الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سأشتاقُ لكِ دوماً...

محمد جبار فهد

2021 / 5 / 14
الادب والفن


”تغنّى الناس بالوردة..
أريد أن أغنّي للأشواك“..

- أولاڤ هاوكه / شاعر نرويجي

__________________________________

لم يبق.. لم يبق لي
سوى الأوهام أنزوي
في سراديبها.. تلك الأوهام التي
تحمل القلق الأعظم وكُلّ شك لانهائي..
ماذا أفعل؟..
العالم يحاربني..
الأشياء تحاربني..
ذاتي تحاربني..
ماذا أفعل وسط
هذا الضجيج الجائر؟..
ماذا أفعل لهذه المخلوقة الصغيرة
التي تصرخ في جمجمتي
بلا توقف.. بلا توقف تصرخ؟..
ماذا أفعل لهذه الأحلام
التي دائماً تنتهي
بقتل أحد؟
ماذا أفعل لسماءٍ مؤمنة كذّبت عليَّ
وأرضٌ ملحدة سمّمتني بأفاعيها الغادرة؟..
من أين تأتيني شرارة هذا الفراغ القاتل؟..
من أين يأتيني سراب هذا العدم الجلّاد؟..
أين أذهب؟
أين أهرب
والزنابق الوردية تُنحر وتنتحر في
مُخيلتي التي لا حد لها؟..
ماذا أفعل لنفسي وأنا
كُلُّ من يمسك بيَدي
أصليه نار العذاب،
وأُريه حقيقته التي يخشاها؟..

ملعونٌ أنا بالوعي..
بالغضب
بالعزلة
بالخسّة
بالموت
بالصراخ الصامت
بالجنس المادي
اليدوي العفن
بقتل الحقيقة
بتنجيس الفضيلة
بتكريم الأكاذيب
بتبجيل الهرطقات،
ملعون مئة لعنة..
لم هذا تأنيب الضمير
القاسي اللامفهوم؟..
هل أنا اُمثّل سلالة
القرود الأفريقية
التي جاء منها البشر؟..
هل أنا جديرٌ بالعيش
وسط هذه الجموع
من المومياءات المسالمة
التي لا تعرف غير الصلاة
على النبي محمد وتكفين
الجُثث والإقتداء بالأموات؟..
هل منزلي الزنزانة؟
هل موطني الغابة؟
هل وظيفتي لعق
أحذية الحرية
أم إلقاء دُعابة؟
هل أنا ملحد كإيڤان
أم مؤمن كجبران؟
هل أنا.. هل أنا
قربانٌ للآلهة
أم عبدٌ لأصنام الفلاسفة؟..
من أنا والغوغاء تستعرُّ
في الأرض الباردة
والفَجَرَة
يَملُون صُحُف الأخلاق الأولى؟..
من أنا والكلاب تنصحني،
البغال تُرتّل في أُذُني،
ورب الأرباب يغطّي وجداني بالشرّ؟
كيف ينبض قلبك بالحياة،
يا هولدرلين، كيف؟ أم أنت
مثلهم مخدوع ولا إدراك لك بذلك؟
آه من هذا الإيمان العظيم المنزلة..
هذا المُبارك مُنقذ الإنسانية جمعاء..
هذا الذي هو فجر الليالي الظلماء
كيف أسترجعه؟ بأيِّ ثمنٍ اُعيده
إلى روحي كي يُسامحني
ملاكي الصغير؟...
أنا لم أقتل أحداً بالسلاح..
لم أعتدِ على أحدٍ باليد..
لكنني آلمت الكثير..
أحزنت الكثير..
اسخطت الكثير..
بكلماتي.. بتلوُّني.. بتخبُطي،
وهذا، مما لا ريب فيه،
أشدُّ فتكاً وإيذاءاً
من كُلِّ آلة تعذيب،
من كُلِّ رغبة إنتحار،
ومن كُلِّ محاولة تصليب..
هل أنا بحاجة إلى وصفة طبيب؟
كلا.. كلا.. فلا أحد يعرف
علّتي غير مُعلِّمُ العندليب..
مُعلِّمُ اليمام والفراشات
ومُلهِمُ كلَّ شاعرٍ وأديب..
لا أحد يعرف..
لا أحد يعرف تشخيص حالتي
غير هذا الياسمين الطاهر الغريب..

- عندنا ألم، أتشتري؟..
- الألم لا يُشترى، بل يُصنع..
وهو الصنيعة الوحيدة التي لا تموت..




عتقتها.. عتقتها،
لأن هي تعلم
وأنا أعلم،
أنني مجنون..
مجنون
يعلم أنه مجنون،
وذلك، حتماً، أمرُّ الجنون..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل