????


.. الجيش الروسي يستهدف تجمعات للقوات الأوكرانية داخل خنادقها #س




.. الطفل هيثم من غزة يتمنى رجوع ذراعه التي بترها الاحتلال


.. بالخريطة التفاعلية.. القسام تقصف مقر قيادة للجيش الإسرائيلي




.. القصف الإسرائيلي المتواصل يدمر ملامح حي الزيتون