الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كل يوم كتاب؛ الرحلة الاخيرة/هشام شرابي

مهند طلال الاخرس

2021 / 5 / 12
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


#كل_يوم_كتاب
الرحلة الاخيرة هشام شرابي، رواية تقع على متن 170 صفحة من القطع الكبير وهي من اصدارات دار توبقال للنشر بالدار البيضاء في المملكة المغربية والصادرة سنة 1988بطبعتها الاولى.

تجري احداث الرواية زمنيا في الفترة الواقعة بين 1969-1975، وتتنقل ساحات ووقائع الرواية مكانيا بين ثلاث دول رئيسية: الاردن وفلسطين ولبنان، بحيث يصل الدكتور مخلص وهو اللاجيء الفلسطيني المقيم في امريكا الى الاردن ، ويتنقل بطلنا بين مكاتب منظمة التحرير في جبل عمان والويبدة مطلعا على الاحوال والاوضاع التي الت اليها الامور نتيجة تجدد الاشتباكات بين الثورة الفلسطينية وقوات النظام الاردني في ايلول الاسود.

تتابع الاحداث ويتقرر اصطحابه في جولة في الاردن يزور خلالها المخيمات والقواعد ويطلع على الاحداث عن كثب، ويقرر المختصون من قيادات المنظمة زيارة مبرمجة له بمعية وفد لجنة المتابعة العربية التي يرأسها وزير الخارجية التونسي.... تصل السيارة وفيها بطل الرواية "الدكتور مخلص" الى مخيم البقعة فيطلع على واقع المخيم وحجم التشريد والقسوة التي تظهر من الواح الزينكو البائسة.

ثم ينطلق منه الى الاحراش في جرش وعجلون ويتابع عن كثب تدريباتهم واعمالهم وتثقيفهم السياسي، ثم يتابع السير نحو قواعد الفدائيين في الاغوار، ويزور قاعدة متقدمة كان افرادها قد عبروا النهر ونجحوا بالعودة الى قواعدهم سالمين. يدور الحوار مع ابطال الدورية حول دوريتهم ومهامها والصعاب التي كابدوها ، ثم ينطلق بطلنا عائد باتجاه عمان مستكملا الحوار والنقاش مع سائق السيارة ومستضيفوه حول الافكار والمعتقدات التي يعتقد بها الكاتب ويُلبسها للالسن المتحاورة، والتي استطاع من خلالها ان يطرح كل افكاره ومعتقداته بالنسبة لظروف العمل المسلح وتوازناته والغاية منه وجديته وصدقيته، بالاضافة الى طرح الحلول السياسية المتداولة في تلك الفترة ومناقشتها بموضوعية، وطرح كل هذه العناوين والافكار في رواية من هذا العدد من الصفحات اثقل على النص واضعف من قيمته الروائية حتى غابت عنه مشاهد التشويق والسرد واختفت معه الحبكة.

هذا كله طبعا لا يُنقص من قيمة الرواية وجمالية الحدث والوقائع المتداولة فيها ولا يحد من جمال ابطال وشخوص الرواية والوقائع الحقيقية التي تتناولها احداث الرواية وفي هذا الباب يقول شرابي:" لست روائيا، واختياري اسلوبا روائيا لتسجيل الوقائع الواردة في هذه الرواية الوثائقية لتجربة الثورة الفلسطينية في مرحلتها الذهبية 1969-1975 فرضته عليَّ التجربة ذاتها والظروف التي ربطتني بها".

تتابع احداث الرواية فيزور صاحبنا "الدكتور مخلص" بيروت ويعمل في مركز الابحاث هناك، وتستمر السجالات والحوارات وتتعدد، وتأخذه الاقدار بزيارة الى الجنوب اللبناني فيطلع هناك على واقع الثورة وواقع السكان والاشكاليات الناجمة عن اتخاذ اسرائيل سياسة الارض المحروقة بالنسبة لارض الجنوب وتبعات تلك السياسية على تهجير اهالي الجنوب والاشكاليات الناجمة عن ذلك، والحلول المفترضة لمجابهة هذه السياسة.

