الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكم العوائل من البعث إلى المحاصصة

عدنان جواد

2021 / 5 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


بعد أن كانت عائلة واحدة تحكم الدولة في العراق، المتمثلة بعاىلة القائد الضرورة صدام حسين المجيد وعشيرته المنحدرة من قرية العوجة في تكريت، فكان لكل واحد منهم سلطة مطلقة في كل شيء في صرف الأموال وحتى في سجن الناس والتلذذ بتعذيبهم، كانت الناس تتحاشى موكب عدي وقصي أولاد الرئيس، وتصرفات حسين كامل الصبيانية الذي تحول من عريف إلى فريق، وابن عمه علي كيمياوي الذي ارتكب المجازر بحق الشعب العراقي من شماله إلى جنوبه، حيث كانت أغلب المناصب القيادية العليا والحساسة لتلك العائلة والعشيرة، فقد تجسدت القبائلية بحذافيرها وأصبح شعار (الشجرة إلي ما تفيي على اهلهاكصها) وحينما سقطت تلك العائلة نتيجة ظلمها للناس واغتصاب حقوقهم وإدخال الدولة العراقية في حروب خاسرة نتيجة التهور والعمالة وداء العظمة، وأن الذي أسقط حكم تلك العائلة بعد إنتهاء صلاحيتها، هو نفسه من جلب النظام السياسي الجديد الذي تم تفصيلة على أساس المكونات والمحاصصة والتوافق، فتم إختيار شخصيات سياسية وعوائل جديدة للحكم، طبعاً ضمن ولاىهم فجعلتهم رموز وهيلمان وسلطان وحولتهم من نكرات إلى من أصحاب الذوات وإلى قصور وخدم وحشم ، وتوزيع قصور العائلة السابقة ومزارعها والأماكن الحساسة على العوائل الجديدة، وانتقل هذا التوزيع لتلك العوائل وحسب الحصص للمناصب المهمة في الدولة ، وانتقل هذا التوزيع من أعلى الهرم إلى أسفله، فأصبحت وزارات الدولة العراقية عبارة عن عوائل، عاىلة تسيطر على وزارة المالية وأخرى للداخلية والدفاع والخارجية، والتعينات وتوزيع الغنائم حسب القرب من العائلة الحاكمة، فانتقل حكم العوائل إلى كل مفاصل الدولة، فيقبل أبناء الضباط في دورات الضباط بتوصية من آبائهم الضباط فيحرم المستحق من المواطنين الذين لا تربطهم علاقة بتلك العوائل، ونفس ذلك المنهج في إختيار السفراء والدبلوماسيين والقبول في معهد الخدمة الخارجية، فتخضع تلك الاختيارات ليس كما معمول به في الدول بحسب الاختبارات واختيار أفضل المتقدمين وانما لإرادة زعيم الكتلة والسفير، وحتى القبول في التعليم العالي والدراسات العليا والأمن الوطني وكل شيء ذات أهمية تم بناؤه على أساس حكم العوائل، حتى مفوضية الانتخابات التي يقال إنها مستقلة يتم إختيار أفرادها من أتباع تلك العوائل، وما تبقى من الوزارت الفقيرة والشرطة والجيش فيتم قبولهم من المحافظات الجنوبية الفقيرة والمناطق الشعبية في بغداد والذين هم ،( كالجمل يحمل ذهب وياكل عاكول) وأيضاً يقبلون بمنية وفضل وتعهد بإعادة إنتخاب إفراد تلك العوائل، بينما سكان تلك المحافظات والنازحين منها بسبب فقرها، هم أصحاب الثروة تلك الثروة التي يعتاش عليها العراق من شماله إلى جنوبه، وشعب تلك المناطق محروم ومقصود تجهيلة فتحولوا إلى عبدة أصنام بشرية، وسبق وأن تم استغلالة كحطب لحروب صدام، اليوم يتم لعب نفس الدور من قبل الصدامات الجدد، فهم بعيدون كل البعد عن السلطة ومراكز القوة، فلا تجد منهم وزير، وحتى إن صار يتنكر لأهله ويتكبر عليهم، يتسلط عليهم ويكون خاضع وذليل للآخرين، وسبحان الله تم استنساخ سياسة حكم العائلة الواحدة في كل أساليبها وخاصة في إسقاط واتهام المطالبين بحقوقهم المشروعة، بأنهم عملاء وغوغائين وأصحاب الغدر والخيانة فيجب تصفيتهم وقتلهم لأنهم أعداء الوطن، واليوم يتهم المطالبون بحقوقهم المشروعة وبعد أن تم إبعادهم عن استحقاقهم في بلدهم ويتم منحها لخدم العوائل وحواشيها ومريديها وهم أقل دراسة وأقل كفاءة وعلم، فلماذا داىما يحصر المستضعفون المطالبون بحقوقهم بزاوية ضيقة ويطلق عليهم أوصاف واتهامات جاهزة، فاليوم تغيرت التسميات لكنها نفسها، كالجوكرية والعملاء والذيول والارهابيين، ولا يمكن أن تنتهي تلك الماسي والكوارث والظلامات إلا بانتهاء حكم العوائل والتصدي للمسؤولية من قبل أصحاب العقول والكفاءة العالية ووفق قانون قوي لا يفرق ولا يحابي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف قطاع الطائرات المسيرة


.. ماكرون يدعو لبناء قدرات دفاعية أوروبية في المجالين العسكري و




.. البيت الأبيض: نرعب في رؤية تحقيق بشأن المقابر الجماعية في قط


.. متظاهرون يقتحمون معهد التكنلوجيا في نيويورك تضامنا مع جامعة




.. إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة ا