الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحيل امرأة

البتول المحجوب

2006 / 8 / 5
الادب والفن


...قالت يومها
-ضبابية الأفق توحي بكآبة ما..
الجو ضبابي ذاك اليوم..ووجه رمادي اللون، حزين
الكلمات يعلن وفاة إنسانة قاسمتني ألألم،الدمع
والغصة المرة.
يمتد ضباب أفقك الحزين، دمعة متدحرجة على خدك الشاحب..تدمع عيناك ونلتقي معا عبر حزن طالما ضمنا معا.
تمتد ألاف المسافات عبر جسر معلق معلنا رحيلك، رحيل امرأة عشقت يوما..حلمت بوطن ضائع..أحبت ذكرى وجه غابت ملامحه
وسط الزحام..
تتنهدين، تتذكرين ..أية ذكرى تلك؟ذكرى يوم بعيد يوم التقيتها.. أتذكرين.. ؟
عيناها أكثر إشعاعا، أكثردفئااكثر حبا بالحياة،يملأها الأمل بغد مشرق..
شدت يومها على يديك مصافحة همست لك:
-لا تستسلمي..أعرف مقدارا انتظارك..أعرف أنك انتظرت عودته بشغف..بحرقة وألم..
..لاتنطوي وراء غمامة حزنك الجميل..مع الأيام يندمل الجرح.. لك الأمل.
لحظتها لا أريد الاستماع لأحد..
لاأصدق كيف..؟ألن أراك ..؟ ليتني أعرف في أي قلعة حزينة رموك..؟ أي ركن من أركان هذا العالم الممتد أنت..؟غيبتك الغياهب
في عتمتها، انتزعوك فجر ضبابي القسمات.. تركتني ابحث عن بصيص أمل داخل العتمة
نعم أذكرك ألان بحب،بدفء أيام مرت.
لكنه لم يعد من رحلته.أهو الأخر أجبر على الرحيل مثلك..؟
أمسكت بيدهامودعة.أكملت طريقهالاتلوي على شيء..قابلتها وجوه تعبة..ضجرة من زمن جريح.
منزلها تخيم عليه غمامة حزن مسائية، باردة كقطعة ثلج محرقة..تجول بنظرها فى الغرفة..
لاشيء يغري فى غرفة باردة جدرانها، تشعر بيأس،ضجر.تعيد الكلمات بداخلها..رغم المرارة:
-لك الأمل..
كنت ترددين هاته الكلمة دوما.لا أنسى ذاك الصباح كيف أخذت
سيارة أجرة بعد أن خامرك إحساس مفاجئ أني قد أرتكب حماقة ما.. أخبرتني بهذا بعد أن وجدتني أنزوي صامتة فى
ركن من زوايا غرفتي الباردة..
تمتمت بكلمات تحمد الله.. أنى بخير..لم أعلق على كلماتها شعرت
بروحك تحتضنني برفق..بحنان أبوة حرمت منها..حدثتني ياأبي قائلا:
-..صغيرتي الدامعة العينان،دمعتك صافية، نظراتك الخائفة وأنا أكبل أمام أعينك البريئة حملتها معي،نظراتك ياصغيرتي جعلتني أتحدى
الغياهب والقلاع المنسية أعرف أنك أنتظرت ليال،سنوات طوال.. روحي تمنحك
القوة.. ، روحي تظلل عليك..لك الأمل..لك الغد المشرق..فخور بك دوما،لاتذرف الدمع ، دمعك نفيس ياصغيرتي..-
فتحت عيناي، وجدتها قربى، عانقتني بحنان حدثتني ساعات وساعات..لم تتعب ولم تمل..حدثتني
عن وطن جريح..عن غربة وطن..عن عذابات و جراح امرأة ذاقت مرارة الأقبية الباردة،امرأة صمدت وطوت سرها بين أضلع
تهشمت تحت وطأة أحذية قذرة..
اليوم ترحل دون وداع، و تمتد المسافات بيننالماذاترحلين عني كما رحل من أحببتهم.؟
نعم رحلت عن عالمنا الكئيب ! انتصرت دوما على المعاناة..فلماذا الرحيل ؟
..أتذكر كلماتك ،عذبة من شفتيك الجميلتين بلسما، أكنت تعيين قرب انتهاء الرحلة..؟
سفينتك لم تعرف بر الأمان، تبحرين من جديد..عبر محيط ،أمواجه غاضبة..أمواج تكسرت عند قدميك الجملتين..
مدينتك العسلية النظرات موحشة بدونك..مدينة عشقتها حدا الثمالة..ينعق البوم فيها..أتذكرين طائرا البوم..؟
-لن ينعق مرة أخرى فى أرضنا..في هذا الركن المنسي.
..هاهو ينعق للمر ة الثانية بعد رحيلك..فلماذا سمحت له..؟
أتذكرين المساء الشتوي جمعنا معا قلت يومها:
-لاتعيش على الذكرى..انسي العالم من حولك ،هل استطيع.. يا"ف"؟
..ذكراك..بسمتك المشرقة تحمل آلاف البسمات الضائعة بسمة انطفأت ذاك الصباح وتاهت سفننا عن بر الأمان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل