الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة ، دمشق ، ادلب ، الله ، الوطن ، و ملايين الشهداء

مازن كم الماز

2021 / 5 / 15
القضية الفلسطينية


لا أدري ما المبهج في أن تستطيع التلاعب بالبشر ، تدفعهم إلى الموت أو القتل ، لا شك أنه أمر مبهج لأن الناس تنافسوا عليه على مدى التاريخ … لا أشعر بالحقد على أولئك الذين يستطيعون دفع الناس إلى الموت بقلب بارد بل مع الكثير من المتعة و اللذة ، و لا بالحزن على من يموتون بتلك الطريقة … لا ألوم الاولين و لا الآخرين على تفاهتهم و لا على تفاهة موتهم و لا تفاهة المبررات التي يقنعون الآخرين بالموت في سبيلها … أعتقد أن الموضوع برمته كوميدي و تراجيدي جدًا لدرجة لا تسمح لا بالحقد و لا بالشفقة

لا أعرف كم يحتاج الإنسان إلى ضحالة إنسانية و عقلية و أية تفاهة و أي جنون ذلك الذي قد يدفع أي إنسان ليعد الآخرين بجنة ما في هذا العالم أو وراءه …

و الأكثر تفاهة و هوسًا أن تجعل تلك الجنة فقط لمن يؤمنون بك ، بقدسيتك ، زعامتك ، أفكارك ، أوهامك

غريب كيف لا ينتبه البشر للإهانة الهائلة في تسمية أي إنسان بالشهيد ، ما يعني تجريد الإنسان من وجهه و اسمه و حياته و تحويله إلى جندي ، أو كما يسمون في لعبة الشطرنج : بيدق ، مجرد رقم ، لا شيء ، أو شيء لا يكترث أحد لا لموته و لا لحياته … إذا استعرنا مفهوم ماركس عن الاستلاب و التشيو فإن الشهيد هو في أعلى مراتبها

لا أعتقد بوجود مهنة أكثر همجية من القادة العسكريين ، أكثر همجية حتى من المثقفين و رجال الدين الذين يمدحوهم أو يعملون عندهم ، و لا أشعر بلذة كتلك التي تنتابني عندما أسمع بموت أحد هؤلاء

لو كان البشر يؤمنون حقًا بآلهتهم ، لو كان رجال الدين يؤمنون بالفعل بكل ذلك العذاب الذي يهددوننا به لما رأيتهم قادرين على الكذب حتى على طفل رضيع

بالنسبة للطغاة فإن الشعب غبي ، أهبل و لا يعرف مصلحته و بحاجة للطغاة ليحموه من أعدائه و حتى من نفسه ، لكن أيضًا بالنسبة للرفاق التروتسكيين و الماويين و غيرهم ، فإن الشعب عاجز و مغفل و أفضل ما يستطيعه هو أن يوصلهم إلى السلطة و هو بحاجتهم كي ينقذوه من براثن و أكاذيب الظلام و الاستغلال و الاستبداد ، لذلك من الغريب أن يلومنا هؤلاء نحن الأناركيون الفردانيون على موقفنا المتشكك من "الشعوب" أو "الجماهير" و "الأوطان" أو أي شكل من أشكال الجماعات التي تقوم على طمس فردانية أفرادها و إلغاء كل اختلاف و أية مساحة للنقد أو الحوار ، لصالح هوية جمعية ما ، طبقية أو قومية أو دينية أو حتى إنسانية ، تحكم على كل مخالف أو معارض ، على كل فرد يصمم على تفرده و تمرده و اختلافه بأشنع العقوبات بتهمة الخيانة العظمى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحن طائر أو بالون عادي.. ما هي حقيقة الجسم الغريب فوق نيويور


.. دولة الإمارات تنقل الدفعة الـ 17 من مصابي الحرب في غزة للعلا




.. مستشار الأمن القومي: هناك جهود قطرية مصرية جارية لمحاولة الت


.. كيف استطاع طبيب مغربي الدخول إلى غزة؟ وهل وجد أسلحة في المست




.. جامعة كولومبيا الأمريكية تؤجل فض الاعتصام الطلابي المؤيد لفل