الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار حول القضية الفلسطينية

عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي

2021 / 5 / 14
القضية الفلسطينية


في مثل هذا اليوم من عام 2018 نشرت على صفحتي الشخصية في الفيسبوك منشورا قلت فيه:

لا يغيظني شيء قدر تعامل البعض بسخرية وتهكم مع جريمة حرمان الشعب الفلسطيني من حقه الطبيعي في وطنه، وتشفيهم بمآسي الفلسطينيين المستديمة، على خلفية الخطاب الديني الإسلامي الظلامي، الذي يتخذ موقفا معاديا من اليهود، وكأن على الفلسطينيين ان يتبرعوا بوطنهم لمحتليه، ويستمتعوا بإذلال الإحتلال وسلب حقوقهم الانسانية والسياسية كشعب، تكفيرا عن أدعية يطلقها خطباء جوامع، وروايات بلهاء عن مطاردة المسلمين لليهود في آخر الزمان.
كيف يرتضي من يهزه انتهاك كرامة فرد، انتهاك كرامة شعب كامل على مدى سنين طويلة وأجيال عديدة؟

حينها رد أحدهم على منشوري بالتعليق التالي:
للأكراد قضيه مماثله للقضيه الفلسطينيه وللارمن مأساة طويله واباده جماعيه شردتهم ولكننا بالصدفه البحته نهتم فقط بالقضيه الفلسطينيه- الإسرائيلية التي يزيد عمرها عن الفين عام نظرا لان الطرف الاضعف فيها هو من دين الاغلبيه في المنطقة.
الاقليات تعامل معامله قذره في بلادنا بس ده مش مهم المهم القضيه الفلسطينيه.
اليهود يطردو من مصر والاقباط يعاملو كاهل ذمه والشيعه يتسحلو في الشوارع ومفيش حد اتعاطف معاهم التعاطف فقط مع الفلسطينين المسلمين من اهل السنه.

حاولت أن أشرح لصاحب الرد الأمر على النحو التالي:
أظن أن هذا الطرح هو الطرح الطائفي، من خلال تصوير قضية شعب متعدد الديانات هو الشعب الفلسطيني الذي اقتلع من أرضه على انها قضية تعاطف مع مسلمين سنة.
الشعب الفلسطيني متعدد الديانات والمذاهب مكون من مسلمين ومسيحيين ودروز وغيرهم، وبين قيادات النضال الفلسطيني مسيحيون كثر لعل أبرزهم حنان عشراوي، ونايف حواتمه وجورج حبش، والمفكر أدورد سعيد الذي كان يعيش الى جانبك يا صديقي في أمريكا. وكان عضوا في المجلس الوطني الفلسطيني.

قضية الشعب الفلسطيني لا وجه للشبه بينها وبين القضية الكردية، فالشعب الكردي لم يقتلع من أرضه، ولم تصادر منه ليستوطنها أخرون، وكانت كردستان مثل مناطق الشام وشرق الأردن وبلاد الرافدين جزءا من الأمبراطورية العثمانية متعددة القوميات، وبعد انهيارها قامت بريطانيا وفرنسا بتقسيم تركتها، وهي من وضع الحدود بين الدول الجديدة، ولم يذهب جيش من هذه الدول ليغزو كردستان ويطرد أهلها ويستوطن فيها. وفي العراق الحالي تعيش قوميات متعددة، عرب كرد، سريان، وكلدان، مندائيين، شبك، أيزديين، تركمان وأرمن، وليس مسلمين أو مسيحيين أو شيعة أو سنة فقط وهذا هو حال جميع الأمم الحديثة متعددة الأقوام والديانات. فيما إسرائيل تعلن نفسها دولة يهودية، يمنح دستورها الحق لأي يهودي في العالم حق الحصول على المواطنة فيها، فيما يحجب هذا الحق عن غيرهم.

ورغم جريمة العثمانيين بحق الأرمن فهناك ومنذ زمن طويل دولة مستقلة اسمها أرمينيا، عاصمتها يريفان، فيما يحرم الفلسطينيون متعددو الأديان من حق إقامة دولة، حتى على أرضهم التي أحتلت عام 1967، والتي تلزم قرارات مجلس الأمن بالنسحاب منها.
وأظل لا أعرف سببا لهذا الموقف السلبي من الحق الفلسطيني رغم القرارات الدولية التي تدعمه، ورغم ان دولة فلسطين عضو مراقب في الأمم المتحدة.

