الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مغامرة الحدود الأردنية الفلسطينية.. منعطف جديد ايجابي!

حاتم بريكات

2021 / 5 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


خاطر الأردن اليوم مخاطرة إيجابية عندما سمح بالتظاهر قرب الحدود الأردنية الفلسطينية، ولأكون دقيق فالموضوع كان باعتقادي أقرب للمغامرة، فأخطر ما يمكن التعامل معه هو الجماهير المستثارة مع التقدير لمن كان في الميدان، ومع ذلك فقد أدارت الأجهزة المشهد بحرفية ممتازة أشعرتني بالاطمئنان على ثقة الدولة بنفسها أولاً وبقدرتها على التحريك والضبط والسيطرة.

ما حدث خطوة ممتازة للضغط على الاحتلال واعطاءه شعوراً بأن الأمور يمكن أن تخرج عن السيطرة يوماً ما، وأن كل محاولات التطبيع لم تكن مفيدة على الأقل على المستوى الشعبي، بالإضافة إلى أنه ما جرى أعتبره شكل من أشكال زيادة مساحة الدور الأردني على طاولة المفاوضات والذي تقلص في الفترة الأخيرة لعدة عوامل.

القصد أن نُخرج "الدولة الأردنية" من دائرة النقد والتصغير وتقليل الشأن في موضوع فلسطين، وأن يُستغل هذا التغيُّر في التركيز على استعادة مكانة حق العودة على طاولة المفاوضات ضمن الحل النهائي بعد أن غاب لصالح التوطين وخطابه العاطفي الخادع.

لم يعد برنامج "لوم الآخر" الفصائلي ولغة التخوين يجدي نفعاً اليوم حتى مع غير الأردن، وعلى هذا الطيف السياسي الذي فقد جزء كبير من تمثيله حتى بين أبناء الشعب الفلسطيني أن يؤكد تشبثه بالحركة الوطنية الفلسطينية بدلاً من معاداته للحركة الوطنية الأردنية بحجة أنها اقليمية، وسبب استحضار هذا التيار هنا هو لأنه عادة ما يُكفر الأردن سياسياً ويخرجه من ملة القضية الفلسطينية العادلة .

السياسة الفصائلية تعرف الحركة الوطنية الأردنية حليف لها بالضرورة على عكس ما يروَّج له، ففي ظل الاحتلال يجب فصل الهويتان لتجنب التوطين والتفريغ والتجنيس البطيء، وهذا خوف حقيقي تؤكده يهودية الدولة ومشروع تفكيك الأردن وما يرافقه من عدم ضمانة لثبات بعض القوانين كقانون الجنسية مثلاً.

ما أراه اليوم أن "اللوم الفصائلي" لم يعد محسوباً لا على الحركة الوطنية الأردنية ولا على الحركة الوطنية الفلسطينية، بل أنه أصبح خارج السربين وشغله الشاغل أما الاستفزاز هنا أو تخريب المنجز الشعبي في الداخل وقد كشف أمره ولا داعي لإعادة تشخيصه.

مرحلة جديدة أمام الحركة الوطنية الأردنية أيضاً يجب أن تبتعد خلالها عن الخجل من المطالبة والعمل على فرض الحقوق السياسية لفلسطينيي الشتات بالأخص أهل الأردن ضمن الحل النهائي في ظل المعطيات الجديدة، هذا الخجل الذي كلفنا كثيراً وسيكلف القضية أكثر.

أعتقد أن الغطاء الأمريكي اليوم مرفوع جزئياً عن الاحتلال، وهذا ما يُفسر زخم التفاعل مع قضية داخل فلسطين التاريخية وخارجها، لذلك هناك فرصة جيدة لفتح ثغرة ولكن بعد إجراء مراجعات عميقة لسلوك جميع الفرقاء.

منعطف مهم جداً، قد تضيع علينا فوائده إن لم ندرك ونتحرك بناءً على أهميته من وجهة نظري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سودانيون يقتاتون أوراق الشجر في ظل انتشار الجوع وتفشي الملار


.. شمال إسرائيل.. منطقة خالية من سكانها • فرانس 24 / FRANCE 24




.. جامعة أمريكية ستراجع علاقاتها مع شركات مرتبطة بإسرائيل بعد ا


.. تهديد بعدم السماح برفع العلم التونسي خلال الألعاب الأولمبية




.. استمرار جهود التوصل لاتفاق للهدنة في غزة وسط أجواء إيجابية|