وفي سياق تلك الموضوعات والافكار المطروحة للنقاش قد يكون من الجميل ايراد بعض الاقتباسات الواردة ضمن احداث الرواية للتأكيد على ما جاء في هذا المقال من جهة، ولابقاء القاريء على تماس مباشر مع النص والرواية من جهة اخرى :
" تمزع قلبي! النقاش ذاته ما زال وقطبيه ما زالا؛ الحل الدبلوماسية أم الثورة؟ الدبلوماسية ضمن الثورة؟ حل مؤقت؟ اخ!!

"سيأتي يوم نقضي فيه على الوداع الى الأبد.
فقال مبتسما:
-حلم المشردين والعشاق.
-حلم المقاتلين أيضا."

"متى سنسقط لهم طائرة.طائرة واحدة؟
قالها بهدوء خال من الغضب. هذا هو السؤال الذي يسأله أبو أحمد دائما."

"اسرائيل، بالنسبة للمقاتلين، شيء غير ثابت. انها واقع غير حقيقي، بالرغم من طائراتها ومدافعها ودباباتها. عندما ينظرون الى هذه الأرض يرون الحولة والناقورة وما بعد. انهم لا يرون اسرائيل، يرون فلسطين فقط."

ثم تتابع الاحداث مع البطل وتبدا النهاية من عند الصفحة 169 اثناء عبوره لشارع الحمرا ورؤيته لشابان يلصقان بعض ملصقات للشهداء سقطوا لتوهم في عمليات فدائية ....كان الشهداء من معارف صاحب الحكاية: مفيد في لباسه المرقط والى جانبه ياسر وابو احمد في اللباس ذاته، كانوا يحملون في ايديهم بندقيات كلاشينكوف ويبتسمون....كان الثلاثة يمثلون مثلث الرواية وبطولتها المحكية على لسان صاحبنا "الدكتور مخلص".

ويضيف شرابي معلقا حول اشخاص الرواية بأنهم كلهم حقيقيون وقد عرفهم بنفسه، مع الاخذ بعين الاعتبار ان الاسماء الواردة في الرواية كلها مستعارة، لكن يستطيع المجايلون والمعايشون لتلك الفترة الذهبية وحتى القراء ايضا يستطيعوا التعرف على ابطالها دون صعوبة تذكر.
واما بالنسبة للافكار المطروحة للنقاش في الرواية بالاضافة للوقائع والاحداث الواردة فيها قد اختبرها بنفسه وواكبها عن كثب او اطلع عليها مباشرة او نقلت اليه من اصحاب العلاقة.

وحول الهدف من هذه الرواية يقول شرابي: "كنت اهدف الى رسم صورة صادقة ومتكاملة لما حدث لأولئك الاشخاص الذين ساهموا بقدر او بآخر في الثورة الفلسطينية في فتراتها الاولى".

وحسب الدكتور شرابي فان الاحداث الواردة في الرواية كلها حقيقية، وهذا ما يلمسه المتتبع والمهتم ، فأحداث الرواية تشكلت حول وقائع حقيقية اضافة الى ان ابطالها الذين اعتمد عليهم لغرض البناء الفني هم اشخاص حقيقيون ومعروفون على ارض الواقع، اضافة الى ان كل العناوين والافكار المطروحة للنقاش ضمن صفحات الرواية هي افكار وطروحات كانت سائدة في تلك الفترة وكانت تتغطى على كل ندوات النقاش والتحليل السياسي والعمل التنظيمي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدم المنازل الفلسطينية وتوسيع المستوطنات.. استراتيجية إسرائي


.. مجدي شطة وا?غانيه ضمن قاي?مة ا?سوء فيديو كليبات ????




.. قتلى واقتحام للبرلمان.. ما أسباب الغضب والاحتجاجات في كينيا؟


.. الجنائية الدولية تدين إسلامياً متشدداً بارتكاب فظائع في تمبك




.. فرنسا.. أتال لبارديلا حول مزدوجي الجنسية: -أنت تقول نعم لتما