أصحاب الضمائر الحية يا صديقي لا يسمحون للضغائن الدينية ان تؤثر على أحكامهم في عدالة القضايا الأنسانية من بطلانها. وقد تكرر ذات الموقف غير العادل مؤخرا من قضية الروهينغه التي حملت الضغينة الدينية البعض على إنكارها رغم التقارير المريعة التي وثقتها المنظمات الأنسانية الدولية عنها.
أمر مؤسف يا صديقي ان يكون الدين هو معيارنا للحكم على القضايا والشعوب، وان نحن واصلنا ذلك ستنعدم الفوارق بيننا وبين داعش.
مع تحياتي.

وجاء رد محاوري صريحا:
انا وبكل صدق متعاطف مع الشعب الإسرائيلي لسبب بسيط ( وبعيد عن اي لون من العنصريه) هم شعب صغير يعيش بين امه من المحيط للخليج هدفها في الحياه فقط هم ان يرمو هؤلاء اليهود في البحر لا اسمع لهم اي صلاه الا وختموها بالدعاء علي هذا اليهودي مع ان هذا اليهودي اغرق الكره الأرضية بمختراعاته وعلمه وقوته الاقتصاديه.
انا متعاطف مع هذه الاقليه مع كامل حبي واحترامي لأصدقاء فلسطينين اتشرف بصداقتهم هنا في امريكا او علي الفيس، ولكني اقول ما في قلبي دون تزييف او تلوين.

وأضاف قائلا:
اخرجو الدين من هذه المأساة حتي نراها علي طبيعتها ولكن اذا كان الدين هو الدافع الوحيد للانحياز للطرف الفلسطيني فانا قطعا ساختار العقل وليس الدين.
الصراع مدته 3 الاف عام لا نستطيع حصره في 100 عام فقط، وقد عاد اليهود الى أرض أجدادهم ابراهيم واسحاق ويعقوب.

وكان جوابي:
نحن من ندعوك يا صديقي الى إخراج الدين من القضية لتراها على حقيقتها. انت تنحاز الى الاسرائيليين لسبب واحد فقط، وهو ان الطرف الآخر، طرف مسلم سني كما تتوهم، وبسبب إصرارك على هذا الوهم ترفض كل ما يعرض عليك من حقائق بان الشعب الفلسطيني شعب متعدد الأديان. وتريد من هذا الشعب ان يدفع ثمن الجرائم التي ارتكبها الأتراك (المسلمون) ضد الأرمن، والعراقيون (المسلمون) ضد الأكراد،
أخرج الدين، والضغينة الدينية من الموضوع يا صديقي ليكون حكمك منصفا وانسانيا. أنت تستخدم الدين في نقاشك اكثر ممن ترى انهم يتعاملون مع القضية من منطلقات دينية، فترى ان الأوكراني أو الروسي اليهودي عاد الى أرض أجداده إبراهام وأسحاق، وتنسى روايات الكتاب المقدس عن ان أرض الميعاد كانت تسكنها أقوام أخرى، جرى إخضاعها بالتصفيات الجسدية، وكيف ان الرب غضب على موسى لأنه لم ينفذ وصاياه بقتل الأطفال في تلك الشعوب ((لأنهم يرثون الشر من قومهم)).

انا لا أثق بكل هذه الروايات السقيمة، وان كنت تثق فيها فعليك يا صديقي ان تطالب من تراهم أحفادا لإبراهام ان يعودوا الى أرض أجدادهم في أور بالعراق، وليس الى أرض الكنعانيين كما يؤكد العهد القديم ذاته. نحن في القرن الواحد والعشرين ومن الجنون تبني روايات دينية لأقامة وطن قومي لجماعة دينية.

الصراع يا صديقي ليس صراع 3 آلاف سنه، فاليهود لم يكونوا طرفا في أي صراع منذ السبي البابلي وكانوا ضحايا الآشوريين والبابليين، واصطرعت على الأرض أقوام عديدة من الرومان والعرب والأتراك والبريطانيين، ووجد الأخيرون ان الشعب الذي وجد على هذه الأرض ولم يتوقف عن الوجود فيها منذ ما قبل ثلاثة آلاف سنة - الشعب الفلسطيني - يجب ان يدفع ثمن الجرائم التي ارتكبتها النازية في أوربا ضد اليهود، فمنحوهم تلك الأرض ليكونوا سببا في نزاع مستديم يستدعي تدخل بريطانيا وغيرها من الدول فيها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا يمكن العودة للماضي في حل القضايا القومية
منير كريم ( 2021 / 5 / 14 - 22:06 )
تحية للاستاذ المحترم
هناك شعوب ابيدت وشعوب هجرت كالشعب الفلسطيني وشعوب مسخت لغاتها وثقافاتها , ولكن في عصرنا الحديث كيف تحل هذه القضايا ؟ هل بالعودة للماضي او ايجاد حلول على ضوء الواقع الراهن
القضية الفلسطينية لاسباب دينية وعرقية خرجت من ايدي الشعب الفلسطيني منذ اربعينات القرن الماضي , ملك الاردن والملك فاروق اعاقا تنفيذ قرار التقسيم ثم عنتريات البعث وناصر اعطت الذريعة لاسرائيل بالتمدد 10 اضعاف مساحتها في 67 ثم جاءت المنظمات الفلسطينية المتاسسة في خارج فلسطين والمفروضة على هذا الشعب والتي منعته من اقامة احزاب وطنية ديمقراطية داخلية تكافح ضد الاحتلال على وزن حزب المؤتمر الافريقي في جنوب افريقيا
فتح تحرس الاحتلال والاستيطان منذ توقيع اوسلو وحماس تشن هذه الحروب العبثية المدمرة ارضاء لاسيادها في ايران وتركيا وقطر وللبقاء بالسلطة دون منازع وجني اموال اعادة اعمار غزة كل بضعة اعوام والضحية الشعب الفلسطيني , هل يستطيع الفلسطينيون اقامة احزاب وطنية ديمقراطية بعيدا عن هذه المنظمات الفاسدة الارهابية؟ طبعا لن يسمحوا لهم بذلك
لماذا يؤيد المثقفون العرب هذه المنظمات ؟ يجب ان يفضحوا لانهم خون


2 - هذا منهج أخر يكمل المنهج الأول
عبدالله عطية شناوة ( 2021 / 5 / 15 - 01:08 )
المنهج الأول يجهر بالتعاطف مع إسرائيل ويشيد بها وبـ ((عبقرية الشعب اليهودي))، ويتهم الفلسطينيين والعرب بالأعتداءعلى حق إسرائيل في الوجود. أما المنهج الثاني فيبدي تعاطفا شكليا مع الشعب الفلسطيني، لكنه يهاجم حركته المقاومة للإحتلال المدعوم أمريكيا وغربيا، ويحمل حركة المقاومة المسؤولية عن المآسي التي يتسبب بها تعامل إسرائيل العنصري الدموي مع نضال الفلسطينيين لإستعادة حقوقهم، ولا يشير بكلمة إلى مسؤولية إسرائيل عن تك المآسي. ولا الى أنها نتاج طبيعي لعدواننيتها ونزوعها الثابت الى التوسع. أي أن الضحية هي المسؤولة دائما عن مآسيها، أما لأنها تقاوم ((حق أسرائيل الطبيعي في إستعادة الدولة العبرية الكبرى)) ، أو لأن الضحية تتسم بالغباء وتنساق وراء ((القيادات الفاسدة الفلسطينية أو العربية)). المهم هو طمس مسؤولية إسرائيل عن تلك المآسي والتمويه على طبيعتها التوسعية العدوانية. هما منهجان أحدهما يكمل اآخر,


3 - انت واهم
منير كريم ( 2021 / 5 / 15 - 07:22 )
تحية
انت واهم جدا فالحرص على ماتبقى من حقوق للشعب الفلسطيني ليس تاييدا لاسرائيل وانما هذا موقف تمليه الظروف الموضوعية وخاصة ميزان القوى وما هو ممكن
اما جبهة الرفض وجبهة الصمود والتصدي واسلامية القضية الفلسطينية والحروب العبثية المدمرة للعرب وللفلسطينيين فقد كانت افضل خدمة قدمت لاسرائيل
متى ماتمكن الفلسطينيون من تاسيس احزاب وطنية ديمقراطية بحرية من دون هذه المقاومة الفاشلة التي لايهمها الا السلطة يبدأ النضال الفلسطيني الحقيقي ضد الاحتلال وهذا الذي يخيف اسرائيل حقا , ويشهد التاريخ الحديث ان لاتحرر ولا استقلال بدون ديمقراطية
الان حماس تتوسل لوقف النار وقبلها حزب الله توسل لايقاف القصف على لبنان في حرب تموز
هل هذه مقاومات ؟ هؤلاء اعوان موضوعيون للاحتلال
السياسة ليست بالعاطفة ولا بالامنيات وانما بالوقائع

اخر الافلام

.. هل يغير نتانياهو موقفه من مقترح وقف إطلاق النار في غزة؟ • فر


.. قراءة عسكرية.. اشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال




.. ما آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة؟


.. أمريكا.. طلاب جامعة كولومبيا يعيدون مخيمات الحراك المناصر لغ




.. شبكات| غضب يمني لخاطر بائع البلس المتجول